عودة الاشتباكات بين الطوارق وقوات مالي وتضارب حول حصيلة الضحايا

قائد المقاتلين لـ«الشرق الأوسط»: فوجئنا بالهجوم المباغت ضدنا وسنواصل القتال حتى النهاية

TT

تضاربت الأنباء حول عدد ضحايا الاشتباكات الدائرة منذ الخميس الماضي، بين مقاتلي الطوارق وقوات مالي في شمال البلاد. وأكد قائد المسلحين الطوارق المنضوين تحت لواء «التحالف الديمقراطي من أجل التغيير» لـ«الشرق الأوسط» أن فصيله قتل أكثر من 10 جنود ماليين، وأسر أكثر من 40 بينهم ثلاثة من كبار الضباط. وكان متحدث باسم الجيش المالي، قد أعلن أول من أمس في العاصمة باماكو عن مقتل ثلاثة جنود وأسر 33 آخرين من الجيش المالي. وحتى مساء أمس، كانت الاشتباكات متواصلة في ظل غياب وسائل الإعلام في المنطقة.

وحسب شهود عيان في المنطقة، فإن تعزيزات عسكرية كبيرة من باماكو قد توجهت للمنطقة بعد التفوق العسكري الكبير للطوارق في الاشتباكات الجارية.

وتجددت هذه الاشتباكات بعد تسلم الحكومة المالية لآخر 22 أسيرا كانوا محتجزين لدى الحركة، وأطلق سراحهم بعد وساطة ليبية في العاشر من مارس (آذار) الحالي. وكانت الأنظار تتجه إلى جلوس فرقاء النزاع على طاولة المفاوضات بعد إطلاق الأسرى، إلا أن هجوما مباغتا شنته القوات المالية أجهض مساعي الوسطاء.

وكانت الجزائر قد حاولت تطويق النزاع، وجمع أطراف النزاع على أراضيها، إلا أن جهودها فشلت في ظل مطالبة الحكومة المالية للمقاتلين الطوارق بتقديم ضمانات لتنفيذ اتفاقيات السلام قبل أن يسلموا أسلحتهم.

وتدور الأحداث في ظل وجود أميركي في المنطقة، حيث تقدم القوات الأميركية الموجودة في الصحراء دعما لوجيستيا للجيش المالي الذي يحاول القضاء على الطوارق، لكن السفير الأميركي في باماكو أكد في حوار صحافي أجرى معه أخيرا أن الولايات المتحدة تتفهم مشكلة الطوارق ولا تريد التدخل في القضية. وعبر مراقب في العاصمة المالية باماكو، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عن مخاوفه من أي تدخل أميركي في النزاع، وقال إن تدخلاً كهذا «قد يحولنا إلى عراق جديد، أي تدخل أميركي سيحمل الكثيرين من شباب الصحراء على حمل السلاح».

وقال قائد مقاتلي الطوارق، اغ باهنغا، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، إنه «فوجئ بتصرف الماليين، وبالهجوم المباغت الذي شنوه على معسكره».