حزب الشعب يعلن ترشيح يوسف رضا جيلاني لرئاسة الوزراء

الائتلاف الحاكم ينوي فتح حوار مع المتطرفين وواشنطن تتخوف من الخطوة

TT

أعلن حزب الشعب الباكستاني أن رئيس البرلمان السابق يوسف رضا جيلاني هو مرشحه لرئاسة الحكومة الجديدة. واعلن الناطق باسم الحزب فرحة الله بابر اسم المرشح بالنيابة عن زعيم الحزب علي آصف زاريداري، زوج رئيسة الورزاء السابقة التي اغتيلت بي نظير بوتو. وقرأ بابر بيان زاريداري الذي قال فيه: «باسم الشهيدة بي نظير بوتو ادعو يوسف رضا جيلاني ليقبل الترشيح ويقود الائتلاف وحزب الشعب الى انتصارات جديدة». وترأس جيلاني البرلمان الباكستاني بين 1993 و1996، خلال ولاية بوتو الثانية كرئيسة لوزراء باكستان. وبعد اقالة حكومتها، سجن جيلاني لمدة 4 سنوات واتهم باساءة استعمال سلطاته كرئيس للبرلمان. ولم يوضح بيان زاريداري ما اذا كان جيلاني سيخدم كرئيس وزراء لفترة كاملة تبلغ خمس سنوات او بشكل مؤقت لافساح المجال امام زاريداري لتسلم المنصب بعد ان يترشح في الانتخابات الفرعية ويحصل على كرسي في البرلمان. الى ذلك، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية ان الائتلاف الحاكم ينوي اجراء محادثات مع الميليشيات المتطرفة في البلاد التي يعتقد أنها المسؤولة عن تنفيذ الهجمات الانتحارية والاعتداءات في انحاء باكستان.

وقالت الصحيفة ان الائتلاف المؤلف من حزب الشعب وحزب الرابطة الاسلامية الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق نواز شريف، لن يلجأ الى الحل العسكري كحل اخير بعد فشل المفاوضات.

ونقلت الصحيفة تخوف الولايات المتحدة من هذا الامر. وتخشى واشنطن ان تعتمد الحكومة الجديدة سياسة مرنة مع الاسلاميين المتطرفين، في وقت أعطى فيه الرئيس برويز مشرف الحرية لادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لضرب الاسلاميين بواسطة طائرات من دون طيار من نوع «بريداتور».

وقال زارداري وشريف للصحيفة انهما عازمان على الابتعاد عن نهج مشرف، وقال شريف: «اننا نتعامل مع مواطنينا. سنتعامل بتعقل وعندما تكون هناك مشكلة مع عائلتك لا تقوم بقتلها، بل يجب الجلوس والتحدث اليها. ففي النهاية بريطانيا ايضا تمكنت من حل مشكلتها مع ايرلندا. إذا فأين المشكلة في بدء مشاورات؟» . أما زرداري، فقال من جهته: «من الواضح ان ما كانوا يقومون به خلال السنوات الثماني الماضية لم يأت بنفع، حتى المغفلون يعرفون ذلك». وترفض واشنطن المفاوضات مع المتطرفين، وتعتبر ان معاهدات السلام القصيرة التي ابرمتها الدولة في السابق معهم، لم تكن الا دليل ضعف ونتج عنها ان الاسلاميين ربحوا الوقت ليقووا انفسهم. الا انه ليس واضحا كيف ستنجح هذه المفاوضات وكيف ستكون مختلفة عن المفاوضات السابقة التي قادها مشرف وفشلت، باستثناء ان المفاوض سيكون حكومة الائتلاف الجديدة المدنية عوضا عن السلطة العسكرية. ولم يوضح زارداري ولا شريف مع أي ميليشيا في المناطق القبلية ينويان الحوار، كما لم يوضحا الطريقة التي يريدون اعتمادها في هكذا مشاورات. ورفض شريف، وهو ذات خلفية اسلامية محافظة، الجزم في ما اذا كانت هذه المشاورات ستضم بيت الله الحسود، وهو مسؤول طالبان في باكستان، وتتهمه السلطة بالوقوف وراء معظم العمليات الانتحارية والتفجيرات، وهو متهم أيضا بالوقوف وراء عملية اغتيال بي نظير بوتو. وعندما سئل مع من ينوي اجراء مشاورات، قال شريف: «مع كل العناصر المعنية. لا اعتقد ان السلاح أتى بنتائج ايجابية». وقال شريف انه يأمل البدء بهذه الخطة في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل. وقال محمود شاه، وهو عقيد متقاعد في الجيش الباكستاني، ان واشنطن لن يكون لديها خيارات كثيرة إلا التأقلم مع السياسة الباكستانية الجديدة. وقال: «الحكومة الجديدة لا تريد ان ينظر اليها على ان واشنطن تملي عليها افعالها».