أب لولدين وأربع بنات يفقد أمله في العودة للعراق .. ويحلم بأميركا

أجبر على ترك عمله سائقاً بين العراق والأردن خوفاً من إجراءات الإقامة

TT

يجلس باجي كزار مناحل خارج مقهى شعبي صغير يتفرج على المارة في أحد شوارع عمان الشرقية، وباله مشغول بذكريات الزبير في البصرة، حيث ولد وترعرع قبل ان تجبره الظروف على ترك وطنه. قال مناحل: «انا من الزبير وابقى أحن لها، ولكنني لن ارجع يوماً اليها». ويقول ان سبب استحالة عودته الى العراق، ان لديه اقارب كانوا منتمين الى حزب البعث، ولذلك يخشى العودة الى العراق، مضيفاً: «اقاربنا كانوا في حزب البعث ومطلوبين في العراق، فكيف يمكن لي العودة اليه؟». ومناحل من مواليد 1954 ومن العراقيين الذين تغيرت حياتهم مع التقلبات السياسية في البلاد، على الرغم من انه لم يكن سياسياً ولم يكن له دور مباشر في السياسة. فاليوم يخشى العودة الى العراق بسبب علاقة اقاربه مع حزب البعث. وقبل 18 عاماً ادى غزو الكويت، حيث كان يعمل هناك، الى فقدانه عمله ومنزله وعودته الى العراق مجبراً. وبعد فترة من الصعوبات الاقتصادية في العراق، بدأ مناحل يعمل سائقاً بين العراق والاردن، على الخط السريع الذي كان يوصل العراق بالعالم الخارجي اثناء سنوات الحصار. وشرح مناحل انه مع الرحلات الجوية بين العراق والاردن «قل العمل على الطريق السريع وما ظل احد يستخدمه.. وعلى كل حال انا اليوم مريض ولا اقدر على السياقة الطويلة». ويعاني مناحل من آلام في ظهره ومشاكل في ساقيه تجبره على السير ببطء شديد، ماسكا عكازته الخشبية. واردف قائلاً: «غلاء المعيشة أتعبني وفكرت بالعودة الى العمل على طريق البر، بس اليوم اخاف ما يدخلوني الى الاردن من جديد، فالاجراءات تشددت وما اتصور ادخل من جديد اذا تركت».

ومناحل يواجه صعوبة في الاردن اليوم، اذ انه من المقيمين غير الشرعيين في البلاد، ولكنه لا يعرف كيف يصوب وضعه. فهو لا يملك المال الكافي لدفع الغرامات المترتبة عليه، ولا يفي بشروط الاقامة في البلاد. وما لديه من مال يصرفه على بناته الاربع وولديه الذين سمح الآن لهم بالدراسة في المدارس الأردنية العامة. وقال: «الظروف تعبانة، وقرر ابني الكبير الرحيل الى سورية للبحث عن لقمة عيشه، ولكنه لم يحصل على أي عمل، والآن اصبح بعيداً عنا ولا يستطع العودة». ومع عائلته الكبيرة ومرضه، لا يعتبر المرشح المثالي لبرنامج الامم المتحدة لاعادة توطين اللاجئين في الدول الصناعية.

وقال: «قدمت منذ عام 2005 على برنامج الامم المتحدة، وقابلتني اميركية سألتني اسئلة كثيرة»، قبل ان يهز كتفيه باستغراب «لم اســــمع منهم ردا منذ ذلك اليــــوم... ولا اتصور انني سأسمع منهم». ولكنه أوضــــح انه يتسلم الخدمة الاجتماعية التي توزعها الامم المتحدة على العراقيين المحتاجين. وعند سؤال مناحل عن خططه للمستقبل ولبناته واولاده، ينظر الى السماء ويرد: «بيد الله، تركت اموري بيد الله فما بقي عندي شيء».