رئيس مجلس الشعب المصري يهدد بتعليق جلسات البرلمان لأجل غير مسمى

وصفه بالأكثر إخلالاً بالنظام

TT

بعد أن تأخر نواب البرلمان المصري عن حضور جلسة أمس، وبعد مشادات ومقاطعات بين أعضائه خلال الجلسة، هدَّد رئيس مجلس الشعب (البرلمان) أحمد فتحي سرور أمس بتأجيل عقد الجلسات لأجل غير مسمى، واصفاً البرلمان الحالي الذي انتخب عام 2005 بأنه «الأكثر إخلالاً بالنظام» في عمل جلساته.

ووجد سرور بعد أن دخل القاعة لافتتاح الجلسة الصباحية يوم أمس غالبية مقاعد النواب فارغة، خاصة في الجانب الذي يجلس فيه عادة نواب الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) الذي ينتمي إليه، فقال موجهاً حديثه للنائب في الحزب الحاكم إبراهيم الجوجري إن «هذا أمرٌ لا يجوز». وحين حاول الجوجري تهدئة غضب رئيس البرلمان بقوله إن «النواب كانوا مشغولين في اللجان البرلمانية الصباحية»، ردَّ عليه سرور محتدا قائلا «هذا عذر أقبح من ذنب». ومضى يقول ملوحاً بيديه تجاه عدد من نواب الحزب الحاكم مِمَن حضروا مبكرا، إن التأخر عن حضور الجلسة «أمر لا يجوز، لا سياسياً ولا تنظيمياً ولا حزبياً ولا برلمانياً».

وتابع رئيس البرلمان في حدة موجهاً اللوم لنواب من الحزب الحاكم قائلاً «لو كنتم غير قادرين على حث النواب على حضور الجلسة، فاذهبوا لبيوتكم أفضل.. لو رفعتُ الجلسة فسأصدر بياناً للرأي العام عن تغيب النواب، انما قادر على فعل ما أريد.. أنتم تعملون بطريقة خطأ.. هذا تحذير أخير؛ إذا غاب النواب عن الجلسة فسأؤجل الجلسات لأجل غير مسمى وليحدث ما يحدث».

ويهيمن على الأغلبية في البرلمان الحزب الحاكم الذي يرأسه الرئيس المصري حسني مبارك، بنسبة 75% من عدد مقاعد البرلمان الـ454، إذ اعتادت صحف محلية نشر صور لقاعة البرلمان وقد بدت المقاعد خالية إلا من بضعة عشرات المقاعد التي يشغلها نواب جماعة الإخوان المسلمين التي تستحوذ على 88 مقعداً، وكتلة المستقلين ولها نحو 18 مقعداً، وبعض الأعضاء الحزبيين المعارضين (التجمع اليساري مقعد واحد، والوفد 6 مقاعد).

وحين قاطع النائب المستقل أحمد ناصر رئيس البرلمان قائلاً إن «نواب المعارضة (في إشارة إلى نواب جماعة الإخوان المسلمين وعدد من المستقلين) حاضرون للجلسة والحزب الوطني هو الغائب»، رد عليه سرور بأنه «لا يوجد أحد من حزب الوفد ولا من حزب التجمع» أيضاً. وكان سرور قد دخل القاعة بعد موعد الجلسة بحوالي 80 دقيقة، إذ كان في لقاء مع وفد عراقي يزور البرلمان المصري وبعد أن بدأت الجلسة بعدة دقائق نشبت مشادة بين نائبين أحدهما ينتمي للحزب الحاكم والآخر من كتلة المستقلين، ما أسهم في زيادة حدة غضب سرور الذي يرأس البرلمان المصري منذ 18 عاما، اذ قال: «أريد أن أسجل في مضبطة الجلسة إنه، على ما رأست من دورات برلمانية، فإن هذا المجلس (البرلمان) يسود فيه الخلل بصورة لم أرها من قبل».

وكان من المقرر عقد الجلسة الصباحية ليوم أمس في الساعة الحادية عشرة صباحاً، وتنعقد جلسات البرلمان عادة في هذا التوقيت، بينما تنعقد جلسات اللجان البرلمانية عادة في الساعة العاشرة أو العاشرة والنصف، إذ تقول المادة 54 من اللائحة الداخلية المنظمة لعمل البرلمان «يراعى في تحديد انعقاد اللجان قربها من مواعيد جلسات المجلس وعدم تعارضها معها إلا في الأحوال العاجلة التي تقتضي ذلك، وبموافقة رئيس المجلس». وشهدت السنوات الثلاث في عمر البرلمان المصري الحالي الذي انتخب عام 2005 وتنتهي مدته في 2010 العديد من المرات التي نبَّه فيها رئيس البرلمان على النواب، خاصة من نواب الحزب الحاكم، بضرورة حضور الجلسات، وعدم الانصراف عنها.