أبو الغيط: القمة ستكون مكبلة بلبنان والمشاركة ضعيفة إذا لم ينتخب الرئيس

قال إن إيران منتشرة في الإقليم وهناك أطراف عربية تتصور أن اللحظة مناسبة للارتكان إلى صداقتها

TT

قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري «إن شكل المشاركة المصرية في القمة العربية بدمشق لم يتحدد بشكل نهائي، لكن هناك مشاركة ومساهمة مصرية، ومصر سوف تسعى لإنجاح القمة»، غير أنه قال «للأسف الشديد ربما تكون القمة مكبلة ببعض المشكلات خصوصا المشكلة اللبنانية»، معربا عن «أمله بانزواء المشكلة اللبنانية (اليوم)، موعد انعقاد جلسة البرلمان اللبناني لاختيار رئيس الجمهورية». وقال الوزير المصري «إذا دخلنا القمة ولبنان غير موجود في مقعده أو موجود بتمثيل صغير للغاية ولا يوجد رئيس لبناني، أعتقد أن هناك قوى عربية ربما لن تكون سعيدة بهذا»، مبديا مخاوفه من انه «إذا لم تحل المشكلة اللبنانية بأسرع وقت ممكن، على الأقل مشكلة الرئيس، فأخشى أن لبنان يوضع سواء من أهله أو من كل الأطراف في وضع شائك قد يمتد لفترة زمنية غير معروفة نهايتها».

وردا على سؤال بشأن إذا ما تم تأجيل جلسة البرلمان اللبناني لانتخاب الرئيس، وتأثير ذلك على تمثيل لبنان بالقمة والتمثيل العربي بقمة دمشق، قال أبو الغيط «أعتقد إنه ستكون هناك مشاركة ضعيفة، وأخشى أن القضية اللبنانية ستنعكس بالسلب على نجاحات القمة». وقال «أنا غير متأكد من وجود مشاركة لبنانية أم لا، ولو لم تكن هناك مشاركة لبنانية سوف تنزوي القضية اللبنانية بعض الشيء».

واضاف أبو الغيط ـ في مقابلة مع برنامج (وجهة نظر)، بالتليفزيون المصري الليلة الماضية ـ إن «مخرج الأزمة اللبنانية هو في تنفيذ المبادرة العربية التي تؤكد على أن الأولوية هي لانتخاب الرئيس اللبناني طبقا للإجماع على العماد ميشال سليمان قائد الجيش الحالي، ويتبع ذلك قيامه بالتحرك نحو تشكيل الحكومة، التي تقوم على أساس عدم قدرة أي طرف من طرفي الأغلبية والأقلية بما يسمى بالثلث المعطل، من خلال التوازن في تشكيل الحكومة اللبنانية».

وشدد على أن مصر منحازة للشرعية الفلسطينية، الممثلة في الرئيس الفلسطيني المنتخب من الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا.

وأضاف أبو الغيط «لنا اتصالاتنا مع حماس ونتحدث معهم، وعندما كانت هناك وحدة وطنية كنا نلتقي برجال حماس ووزير الخارجية محمود الزهار، لكن المسألة في هذه اللحظة أنه هناك وضع غير قانوني في غزة ويجب أن يعود التوافق الفلسطيني من خلال ما يحدث في صنعاء».

وحول العلاقات المصرية الإيرانية، قال أبو الغيط: «هناك بعثة مصرية في طهران، وإيران لها نفس الشيء في القاهرة، والفترة الأخيرة كشفت عن كثافة في الاتصالات من الجانبين». وأضاف أن «إيران لديها أهدافها وسعيها تجاه مصر باعتبار أن مصر قوة إقليمية ولها وضعها وقدرتها على التأثير في الإقليم، ومصر تستمع لإيران لأنها تعلم أن طهران لها انتشارها في الإقليم ولها اتصالات بحماس وحزب الله وفي العراق».

وأشار أبو الغيط إلى أن مصر لها مطالب في العلاقة الثنائية خصوصا في ما يتعلق بالجانب الأمني، لافتا في الوقت نفسه إلى التعاون التجاري المفتوح بين مصر وإيران. وعن مدى صحة وجود ما يمكن أن يطلق عليه محور مصري ـ سعودي ـ أردني، في مقابل محور إيراني ـ سوري بالمنطقة، قال وزير الخارجية المصري «لا يصح أن يقال ذلك، فالعرب يجب أن يمثلوا محورا واحدا، والجامعة العربية هي بيت العرب ويجب أن تجمع كل العرب، وإيران ليست قوة عربية، وهي لها مشاكل كثيرة جدا مع العالم الغربي، ونحن نريد أن نساعد إيران في حل مشاكلها الخاصة بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية».

وأضاف «إن صدام إيران مع العالم الغربي لا يجب أن يمتد لمحاولة الإمساك بأطراف عربية، هناك طرف أو اثنين أو ثلاثة من الدول العربية قد يتصور أن هذه اللحظة من الزمن تمثل فرصة مناسبة للارتكان على صداقة إيرانية، البيت العربي هو الأساس، وبالتالي لا أقول إن هناك محورا».

وتابع أبو الغيط قائلا «قد تلتقي وجهات النظر المصرية السعودية الأردنية في مشكلة محددة ضاغطة مثلما حدث في المشكلة اللبنانية، فالواضح أن هذه الدول الثلاث لها رؤية واحدة بالنسبة للبنان، ورؤية تقترب من أن تكون واحدة ـ إن لم تكن كذلك ـ في توصيف الوضع الفلسطيني الحالي».