ممثل مفوضية اللاجئين في عمان: معاناة النازحين العراقيين مادية ونفسية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن خيار التوطين في الأردن «مستحيل»

TT

وصف ممثل المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة في عمان عمران رضا وضع العراقيين في الاردن بأنه «في غاية الصعوبة»، موضحاً ان «وضعهم صعب على صعيدين، الاول مادي والثاني نفسي، اذ هناك شعور حقيقي بفقدان الأمل». وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الحل الافضل للعراقيين هنا وفي سورية هو العودة الطوعية للعراق وقت ما تسمح الظروف لذلك ولكن لا نتوقع ان الوقت قد حان بعد»، موضحاً: «كلنا نتطلع لحل سياسي في العراق يسمح لعودة الغالبية». وشرح رضا ان «الوضع الانساني كان يتفاقم خلال السنوات الاربع الاولى بعد الحرب، ولم يكن العالم منتبهاً اليه على الرغم من انتباه الدول المضيفة التي كانت تتحمل الاعباء». وأضاف: «العالم اخذ ينتبه الى هذه القضية منذ بداية عام 2007، فالاوضاع تحسنت من هذه الجهة، ولكنها ساءت من الجهة الاخرى اذ غلاء المعيشة تصاعد خلال العام الماضي». وشدد رضا على ان العراقيين يعانون ليس فقط من قضية غلاء المعيشة، بل من «الغموض حول وضعهم القانوني في البلاد»، مضيفاً: «العراقيون قلقون ومشككون في الوضع القــــانوني، وعدم معرفة القوانين يعني انهم يترددون في التسجيل معنا أو مع السلطات خوفاً من عدم السماح لهم بالبقاء». وأوضح رضا ان هناك «3 حلول بعيدة الامد لكل لاجئ، الاول العودة الطوعية، وهذا امر غير وارد على نطاق واسع حالياً، والثاني اعادة التوطين في دول الجوار، وهذا غير ممكن اطلاقاً، والثالث اعادة التوطين (في الدول الصناعية) وهذا الحل هو الاكثر اهمية وواقعية للعراقيين ذوي الحالات الخاصة».

وأضاف ان «اعداد الذين يعاد توطينهم ضئيلة بالمقارنة مع الاعداد الاجمالية من اللاجئين، ولكنها تزداد مقارنة بالسابق، ففي عام 2006 تمت اعادة توطين 540 شخصاً من الاردن، لكن عام 2007 قدمنا اكثر من 8500 طلب»، موضحاً: «نأمل ان تزداد الاعداد التي تقبلها الدول الثالثة من حيث اللاجئين، فاليوم لدينا 52 الف لاجئ مسجلين رسمياً ونتوقع وجود نصف مليون عراقي في الاردن». وتتلقى المفوضية السامية في عمان حوالي 120 طلبا يوميا من عراقيين للجوء الى الدول المانحة للجوء عبر برنامج الامم المتحدة لاعادة التوطين في الدول الصناعية. وتمنح المفوضية بطاقة مدتها 6 اشــــهر لكل عراقــي يقدم طلــــا للجوء، مما يمنحـــهم حق الحماية بموجب معاهدة جنيف لحقوق اللاجئين.

وعن اعتبار العراقيين «لاجئين» وليس «ضيوفاً» كما يصفهم الاردن، قال رضا: «لقد توصلنا الى قرار ان اي شخص من جنوب العراق أو وسطه هو لاجئ». واضاف: «لدينا علاقة جيدة مع المسؤولين في الاردن ولا نواجه اية عقبات في عملنا، بالعكس هم يطلبون المزيد مننا». ورداً على سؤال حول «استحالة» اعادة توطين العراقيين في الاردن، قال رضا: «تجربة السنوات الستين الاخيرة تجعل العالم يتفهم المخاوف الاردنية البعيدة الامد حول البقاء الطويل الامد للاجئين»، مشيراً الى «قضية الفلسطينيين التي لم تحل بعد والتي تؤثر على نظرة الاردنيين الى اللاجئين». وأوضح ان المسألة متعلقة بشكل كبير بقضية الموارد، قائلاً: «الاردن من افقر الدول من حيث المصادر في المنطقة، والعراقيون يشكلون حوالى 9 في المئة من تعداد السكان بحسب الاحصاءات المتاحة». وتابع: «علينا التركيز على ترحيب الاردن لكل من التجأ اليها خلال السنوات الماضية من حرب 1948 الى حرب لبنان عام 2006، فلا يمكن لاحد انتقــاد الاردن على ضيافتها».