قمة سعودية ـ يمنية لبحث المستجدات الراهنة في المنطقة

الرئيس صالح وضع خادم الحرمين الشريفين في صورة «إعلان صنعاء»

خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله خلال جلسة المباحثات مع الرئيس اليمني في الرياض أمس (واس)
TT

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، مجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في لبنان والعراق. كما بحث الجانبان خلال جلسة المباحثات التي عقدت أمس في قصر خادم الحرمين الشريفين بالرياض، آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين. وتأتي زيارة الرئيس اليمني للسعودية، قبل أيام من التئام القمة العربية المقرر عقدها مطلع الأسبوع المقبل في العاصمة السورية دمشق.

وأبلغ «الشرق الأوسط» محمد الأحول، السفير اليمني في الرياض، عن وجود تحرك لبلاده، باتجاه تنقية الأجواء العربية من أية خلافات قبيل القمة العربية المقبلة، لافتا إلى أن زيارة الرئيس علي عبد الله صالح للسعودية، تأتي في إطار تنسيق المواقف بين البلدين قبل قمة دمشق.

ورفض الأحول الحديث عن وجود مبادرة يمنية لحل الخلافات العربية ـ العربية، لكنه أكد أن صنعاء يهمها أن تعقد القمة العربية وفق توافق عربي.

وجاءت زيارة الرئيس علي عبد الله صالح للسعودية، بعد يومين، من توقيع حركتي فتح وحماس على إعلان صنعاء الخاص بإعادة الأوضاع الفلسطينية إلى ما كانت عليه في غزة قبل الـ13 من يونيو (حزيران) 2007.

وقال السفير الأحول لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس صالح، وضع الملك عبد الله بن عبد العزيز في صورة «إعلان صنعاء»، والمجهودات التي بذلها اليمن لصالح تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء الفلسطينيين.

وحضر جلسة المباحثات التي عقدت بين الملك عبد الله والرئيس صالح، من الجانب السعودي، الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة، والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية «أجفند»، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز، والأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن علي الحمدان.

ومن الجانب اليمني نائب حضر رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي، ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي، وأمين رئاسة الجمهورية اللواء عبد الله حسين البشيري، ونائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية سكرتير الرئيس عبده علي بورجي، وعضو مجلس النواب، جبران مجاهد أبو شوارب، والسفير اليمني لدى السعودية محمد علي محسن الأحول.

إلى ذلك أكد الرئيس اليمني أن العلاقات بين بلاده والمملكة العربية السعودية «تعيش أزهى أوقاتها متانة وقوة»، مبرزا أهمية الزيارات التي وصفها بـ«الأخوية» بين البلدين في سبيل مواجهة التحديات والظروف التي تمر بها الأمة العربية للوقوف أمامها بمسؤولية وروح الأخوة الصادقة ووحدة الموقف العربي بما يكفل تجاوزها.

وعبر في تصريح صحافي بعد وصوله أمس إلى الرياض عن سعادته بهذه الزيارة، وقال «يسعدنا أن نقوم بهذه الزيارة الأخوية الى المملكة العربية السعودية الشقيقة والتي تأتي في إطار التشاور المستمر مع أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، حيث تتيح لنا مثل هذه الزيارة الفرصة لبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية ومجالات التعاون المشترك على مختلف الأصعدة، بالإضافة الى بحث المستجدات الراهنة في المنطقة وهموم امتنا العربية وقضاياها التي ستدرج على جدول أعمال القمة العربية التي ستعقد بعد أيام في دمشق وتنسيق جهود البلدين ودورهما من اجل رأب الصدع في العلاقات العربية ـ العربية، وبما من شأنه الخروج من تلك القمة برؤية عربية موحدة وقرارات تعالج القضايا العربية وتعزز من مسيرة التضامن والتكامل بين الأشقاء».

وأضاف «ما من شك فإن هناك تحديات كبيرة تواجه أمتنا العربية في الظروف الراهنة ينبغي الوقوف أمامها بمسؤولية وروح أخوية صادقة وتوحيد الموقف العربي إزاءها وبما يكفل للأمة مجابهة تلك التحديات التي تعزز وعلى أكثر من صعيد سواء ما يجري في فلسطين أو لبنان أو العراق أو الصومال والمنطقة عموما».

