إسرائيل تعزز حماية السفن والطائرات خوفا من عمليات انتقام لاغتيال مغنية

تنصح مواطنيها باتخاذ الحيطة وعدم السفر إلى بلدان معينة

TT

كشفت مصادر أمنية في اسرائيل، أن أجهزة المخابرات والجيش تقوم بحملة لتحصين السفن والطائرات الاسرائيلية المدنية، وذلك لمواجهة خطر تفجيرها في عمليات انتقامية يقدم عليها حزب الله اللبناني أو التنظيمات الفلسطينية العاملة معه، ثأرا لاغتيال القائد العسكري لقوات الحزب عماد مغنية.

وقال نائب رئيس طاقم مكافحة الارهاب في مجلس الأمن القومي العميد نتان نورئيل، انه في أعقاب إصرار حزب الله وقيادته في ايران على ان اسرائيل هي التي اغتالت عماد مغنية في دمشق قبل 40 يوما، يخططون في بيروت وطهران وربما في عواصم أخرى في المنطقة، لتنفيذ عمليات ارهاب ضخمة وذات وزن كبير ضد المصالح الاسرائيلية والمواطنين الاسرائيليين، ولذلك تقوم الأجهزة الأمنية بسلسلة اجراءات رادعة لمنع هذه العمليات أو مواجهتها بالشكل والمضمون المناسبين. وأضاف نورئيل، في أحاديث لوسائل الاعلام الاسرائيلية، ان «قوى الإرهاب حاولت في الماضي مرتين تنفيذ عمليات تفجير ضد السفن الاسرائيلية في عرض البحر، لكن اسرائيل أجهضتهما. وهناك قوى أخرى حاولت في أفريقيا تنفيذ عمليات إرهاب لتدمير طائرات اسرائيلية مدنية، وفشلت. وبعد هذه التجارب، لا بد من إجراءات اسرائيلية لمواجهة أخطار من هذا القبيل».

وفي الوقت نفسه، أعلنت قيادة سلاح الجو أن الحكومة حررت أخيرا الميزانية المقررة لتركيب أجهزة وقاية في الطائرات المدنية الاسرائيلية تمنع إسقاطها بالصواريخ. وكانت الحكومة قد قررت تركيب هذه الأجهزة منذ ثلاث سنوات، وهي عبارة عن رادار خاص يكتشف الصاروخ الموجه للطائرة عن بعد، وقبل أن يصل الى الطائرة يتم إطلاق بالونات حرارية تلتقط الصاروخ كالمغناطيس فينفجر فيها، في حين تكون الطائرة المدنية قد ابتعدت عنهما. ولكن الحكومة لم تضع هذا المشروع في رأس سلم أولوياتها. وتم تأجيل التنفيذ. وفي هذا الأسبوع، وفي اطار الاستعدادات الاسرائيلية لمواجهة خطر عملية انتقامية من حزب الله بإطلاق صاروخ باتجاه طائرة اسرائيلية مدنية، تم تحرير الميزانية الخاصة بهذا الشأن. وحسب المصدر العسكري المذكور، فإن التنفيذ سيبدأ في غضون أيام قليلة.

وتتوقع الأجهزة الاسرائيلية أن ينتقم حزب الله من اسرائيل بعدة وسائل، اضافة الى إسقاط طائرة مدنية أو تفجير سفن مدنية، مثل اغتيال مسؤول حكومي أو عسكري، وخطف رجال أعمال اسرائيليين في الخارج، وخطف جنود في اسرائيل، وتفجيرات في أحد التجمعات اليهودية في العالم خلال الاحتفالات بعيد الفصح العبري في أواسط أبريل (نيسان) المقبل وغيرها. وقال نورئيل ان هذه ليست مجرد تقديرات اسرائيلية، بل معلومات متوفرة لدى أجهزة الأمن الاسرائيلية تم تجميعها بوسائل حديثة. فسئل إن كان يقصد ان اسرائيل تنصتت على مكالمات هاتفية أو الى اجتماعات لدى مسؤولين في حزب الله، فأجاب: «لا تتوقعوا أن أكشف وسائلنا في جمع المعلومات». وبناء على ذلك، تم إرسال حراس خصوصيين من اسرائيل للمنظمات اليهودية في الخارج، وتم التنسيق مع أجهزة الأمن في عدة دول أجنبية لحماية مقرات المؤسسات اليهودية في العالم.

وكان طاقم مكافحة الارهاب قد أصدر تعليمات للمواطنين الاسرائيليين، وخصوصا رجال الأعمال والمسؤولين، حول تصرفاتهم في الخارج. فطلبت منهم ألا يزوروا أية دولة عربية أو اسلامية في العالم، وكذلك ألا يزوروا كولومبيا وكينيا وطاجيكستان ومنطقة كشمير في الهند وجنوب تايلند والفلبين ومنطقة الشيشان في روسيا وشمال نيجيريا، وشددت بشكل خاص على الامتناع التام عن زيارة سيناء المصرية والعراق، مؤكدة ان من يفعل ذلك يعرض نفسه لطائلة القانون الجنائي.

وفي حالة اضطرار اسرائيلي للقيام بزيارة في أماكن محظورة، وضعت عدة تعليمات حول التصرف، مثل: الامتناع عن قبول هدايا غير متوقعة، والامتناع عن قبول هدايا على شكل رحلة مغرية، والامتناع عن التحرك في شوارع غير رئيسة في النهار والامتناع عن السفر ليلا حتى في الشوارع الرئيسة. كما طلب من الاسرائيليين أن يحرصوا على التواضع في اظهار اسرائيليتهم والامتناع التام عن الظهور في تجمعات اسرائيلية في الخارج.