السعودية تعلن مشاركتها في قمة دمشق بسفيرها لدى الجامعة العربية

لبنان غاب عن اجتماعات المندوبين.. وموسى يؤكد: لم نصل إلى حل ونأمل أن يشارك السنيورة إذا لم ينتخب رئيس

نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد يستقبل عمرو موسى في قاعة كبار الزوار بمطار دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

أرخت الأزمة اللبنانية بظلالها على أجواء الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية العشرين التي ستنعقد نهاية الشهر، حيث غاب لبنان عن اجتماعات المندوبين الدائمين للدول العربية وكبار المسؤولين التي بدأت أعمالها صباح أمس في فندق إيبلا الشام (25 كم جنوب دمشق)، فيما حسمت السعودية قضية مستوى تمثيلها في القمة على لسان مندوبها لدى الجامعة السفير أحمد عبد العزيز قطان الذي قال انه هو الذي سيمثل بلاده في القمة العربية التي ستعقد السبت المقبل، وكذلك في الاجتماعات الوزارية التحضيرية التي تسبقها.

ودعا قطان في كلمته خلال الافتتاح العرب المجتمعين إلى تدارك «الفراغ الخطير» الناجم عن عدم انتخاب رئيس للبنان واصفا التأجيلات المستمرة بأنها «غير مبررة»، وأشاد بـ«الجهود الحثيثة» التي تبذلها الجامعة العربية لحل هذه الأزمة، وتكليف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مواصلة اتصالاته مع الأطراف اللبنانية في إطار المبادرة العربية، وإيلاء العلاقات اللبنانية ـ السورية اهتماما خاصا باعتباره وثيق الصلة بالأزمة اللبنانية، وقال القطان إن بلاده تتطلع إلى دور سوري فاعل لتحقيق وفاق وطني لبناني استنادا إلى المبادرة العربية. وكان قطان سلم مندوب سورية لدى الجامعة العربية يوسف أحمد رئاسة الدورة العشرين والذي ألقى كلمة قال فيها «من المهم لنا جميعا أن يكون اجتماعنا قادراً على وضع النقاط المبعثرة على الحروف الثابتة والحلول المجدية للمشاكل المستعصية»، متوقفا عند عملية السلام وأنه منذ أعلن العرب مبادرتهم العربية للسلام في قمة بيروت 2002 راحت إسرائيل «تزيد من لاءاتها» فيما العرب من زمن إلى زمن يتراجعون عن لاءاتهم تحت عنوان «تأكيد الحاجة إلى السلام وإظهار حسن النوايا». وأن العرب ذهبوا إلى انابوليس على «أمل إحياء عملية السلام وما كاد الاحتفال الكرنفالي أن يسدل ستاره حتى انقضت إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة عامة وغزة خاصة تعمل فيها حصارا ومجازر نازية يوميا».

من جانبه أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية «أن الأزمة اللبنانية تأتى على قمة القضايا المطروحة على أجندة القمة العربية المقبلة التي تستضيفها العاصمة السورية دمشق في 29 و30 مارس الجاري.

وقال موسى ـ في مقابلة مع تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أذيعت أمس «لدينا العديد من المشكلات للنظر فيها، وقضايا لنطرحها على الطاولة، ونرى ما هي القرارات التي ستتخذ بشأنها، لكن على رأس هذه الأجندة تأتى الأزمة اللبنانية».

وأعرب موسى عن أمله في أن يشارك رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في القمة إذا لم ينجح البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد في جلسته المقررة «اليوم». كما أعرب عن أمله في أن يشارك كافة رؤساء وملوك الدول العربية في القمة، أو أن ينيبوا عنهم مسؤولين كبارا في حكومات بلادهم مثل رؤساء الوزراء أو وزراء الخارجية.

وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن سورية بذلت كل ما في استطاعتها للمساعدة في حل الأزمة اللبنانية، قال موسى «لم نصل إلى حل، لذا يجب بذل المزيد من الجهد سواء من قبلي أو من قبل الآخرين». وأشار إلى أن الموقف في منطقة الشرق الأوسط «متوتر معقد للغاية»، وذلك لعدة أسباب من بينها فشل عملية السلام، والتوترات بين لبنان وإسرائيل، والموقف المتوتر بين سورية ولبنان، والوضع في العراق».

ورغم غيابها الرسمي عن اجتماعات الأمس استحوذت الأزمة اللبنانية على النصيب الأكبر من المداولات على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة، كما كانت حاضرة بقوة في كلمات المتحدثين بتلك الاجتماعات، فيما كشفت تلك المداولات التي كانت «الشرق الأوسط» قريبة منها عن ترقب العديد من الأطراف العربية التي تتعاطى مباشرة مع الملف اللبناني، لجلسة مجلس النواب اليوم (الثلاثاء) لانتخاب قائد الجيش ميشيل سليمان رئيساً للبنان، غير أن أحداً لم يتوقع عقد الجلسة وأن قراراً بتأجيلها ربما يصدر خلال ساعات.