بترايوس يقترح وقف سحب قوات أميركية إضافية من العراق شهرا أو شهرين

الرئيس الأميركي يتجه لترك القرار لخلفه.. واعتماد تقييمات شهرية للوضع

أميركي يوقد شمعة مع بلوغ عدد القتلى الاميركيين في العراق 4 آلاف في سان فرانسيسكو أول من أمس (رويترز)
TT

ستبقى مستويات القوات في العراق في عام 2008 بالمستوى نفسه تقريبا الذي كانت عليه عبر معظم سنوات الحرب الخمس هناك، بموجب خطط قدمت الى الرئيس جورج بوش أول من أمس من قبل القائد الأميركي الأعلى والدبلوماسي الأميركي الأرفع في العراق ديفيد بترايوس، وفقا لما قاله مسؤولون كبار في الادارة والجيش.

وأعلن بوش أنه ليس هناك قرار نهائي حول المستويات المستقبلية للقوات بعد الايجاز بالفيديو من جانب القائد العسكري الجنرال ديفيد بترايوس والسفير رايان كروكر. وحدث هذا الاطلاع في اليوم الذي تحدثت فيه تقارير عن أن قتلى الحرب من العسكريين الأميركيين بلغ اربعة آلاف ومباشرة بعد الذكرى الخامسة للغزو. ولكن يبدو الآن من المحتمل أن أي قرار حول عمليات تقليص كبيرة في القوات الأميركية في العراق يترك الى الرئيس المقبل. وذلك يضمن ان السؤال حول ما يحدث لاحقا سيبقى في مركز الحملة الرئاسية حتى يوم الانتخابات.

وأوصى الجنرال بترايوس، الذي كان يتحدث الى بوش عبر مؤتمر بالفيديو في لقاء لمجلس الأمن القومي دام ساعتين، بإيقاف القرارات بشأن تقليص القوات لفترة شهر او شهرين بعد مغادرة ستة ألوية في يوليو (تموز) المقبل كانت قد ارسلت العام الماضي للمساعدة في حماية البلاد، وفقا لما قاله المسؤولون. وقد تحدثوا مشترطين عدم الاشارة الى اسمائهم حتى يتحدثوا بحرية حول المسائل الداخلية.

وسيكون هناك مزيد من المراجعات بعد ذلك لرؤية متى يمكن القيام باستئناف الانسحابات بدون اية نتيجة مقررة مسبقا، اذا ما أخذنا بالحسبان الوقت المطلوب لتحريك القوات والاحتمالات الأقل لعمليات تقليص كبيرة في اطار جداول زمنية قصيرة.

وقال المسؤولون انه خلال اطلاع الرئيس طرح الجنرال بترايوس عددا من الخيارات المحتملة، ولكنه تجنب استخدام تعبير «ارجاء»؛ فتلك الكلمة اكتسبت نوعا من الشد في واشنطن خلال الأسابيع الأخيرة لوصف مستويات القوات الذي يتوقع على نطاق واسع أن يستمر عبر انتخابات الخريف وربما بعد ذلك. وبدلا من ذلك وصف الأسابيع بعد مغادرة الألوية الاضافية التي ارسلت الى العراق في يناير(كانون الثاني)2007 كفترة «تعزيز وتقييم»، وهي عبارة استخدمت أول مرة علنا من جانب وزير الدفاع روبرت غيتس خلال زيارة الى العراق في فبراير (شباط) الماضي.

وقال المسؤولون ان بوش والجنرال بترايوس سيعلنان ايقاف سحب مزيد من القوات، ولكن فقط اذا سمحت الظروف بذلك. ويتوق بوش، بشكل خاص، الى إنهاء رئاسته بمظهر أن الأمور باتت أفضل في العراق.

ومن المحتمل أن تمنع مراجعة الظروف في العراق، التي تجري مرة واحدة في الشهر عموما، مقابل المراجعات الرسمية الكبيرة التي تجري كل ستة أشهر، الجدالات الطويلة مثل تلك التي بدأت تقريبا في اللحظة التي قدم فيها الجنرال بترايوس والسفير كروكر تقريرهما الى الكونغرس في سبتمبر(ايلول) الماضي حول تقدم زيادة القوات حتى ذلك الحين. وبدأ سحب القوات الاضافية في ديسمبر(كانون الأول) الماضي وسيستكمل في يوليو (تموز) المقبل. ومن المقرر ان يظهر الرجلان ثانية أمام الكابيتول هيل يومي الثامن والتاسع من ابريل(نيسان) المقبل.

وقال المسؤولون إن هذه المراجعات التي تحدث غالبا تحظى بتأييد رئاسة الأركان المشتركة والقيادة الوسطى للجيش، وهي المسؤولة عن العمليات عبر المنطقة بما فيها العمليات في أفغانستان. وستقرر المراجعات كم من الألوية يمكن اصدار أوامر بشأن اعادتها من العراق في الأشهر الأخيرة من رئاسة بوش.

وظل تقليص القوات في العراق أولوية بالنسبة لرئاسة الأركان المشتركة التي يتعين عليها أن تقدم ايجازا لبوش الأسبوع الحالي. وجادلت رئاسة الأركان المشتركة لصالح ايجاد سبل لتخفيف قيود الحرب في العراق على التدريب العسكري والمعنويات وموازنة خطط الجنرال بترايوس للعراق مع الحاجة للاستعداد للنزاعات المحتملة الأخرى. وقد أثار قرار إرجاء المزيد من التقليصات نقدا من الديمقراطيين في الكونغرس، خصوصا ارتباطها باشتداد حملة الانتخابات التمهيدية الرئاسية. ويمكن لبوش، وفقا لمسؤولين، أن يقرر عدم القيام بمزيد من التقليص في القوات بعد مغادرة آخر القوات الاضافية في الصيف الحالي، مما يترك عدد القوات بحدود 140 ألفا. ويشتمل ذلك الرقم على الألوية القتالية الـ 15 الموجودة في العراق قبل زيادة القوات، وكذلك وحدات الدعم الاضافي والتدريب والوحدات الأخرى التي يتوقع بقاؤها.

ويقول كبار ضباط التخطيط في الجيش، إن الأمر يتطلب، عادة، 45 يوما لسحب لواء قتالي، مما يعني ان لواءين أو ثلاثة ألوية، في اقصى الحالات، يمكن سحبها قبل نهاية العام الحالي، مما يمكن أن يترك مستوى القوات بما يزيد كثيرا على 100 ألف.

والعامل الآخر الذي يمكن أن يعقد القرارات حول مستويات القوات في الخريف الحالي هو توقع إجراء انتخابات مجالس المحافظات في العراق في اكتوبر(تشرين الاول) المقبل. وفي إطار أية انتخابات سابقة على مستوى البلاد كانت مستويات القوات الأميركية ترتفع بصورة كبيرة لتوفير الأمن لعمليات الاقتراع.

* خدمة «نيويورك تايمز»