خطوة فرنسية جديدة في أفغانستان باتجاه واشنطن و«الناتو»

TT

في بادرة جديدة تعكس التقارب المتنامي بين فرنسا من جهة، والولايات المتحدة الأميركية والحلف الأطلسي (الناتو) من جهة أخرى، تتهيأ باريس للإعلان عن تعزيز قواتها المقاتلة الموجودة في أفغانستان في إطار «القوة الدولية للمساعدة والأمن» (ايساف) التابعة للحلف الأطلسي والعاملة بموجب انتداب من مجلس الأمن الدولي.

وحتى الآن، لم تكشف باريس لا عن حجم القوة الإضافية التي سترسلها الى أفغانستان، ولا عن مكان انتشارها الذي ما زال موضوع تدارس بين قيادة الأركان الفرنسية والقيادة الأطلسية. غير أن المعلومات المتوافرة تشير الى عزم الرئيس ساركوزي على إرسال ما لا يقل عن ألف جندي إضافي الى أفغانستان سينتشرون إما في جنوب البلاد أو في شرقها. وينتظر أن تشكل القمة الأطلسية المقرر انعقادها في بوخارست، عاصمة رومانيا، ما بين الثاني والرابع من أبريل (نيسان) المقبل، فرصة للرئيس الفرنسي للإعلان عن قراره الجديد. وتتوقع الأوساط السياسية والدفاعية الفرنسية أن يعلن ساركوزي، الذي يشارك في أول قمة اطلسية منذ انتخابه رئيسا للجمهورية في شهر مايو (أيار) الماضي، تقاربا جديدا مع الحلف على صعيد المؤسسات. ولم يعرف ما إذا كان التقارب سيصل الى حد عودة فرنسا الى القيادة العسكرية الموحدة للحلف التي تركها الرئيس الأسبق شارل ديغول عام 1966. وجدير بالذكر أن تعزيز المشاركة العسكرية الفرنسية بدأ منذ شهور، حيث نقلت بعض الطائرات الفرنسية المقاتلة من خارج أفغانستان الى قندهار، وعمدت باريس الى زيادة عديد ضباطها ورتبائها (70 شخصا) الذين يساهمون في تأهيل الجيش الأفغاني. وتبلغ القوة الفرنسية حاليا في أفغانستان 1500 رجل، وهي منتشرة بشكل رئيسي في العاصمة كابل ومحيطها. يضاف اليهم 700 رجل للخدمات اللوجستية المختلفة وهم موجودون في طاجيكستان.

وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزيرة دفاعه ميشال أليو ماري قد قررا بداية العام الماضي سحب 200 رجل من قوات الكوماندوز الخاصة التي كانت تعمل جنوب البلاد في مقاتلة قوى طالبان. وينتظر ان يبحث ساركوزي الموضوع الأفغاني مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون خلال زيارة الدولة التي سيقوم بها الى بريطانيا ابتداء من يوم الأربعاء القادم.

ولا يحظى توجه الرئيس الفرنسي بزيادة التزامات بلاده العسكرية إن في إطار الأمم المتحدة أو في إطار الحلف الأطلسي بالإجماع من قبل العسكريين. ومنهم من يعتبر أن باريس وصلت الى الحد الأقصى في قدرتها على إرسال قوات للقتال أو لحفظ السلام في المناطق الساخنة من العالم.