باكستان: جيلاني يقسم اليمين أمام مشرف في احتفال رسمي قاطعه رئيسا الائتلاف الحاكم

مسؤولان أميركيان يصلان إلى إسلام أباد.. وقائد الجيش يجري أول تعديلات في التشكيلات العسكرية منذ تسلمه منصبه

محامون باكستانيون يحتفلون برفع الاقامة الجبرية عن رئيس المحكمة العليا افتخار شودري (أ ب)
TT

أقسم رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، يوسف رضا جيلاني، اليمين أمام رئيس البلاد برويز مشرف، في احتفال أقيم في القصر الرئاسي في اسلام اباد، لم يحضره رئيسا الائتلاف الحاكم الفائز في الانتخابات، علي آصف زرداري رئيس حزب الشعب، ونواز شريف رئيس حزب الرابطة الإسلامية. ولم يبرز من الحضور في الحفل إلا رئيسة البرلمان الجديدة، فهميدة ميرزا، التي تنتمي الى حزب الشعب الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء التي اغتيلت، بي نظير بوتو، الى جانب مساعدي ومستشاري مشرف. وقال مراقبون إن قرار مقاطعة احتفال القسم في القصر الرئاسي يدلّ على العزلة التي تريد أحزاب المعارضة الفائزة في الانتخابات، وضع الرئيس مشرف فيها، خصوصا أن نواز شريف دعا الرئيس أمس مجددا الى الاستقالة من منصبه. وبعد انتهاء مراسم أداء القسم الذي نقله التلفزيون الرسمي مباشرة، قال مشرف: «أؤكد لرئيس الوزراء انني سأتعاون معه تعاونا تاما. انني أهنئه على فوزه». وأضاف: «أعتقد أن على كافة القوى أن تتحد لأن الأوقات المقبلة ستكون عصيبة بسبب الإرهاب والأوضاع الاقتصادية الصعبة. على كل الأطراف ان تعمل معا بشكل متوازن».

أما جيلاني، فشدد بعد تأديته القسم على ضرورة تقوية مؤسسات البرلمان، وقال: «الشعب الباكستاني اختار بوضوح الحكومة ونهجها المقبل. وأنا أعدكم بأننا سنقوي مؤسسات البرلمان».

وانتخبت الجمعية الوطنية أو البرلمان الباكستاني بأغلبية ساحقة جيلاني رئيسا للحكومة بـ 264 من أعضاء البرلمان الـ 342، ليفوز بسهولة على خصمه شودري برويز، مرشح الرئيس مشرف الذي لم يحصل على أكثر من 42 صوتا.

وفور انتخابه، طلب جيلاني من مشرف الإفراج عن كل القضاة، خصوصا رئيس المحكمة العليا، والذين وضعوا في الإقامة الجبرية منذ فرض حال الطوارئ في البلاد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007.

وينتمي جيلاني الى حزب الشعب الباكستاني وكان قد أمضى خمس سنوات في السجن بتهمة الفساد في عهد مشرف بعد نفي بوتو، وكان حينها يشغل منصب رئيس البرلمان.

وفي هذا الوقت، وصل المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الأميركية، جون نيغروبونتي، ومساعد وزيرة الخارجية ريشارد باوشر، الى اسلام آباد حيث التقيا مشرف ونواز شريف بانتظار لقاء رئيس الوزراء.

وقال حسين حقاني، الأستاذ بجامعة بوسطن والمستشار البارز لحزب الشعب الباكستاني، انه يعتقد أن المسؤولين الأميركيين يريدان ابداء الدعم للعملية الديمقراطية ومناقشة الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب.

وكان أعضاء في الائتلاف الجديد تحدثوا عن الحاجة لبدء محادثات مع المتشددين المسؤولين عن موجة الهجمات الانتحارية، مما أثار مخاوف الولايات المتحدة التي تقود حملة «ضد الإرهاب» في باكستان وتعتبر مشرف من أهم حلفائها.

الى ذلك، أجرى قائد الجيش في باكستان تغييرات في مناصب مهمة بالقوات المسلحة. وأعلنت التغييرات التي أجراها قائد الجيش، الجنرال أشفاق كياني، في وقت متأخر من ليل الاثنين، وهي أول تعديلات كبيرة في القيادات الكبرى بالجيش منذ أن تنحى مشرف عن منصب قائد الجيش في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقال محللون أمنيون ان التغييرات روتينية ولكن تم استبدال بعض القادة الذين رقاهم مشرف مما يعكس تآكل نفوذ مشرف الذي يواجه عزلة متزايدة. وتضمنت أهم التغييرات ابدال اثنين من القادة في فرعين ضمن تسعة أفرع في الجيش. وتم استبدال الجنرال شفاعة الله شاه، وهو من المقربين الى مشرف، من قيادة فرع في الجيش مقره لاهور. كما عين الجنرال سجاد أكرم، وهو قائد لفرع آخر مقره مدينة مانجلا، نائبا لرئيس جهاز حكومي أسس للإشراف على عمليات الإصلاح في مناطق دمرها زلزال في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2005 .

وقال محلل أمني طلب عدم نشر اسمه إنه «مع احداث تغيير لقادة الأفرع الموالين لمشرف، فان كياني يحاول بذلك بسط سيطرته على الجيش من دون أن يبدو متعجلا».