مؤرخة عراقية لجأت إلى الأردن مرتين

بسبب سياسة التأميم في بغداد أولا والحرب الأهلية في لبنان ثانيا

TT

منذ سقوط النظام العراقي السابق واشتعال موجة العنف الطائفي في العراق، باتت الفكرة العامة عن العراقيين في الاردن انهم من الهاربين من الاضطرابات الامنية في وطنهم وحديثي الوصول الى الاردن.

الا ان احياء عمان الميسورة تضم شققاً كثيرة يمتلكها عراقيون هاجروا الى المملكة منذ عقود، لاسباب سياسية واقتصادية متأثرة بالتقلبات في العراق. ومن هؤلاء الدكتورة هالة فتاح التي غادرت العراق عام 1964 بسبب قوانين التأميم بأمر الرئيس العراقي آنذاك عبد السلام عارف، التي ادت الى استملاك ممتلكات عائلتها وغيرها من العائلات العراقية الميسورة. قالت هالة فتاح: «العراقيون يأتون الى الاردن منذ عقود ولكنهم تدريجياً رحلوا الى اوروبا أو بيروت، مثل عائلتنا التي انتقلت الى بيروت، حيث كنا نذهب سنوياً للعطل الصيفية... ولكن جاءت الحرب الاهلية عام 1975 لتدفعنا للعودة مجدداً الى الاردن». وأضافت: «جئنا الى الاردن حينها وتصورنا، مثلما تصور فلسطينيون كثيرون، ان إقامتنا في الاردن ستكون مؤقتة، وان الامور ستتحسن.. ولكن مرت 33 عاماً ونحن على هذه الحال». وشرحت ان عائلتها استأجرت في البداية شقة لسنوات قبل التأقلم مع فكرة الاقامة الطويلة في الاردن وشراء شقة فيها. كما ان الروابط العائلية بالاردن ازدادت مع زواج شقيقتها من اردني، وقالت «حياتنا كلها اصبحت هنا، ولكن ما زلت متمسكة بعلاقتي مع العراق». وتراقب هالة فتاح التطورات في قضية هجرة العراقيين بعين أكاديمية، اذ انها مؤرخة حصلت على الدكتوراه في التاريخ من جامعة «يو سي ال أي» الاميركية وتعمل مع منظمة انسانية لمساعدة الاكاديميين العراقيين في الاردن. وتقول «تغيرت تركيبة العراقيين الذين أتوا في الثمانينات (من القرن الماضي) اذ لم يكونوا من الاثرياء، وكان الكثير منهم هاربين من الحرب مع ايران»، مضيفة «اما في التسعينات (من القرن الماضي) فكانت الغالبية تأتي هرباً من الحصار وبموارد محدودة، واثناء هذه الفترة رأينا مشاعر الاردنيين تتغير تجاه العراقيين واصبحت اقل ترحيباً». وعند سؤالها عن احتمال عودتها هي الى العراق، قالت: «زرت العراق مرات متكررة في السنوات 2003 و2004 و2005، ولكن لن اعود اليه للابد، فحياتي هنا الآن ولم يتبق لي اقارب هناك». ولفتت الى ان الكثير من العراقيين يبقون في الاردن لأن علاقاتهم الاجتماعية اصبحت تعتمد على العراقيين المقيمين فيه، موضحة: «اصبحت الاقامة في عمان كأننا في بغداد، فألتقي بناس كانوا معي بالمدرسة في بغداد أو يعرفون عائلتي انتقلوا هنا ايضاً، هذا شعور مهم بالنسبة للعراقيين المحتاجين للآمان النفسي».