الكفاح المسلح ينتشر في عين الحلوة تنفيذاً لـ«ميثاق شرف» بين المجموعات الفلسطينية

غداة اشتباكات عنيفة بين حركة «فتح» وتنظيم «جند الشام»

عناصر من الكفاح المسلح في مخيم عين الحلوة (تصوير خالد الغربي)
TT

تنفيذاً لـ «ميثاق الشرف» الذي توصلت اليه المجموعات الفلسطينية بتكويناتها المختلفة داخل مخيم عين الحلوة قرب صيدا ـ وهو ليس الاول إذ سبقته خلال السنوات الماضية مواثيق لم تحترم ـ والذي يحرِّم القتال ويدعو الى عدم استخدام السلاح في معالجة المشكلات الداخلية ويؤكد على أمن المخيم وأمن الجوار اللبناني، انتشر امس عناصر من الكفاح المسلح الفلسطيني داخل سوق الخضر في المخيم الذي كان الاسبوع الماضي مسرحا لاشتباكات عنيفة بين عناصر من حركة «فتح» وآخرين من تنظيم «جند الشام».

وبدا ان الانتشار المحدود جاء كخطوة لامتصاص نقمة ابناء المخيم حيال الحوادث الأمنية المتكررة. وهو انتشار لم يقنع كثيرين في المخيم، في وقت استمر الناقمون على الاوضاع في قطع الطريق العامة في مسرح الاشتباكات حيث رفضوا ازالة المتاريس والسواتر الترابية. وقال احمد العلي، وهو صاحب متجر: «لن نقبل بفتح الطريق ما لم يتم تعويضنا عما اصابنا جراء حرب الاخوة ـ الاعداء».

وفي الواقع، لم يتجرأ أي من المسؤولين الفلسطينيين على اعادة فتح الطريق. وهم حاولوا استيعاب الغضب ولكن من دون طائل. وقال احد سكان المخيم امام الاعلاميين وعلى مسمع من مسؤولي الفصائل ومسلحيها المنتشرين في المكان: «كل هذه العراضات لا طائل منها. وقد اختبرناها سابقا. ولم يصبنا الا الخراب». وقد رفع السكان الغاضبون في مكان قطع الطريق لافتات جاء فيها: «لا للمرجعيات» و«لماذا هذه الاشتباكات القذرة؟» و«ما بدنا حكي وكلام بدنا امان وتعويض المحلات».

هذا، واقتصر انتشار عناصر الكفاح المسلح على سوق الخضر ولم يشمل إحياء المخيم. وهو ما برره المسؤول الفلسطيني البارز منير المقدح بضعف الامكانات، مشيرا الى ان الانتشار الواسع سيحصل قريبا بعد توفير التجهيزات اللوجستية للكفاح المسلح الفلسطيني. وقال: «اننا معنيون بتوفير الأمن للمخيم والجوار ومنع اي اخلال امني». واكد لـ«الشرق الاوسط»: «ان العابثين بالأمن لن ينالوا من المخيم. ونحن متفقون على رفع الغطاء عن اي مخل بالأمن الى اي فريق انتمى» مشددا على الدعم المطلق لدور الكفاح المسلح داخل المخيم.

وكانت القوى الفلسطينية والوطنية والاسلامية في عين الحلوة توصلت الى اتفاق (ميثاق الشرف) على انهاء ذيول الاشتباكات التي شهدها المخيم في ختام اجتماع موسع شارك فيه ممثلو الفصائل الفلسطينية بما فيها منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية والقوى الاسلامية.

وتضمن الاتفاق ثلاث نقاط هي: 1 ـ سحب المسلحين من الشوارع وعودة الحياة الى طبيعتها في المخيم. 2 ـ التأكيد على الحرص على امن المخيم والجوار. 3 ـ الامتناع عن اللجوء الى السلاح في حل اي نزاع.