أولمرت يتفق مع لافروف على إدخال 25 مصفحة روسية للسلطة

مستشار رئاسي لـ«الشرق الاوسط»: لن نصدق إلا عندما نرى هذه الآليات بين أيدينا فإسرائيل تعد وتخلف

TT

اكد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني ما اعلنته وزارة الدفاع الاســرائيليـة عن قرارها بالسماح بتسليم السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية 25 مصفحة من اصل 50 مقدمة هدية من روسيا. ويفترض ان تتسلم السلطة هذه المصفحات من غير الرشاشات التي تكون في العادة مزودة بها، تلبية لشرط اسرائيلي، في القريب العاجل.

لكن حماد قال لـ«الشرق الاوسط» «هذا موضوع قديم جديد، يعود الى سنتين او اكثر وفي كل مرة تعلن اسرائيل موافقتها، تعود وتضع العراقيل عند التنفيذ، لذلك اقول نعم ابلغنا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالموافقة الاسرائيلية ولكن لن نصدق اسـرائيل حتى نرى هذه المصفحات بام اعيننا ونتسلمها تسلم اليد وتكون بين ايدي اجهزة امننا».

يذكر ان اسرائيل وافقت في السابق على ادخال هذه المصفحات بعد الهزيمة التي ألحقتها حماس بأجهزة السلطة الامنية في 14 يونيو (حزيران) 2007، وعلى وجه الخصوص في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولكن الموافقة لم تترجم على الارض وبقيت الموافقة حبرا على ورق، لان الفلسطينيين رفضوا تسلمها من غير اسلحتها لأنه لا قيمة لها من غيرها كما قال مصدر فلسطيني لـ«الشرق الاوسط».

وأوضح حماد ان السلطة لم تبلغ بموعد محدد لتسلم هذه المصفحات وهذا هو الامر كما قال بالنسبة لطائرتي هليكوبتر وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المنتهية ولايته، الرئيس محمود عباس (ابو مازن) بهما تعويضا عن طائــرتين دمرتهمــا إســرائيل عــام 2002.

وجرى وضع اللمسات الاخيرة على صفقة تسليم هذه المصفحات خلال زيارة الوزير لافروف لإسرائيل يومي الخميس والجمعة الماضيين ولقائه بالمســؤولين الاسرائيلين بمن فيهم رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزيـر الدفاع ايهــود بـاراك ووزيــرة الخــارجية تســيبي لفني.

وأوضح مصدر اسرائيلي ان هذه الآليات موجودة في الاردن وستسلم في غضون الايام القليلة المقبلة. وجاءت الموافقة الاسرائيلية النهائية كما قالت مصادر اعلامية اسرائيلية بعدما وافق لافروف خلال اجتماعه مع اولمرت، على المطلب الاسرائيلي الرئيسي وهو عدم تزويد هذه المصفحات بالرشاشات كما كانت تطمح السلطة الفلسطينية. وابلغ اولمرت لافروف، بان هناك موافقة اسرائيلية وعليه ان يتفق على التفاصيل النهائية مع باراك. ووفق التفاهم الذي وقع، فان 25 مصفحة روسية الصنع سيجري تسليمها للسلطة الفلسطينية في المستقبل القريب، (التوقعــات في غضون ايام). وسيجري الاحتفاظ بالـ 25 مصفحة الأخرى، مؤقتا في الاردن، وان التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة ونوعيته سيحــددان موعد تسليم المصفحات الباقية.

وكانت روسيا قد عرضت تقديم هذه المصفحات قبل حوالي العامين غير ان اسرائيل ابدت معارضتها. وبرر الجيش وكذلك جهاز المخابرات العامة (الشاباك) معارضتهما في حينه، بان هذه المصفحات قد تستخدم ضد اسرائيل في اول مواجهات مستقبلية. وأعربت الاجهزة الامنية والعسكرية عن مخاوفها من ان احتمال ان تقع هذه المصفحات في ايدي حماس.

يذكر ان اجهزة الامن الفلسطينية كانت تمتلك مثل هذه المصفحات وبكامل رشاشاتها في قطاع غزة. وتسلمتها السلطة في السنوات الاولى من عمرها في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، ويوجد ما تبقى منها الان (دمر بعضها خلال المواجهات بين حماس وأجهزة الامن وفتح على مدى السنوات الماضية) في ايدي اجهزة حماس بعد سيطرتها على القطاع. ويتوقع ان يواجه قرار وزارة الدفــاع الاسرائيلية موجة انتقادات من قوى اليمين بقيادة حزب الليكود، الذي كان قد عبر عن رفضه لمثل هذه الخطوة.