الجيش الإسرائيلي يعيد النظر في تجنيد عرب 48 خوفاً من «خدمة العدو»

TT

كشفت عناصر مقربة من الجيش الإسرائيلي عن نقاش محتدم يدور في قيادة الجيش والمخابرات الاسرائيلية حول جدوى تجنيد مواطنين عرب (فلسطينيي 48) الى الخدمة العسكرية، وذلك في أعقاب كثرة حوادث تجنيد هؤلاء الى «جهات عربية معادية» مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس وكتائب شهداء الأقصى (التابعة لحركة فتح) وغيرها.

وازدادَ هذا النقاشُ حدة في الشهر الأخير عقبَ اعتقالِ أفراد خلية جديدة شمال اسرائيل تقدم معلومات لحزب الله عن تحركات الجيش الاسرائيلي، مقابل حسب الزعم الاسرائيلي الحصول على كميات كبيرة من المخدرات لبيعها في اسرائيل. وادَّعت المخابرات الاسرائيلية العامة (الشاباك)، أمس، أن حزب الله يعمل وفق خطة استراتيجية لإغراق اسرائيل بالمخدرات، بهدف تحطيمها من الداخل.

وكشفت سلطة المحاكم النقابَ امس عن خليتين جديدتين تم ضبطهما فقط في الشهر الأخير وتعملان في خدمة مخطط حزب الله، بين أعضائهما قصاص أثر بدوي برتبة «ضابط صف»، عمره 35 عاما. وسيقدم اليوم، لمحكمة عسكرية، بتهمة التجسس والخيانة والتخابر مع عميل أجنبي فضلا عن الاتجار بالمخدرات. وحسب لائحة الاتهام، فإن هذا الضابط ارتبط بعصابة عربية للاتجار بالمخدرات يترأسها تاجر من الناصرة ومعه شاب من طوبا الزنغرية، وزودها بمعلومات دقيقة عن تحركات الجيش الاسرائيلي في الشمال ومواقع الكمائن والحواجز التي ينصبها على الحدود اللبنانية. وفي حين ادَّعَى الضابط أنه استهدف بذلك فتح الطريق أمام تهريب المخدرات، مقابل المال، وينفي أية نوايا سياسية، مؤكدا انه حارب في صفوف الجيش ضد حزب الله وشارك في قتل عناصره في الحرب الأخيرة وعمليات أخرى سابقة، تصر النيابة على اتهامه بالعمل على فتح الطريق أمام الحزب لينفذ عمليات عسكرية ويخطف جنوداً إسرائيليين. وتفيد لوائح الاتهام بأن حزب الله زوَّد هذه الخلية بكميات من المخدرات، آخرها كيلوغرامان من الهيروين يقدر ثمنهما بـ300 ألف دولار. وزود خلية أخرى تضم مواطنين من فلسطينيي 48 من قريتي الرامة وبيت جن في الجليل بكمية تزيد عن 32 كيلوغراما تقدر قيمتها بأربعة ملايين دولار، تم ضبطها فجر أمس.

وقال ناطق عسكري في حديث مع المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن من الواضح أن حزب الله وضع خطة لإغراق اسرائيل بالمخدرات. ففي الفترة منذ بداية السنة الحالية، ضبطت حوالي 90 كيلوغراما من الهيروين و20 كيلوغراما من الحشيش وكمية من حبات المخدر اكستازي، على الحدود اللبنانية، ويقدر أن هناك كمية بنفس المقدار لم تضبط ونجحت العصابات في تهريبها. وفي جميع الحالات، اتضح ان حزب الله يقف وراء هذه العمليات، بواسطة قيس عبيد، وهو فلسطيني من مناطق 1948 هرب الى لبنان وانضم الى حزب الله وأصبح من نشطائه البارزين، ومن أهم نشاطاته في خدمة حزب الله خطف الضابط ورجل الأعمال الإسرائيلي الحنان تننباوم، الذي أطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى قبل ثلاث سنوات.

وحسب المصدر نفسه، فإن هذه النشاطات تولد حالة تلبك في صفوف قيادة الجيش الاسرائيلي بشأن مصير تجنيد عرب للجيش. فمن المعروف ان الجيش الاسرائيلي يفرض الخدمة العسكرية الالزامية على ابناء الطائفة الدرزية فقط، لكنه يشجع مواطنين آخرين من فلسطينيي 48 على الانخراط في الخدمة، وينجح في ذلك بالأساس مع البدو وأقلية ضئيلة من العرب الآخرين. ولكن الخوف من الخطة المزعومة لدى حزب الله بإغراق اسرائيل بالمخدرات، يطالب بعض قادة الجيش بالتخلص من العرب في صفوفه أو قصر خدمتهم على مهمات ادارية في المعسكرات الداخلية، بينما يطالب آخرون باستغلال هذه الخطة للتحريض على حزب الله في العالم عموما وفي العالم العربي بشكل خاص. وحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن حسم النقاش يسير في كل الأحوال باتجاه اعادة النظر في تجنيد مواطنين عرب بالجيش الاسرائيلي، وليس فقط في الوحدات العاملة على الحدود مع لبنان، بل في جميع وحدات الجيش.