النمسا تسعى لتحديد «عنصر اتصال آمن» مع خاطفي مواطنيها

تجدد الاشتباكات في مناطق الطوارق يوثر على المفاوضات

TT

يسعى المفاوضون إلى تحديد «عنصر اتصال آمن» مع خاطفي الرهينتين النمساويين المحتجزين منذ 22 فبراير (شباط) الماضي لدى تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، بهدف «إحراز تقدم في الامور»، حسبما أفادت مصادر مقربة من الملف أمس. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه قوله إن «عنصر الاتصال الحسي والمتواصل والآمن مع الخاطفين مهم جداً لإحراز تقدم سريع في الأمور، لكنه حاليا غير موجود».

ويبدو ان الخاطفين ورهينتيهم موجودون شمال مالي، لكن باماكو لم تؤكد وجودهم ابدا بشكل رسمي. ومدد تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» مهلته التي انتهت منتصف ليل الأحد الماضي، إلى 6 ابريل (نيسان) المقبل، بحسب ما نقل موقع أميركي يعنى بمراقب المنتديات الانترنتية الأصولية. وقال موقع «انتلجنس غروب سايت» أول من أمس إن «القاعدة» اعلنت في رسالة بعنوان «آخر مهلة» نشرتها على مواقع اسلامية الكترونية: «تمديدا اضافيا لمدة اسبوعين ينتهي منتصف ليل الاحد في السادس من ابريل 2008»، محذرة «النمسا وتونس والجزائر من انها ستكون مسؤولة عن حياة الرهينتين» بعد هذه المهلة.

وصرح المصدر المقرب من الملف: «نعلم أنه ليس وارداً على الإطلاق الافراج عن ارهابيين مقابل الرهينتين. ينبغي بالتالي البحث في مطلب الخاطفين الثاني». وتذكر الأوساط المقربة من الملف أن طلب الفدية يصبح أكثر فأكثر «المطلب الرئيسي». وتساءل مصدر مقرب من المفاوضات: «أين وكيف يتم إيصال الفدية إلى الخاطفين، من جهة، وكيف يتم تسلم الرهينتين بكل امان من جهة اخرى؟». ويطالب الخاطفون في مقابل الافراج عن الرهينتين، ان تفرج السلطات الجزائرية والتونسية عن إسلاميين معتقلين لديها. وقال بيان القاعدة «إن شروط المجاهدين المتعلقة بالإفراج عن بعض معتقلينا مقابل الافراج عن الرهينتين تبقى هي نفسها دون تغيير حتى ولو كتبت بعض الصحف أموراً أخرى».

إلى ذلك، أكد مصدر دبلوماسي مطلع على الملف، لـ«الشرق الأوسط» أن تجدد القتال بين الجيش المالي ومقاتلي الطوارق في شمال البلاد، في الآونة الأخيرة، يؤثر سلباً على قضية الرهينتين. وفي هذا الصدد، أفاد مصدر عسكري غربي في باماكو أمس بأن عسكريين ماليين خطفهم مقاتلو الطوارق في 21 من الشهر الحالي، نقلوا الى النيجر لاحتجازهم لدى مقاتلين طوارق من «حركة النيجريين من اجل العدالة». وقال المصدر ان «جماعة (قائد المتمردين الطوارق الماليين ابراهيم اغ) باهانغ نقلت عسكريين ماليين بعضهم مصاب بجروح لاحتجازهم لدى متمردي حركة النيجريين من اجل العدالة». واوضح ان «عشرين» رهينة نقلوا الى النيجر. وكان هؤلاء ضمن مجموعة من 29 عسكريا جرحوا وخطفوا في 21 من الشهر الحالي في اقصى شمال مالي اثر مواجهات جرت في اليوم السابق بين الجيش والمقاتلين الطوارق.