وأضاف «إنها لمناسبة تتاح لنا لإطلاع أخي خادم الحرمين الشريفين على نتائج الجهود التي بذلها اليمن من أجل تقريب وجهات النظر بين الأشقاء في حركتي فتح وحماس والتي أسفرت عن التوقيع على إعلان صنعاء بالموافقة على المبادرة اليمنية لرأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني ببنودها السبعة التي تضمنت العودة بالأوضاع الى ما كانت عليه في غزة قبل الـ13 من يونيو (حزيران) 2007، والتقيد بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء انتخابات مبكرة رئاسية ومجلس تشريعي، وثانيا أن يتم استئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة عام 2005، واتفاق مكة عام 2007 على أساس أن الشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ وأن السلطة الفلسطينية تكون من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية ممثلة بحكومة وحدة وطنية والالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها، وثالثا التأكيد على احترام الدستور والقانون الفلسطيني والالتزام به من قبل الجميع، ورابعا إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بحيث تتبع السلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية ولا علاقة لأي فصيل بها، وخامسا تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية تمثل فيها كل الفصائل بحسب ثقلها بالمجلس التشريعي وتكون قادرة على ممارسة مسؤولياتها كاملة، وسادسا تشكيل لجنة من خلال الجامعة العربية تتكون من الدول ذات الصلة مثل مصر والسعودية وسورية والأردن، ويعبر اليمن عن استعداده للمشاركة اذا طلب منه وتكون مهمته تنفيذ ما سبق، وسابعا تتكون المؤسسات الفلسطينية بكل تكويناتها دون تميز فصائلي وتخضع للسلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية».

وتابع الرئيس اليمني قوله «ما من شك فإن هذه المبادرة تأتي مكملة ومتواصلة مع كل تلك الجهود الخيرة التي بذلها الأشقاء سواء في مصر أو جهود أخي خادم الحرمين الشريفين والتي أسفرت عن توقيع اتفاقيتي القاهرة ومكة المكرمة والتي تنطلق جميعها من الحرص على أن يتجاوز الأشقاء في فلسطين خلافاتهم وأن يعملوا على تعزيز وحدتهم الوطنية وخدمة القضية الفلسطينية لأن المستفيد من الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني هو إسرائيل التي تسعى الى تكريس هذا الخلاف من أجل أن تواصل عدوانها وتستمر في فرض حصارها الجائر على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ونحن على ثقة بأن كافة الأشقاء في الوطن العربي والإسلامي مع تلك الجهود لما فيه خدمة مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة». واختتم تصريحه بالتأكيد على متانة العلاقات الطيبة التي تربط المملكة العربية السعودية بالجمهورية اليمنية وقال «نحن نشعر بالارتياح الكبير للتطور المطرد الذي تشهده العلاقات الأخوية الحميمة والمتميزة بين اليمن والمملكة والتي تعيش أزهى مراحلها، ونحن حريصون دوما على تعزيز تلك العلاقات والدفع بها نحو ما يلبي تطلعات الشعبين اليمني والسعودي»، مجددا الترحيب بالاستثمارات السعودية في بلاده، مشيرا إلى أنها تحظى دوما بكل الرعاية والتشجيع لما فيه خدمة المصالح المشتركة وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الشعبين.

وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، قد وصل في وقت سابق من يوم أمس إلى الرياض، حيث تقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مستقبليه بمطار قاعدة الرياض الجوية، مرحبا به وبمرافقيه في المملكة العربية السعودية.

كما كان في استقباله الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض ومحمد بن عبد الرحمن الطبيشي رئيس المراسم الملكية، والسفير علي الحمدان سفير السعودية لدى اليمن، ومحمد الأحول سفير اليمن لدى المملكة. ويضم الوفد الرسمي المرافق للرئيس اليمني، كلا من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي، ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي، وأمين رئاسة الجمهورية اللواء عبد الله حسين البحيري، ونائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية سكرتير الرئيس عبده علي بورجي، وعضو مجلس النواب جبران مجاهد أبو شوارب، ورئيس دائرة المراسم الرئاسية فضل أحمد عبد الخالق. وقد غادر الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الرياض مساء أمس بعد زيارة قصيرة للمملكة، وكان في وداعه لدى مغادرته قصر خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي تمنى له ومرافقيه سفراً سعيداً.

فيما كان في وداعه بمطار قاعدة الرياض الجوية الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والدكتور عبد الرحمن الشلهوب نائب رئيس المراسم الملكية، وسفير السعودية لدى اليمن علي الحمدان، واللواء طيار ركن محمد سالم المعطاني قائد قاعدة الرياض الجوية.

من جهة أخرى، تلقى خادم الحرمين الشريفين مساء أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي عبد الله غل، وتناول الاتصال بحث العلاقات بين البلدين بالإضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وفي مقدمتها ما يخص الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.