المعارضة تدعو الحكومة اللبنانية لتأليف «وفد مشترك» للقمة

البطريرك صفير ينبّه إلى أخطار الهجرة والجميل ينتقد «حزب الله»

TT

فيما تواصل سجال السياسيين اللبنانيين من الموالاة والمعارضة حول المشاركة في القمة العربية المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري في دمشق، دعا أمس البطريرك الماروني نصر الله صفير اللبنانيين الى ان يسألوا الله «ان يزيل عنا هذه الغيمة السوداء التي لا تزال مخيمة فوق رؤوسنا. .. ولكننا نأمل وهذا ما يجب ان نسأل الله في الصلاة، في ان تعود الينا ايام الخير والبحبوحة والسعادة، وان يعود اللبنانيون الى وطنهم لتعيش العائلة اللبنانية، على اختلاف انتماءاتهم الدينية مسلمين ومسيحيين». وقال خلال استقباله وفودا مهنئة بعيد الفصح المجيد: «قيل لنا ان ما يقارب المليون لبناني، تركوا لبنان منذ العام 1970. ولبنان ليس فيه الا اربعة ملايين، وهو بلد صغير لا يوازي شارعا في القاهرة او نيويورك، ورغم ذلك فان الناس يهاجرون. هذه الهجرة ليست كلها سيئة خصوصا اذا كانت الى البلدان العربية، ولكن اذا كانت نحو استراليا او كندا او اميركا، فالأمل بعيد في ان يعودوا الى لبنان. ونحن واياكم نريد ان يبقى لبنان بلد التعايش الاسلامي ـ المسيحي، وبلد المحبة والتعاون والازدهار، ولكن هذه الايام سيئة». من جهته، دعا رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر إلى «العودة الى المصالحة الشاملة»، موضحا أن «زيارة (النائب) العماد ميشال عون في حضور النائب ابراهيم كنعان كانت للتهنئة بالأعياد. والعماد عون لم يخرج عن المبادرة العربية التي يؤيدها البطريرك صفير». وأوضح أن «الكنيسة مع انتخاب رئيس في أقرب وقت». وجدد التأكيد ان «بكركي ليست ضد قانون (الانتخاب النيابي) 1960، ولكن مع إدخال بعض التعديلات عليه». ونفى ان «يكون المطارنة منقسمين، فجميعهم يخضعون للبطريرك صفير، وهم يتخذون مواقفهم مع الوطن وليس ضد أي فريق» ورأى ان «القمة العربية التي تعقد في دمشق هي مستقلة عن دمشق كما الأمم المتحدة موجودة في نيويورك ومستقلة عنها. وبالنسبة إلى مشاركة لبنان في هذه القمة، هناك أكثر من رأي، وأنا لا أريد أن أستبق قرار مجلس الوزراء».

وبدوره، دعا الرئيس السابق أمين الجميل الى مشاركة لبنان في القمة العربية. وقال: «لبنان يجب أن يكون حاضرا في المحافل الدولية... هناك آراء متعددة ضمن قوى 14 آذار ولكن هناك آلية ديمقراطية للتوافق على الأمور الأساسية إضافة إلى التحاور مع رئيس الحكومة وحلفائنا الأساسيين في العالم العربي». وأكد «التزام قرارات 14 آذار»، و«التضامن مع الحكومة والتزام أي قرار تأخذه». وشدد على أن «لا خلاص اذا لم نتفاهم على أمور مشتركة لأننا في مركب واحد. واذا غرق هذا المركب فسنغرق جميعا». وعن المصالحة المسيحية ومساعي المطران بولس مطر، لفت إلى انه لم يجتمع به منذ فترة، وانتقد «ظاهرة حزب الله الذي يعود له قرار السماح للمسيحيين بتأدية واجباتهم الدينية في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت»، معتبرا أن هذا «مؤشر خطير في تاريخ لبنان». على صعيد آخر، أكد عضو كتلة «المستقبل» البرلمانية النائب عمار حوري أن «ترميم الحكومة لن يطرح قبل استنفاد كل فرص انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيرا إلى ان «الاكثرية لن تسير في هذه الخطوة من دون مباركة البطريرك الماروني نصر الله صفير».

ورد على من يعتبر أن الحديث عن ترميم الحكومة استفزازا، بالقول: «إن الاستفزاز بدأ بجرائم الاغتيال، وإقفال المجلس النيابي، واحتلال الوسط التجاري، وتعطيل الانتخابات الرئاسية»، واستغرب اعتبار البعض ان الحديث عن إقفال المجلس النيابي مشكلة، مشددا على «ان المشكلة هي في إقفال المجلس النيابي». ولفت إلى أنه يعارض «مشاركة لبنان في القمة العربية في دمشق على المستوى الشخصي، إلا أنه أكد تأييده أي قرار ستتخذه الحكومة لجهة المشاركة أو المقاطعة». من جهته، استبعد عضو كتلة «التنمية والتحرير» المعارضة النائب قاسم هاشم انتخاب رئيس في جلسة 25 من مارس (آذار) داعيا فريق السلطة الى «المشاركة في القمة العربية بفريق مشترك من السلطة والمعارضة وضمن خطة حل للازمة اللبنانية تطرح في القمة انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا». وحمّل فريق السلطة في حال غياب لبنان عن القمة العربية «تبعات ما سيحدث بعد القمة». ودعا «السلطة الحاكمة الى تأليف وفد مشترك من السلطة والمعارضة للمشاركة في القمة العربية، يحمل برنامج حل للازمة اللبنانية انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا». واعتبر «ان عدم مشاركة لبنان في القمة تعطيل لمبدأ الشراكة والحلول للازمة اللبنانية».