تلميحات إسبانية لقرب قاعدة «القصر الصغير» من سبتة تخفي قلقا دفينا

بعد تدشين ملك المغرب لأول قاعدة بحرية على مضيق جبل طارق

TT

على الرغم من أنه لم تصدر أية تعليقات إسبانية رسمية على تدشين العاهل المغربي الملك محمد السادس لأول قاعدة بحرية بمنطقة القصر الصغير (شمال المغرب) على مضيق جبل طارق، فإن الإسبان سينظرون ببعض القلق إلى هذه القاعدة مع أنها تدخل في صميم السيادة المغربية.

واهتمت صحف إسبانية بالخبر، غير أنها لم تضف تعليقات توحي بانزعاجها. وجاء اهتمام وسائل الإعلام الإسبانية بمشروع بناء القاعدة البحرية على مضيق جبل طارق لكونها لا تبعد سوى عشرة كيلومترات من جزيرة تورة (ليلى)، التي كانت قبل حوالي ست سنوات سببا لتوتر كبير كاد يتحول إلى أول مواجهة مسلحة بين البلدين منذ استقلال المغرب.

كما أن هذه القاعدة لا تبعد سوى 25 كيلومترا عن مدينة سبتة، التي تحتلها إسبانيا في شمال المغرب.

وأوردت صحيفة «الباييس» الاسبانية خبر تدشين العاهل المغربي للقاعدة البحرية، وقالت إن هذه القاعدة توجد على مقربة من مدينة سبتة، في تلميح إلى مخاطر محتملة لهذه المدينة التي يعتبرها المغاربة جزءا من ترابهم الوطني ويرفض الإسبان أي تفاوض حولها. وأضافت الصحيفة أن قاعدة القصر الصغير «تضم أول ميناء عسكري مغربي على مضيق جبل طارق وفي البحر الأبيض المتوسط».

وأشارت الصحيفة إلى أن عملية التدشين صاحبها استعراض لعدد من القطع البحرية العسكرية المغربية، مضيفة أن المغرب يتوفر على قاعدة عسكرية بحرية أخرى في مدينة الحسيمة على البحر الابيض المتوسط، والتي بدأت العمل سنة 1977، والتي توجد على بعد 150 كيلومترا من مدينة مليلية، وهي أيضا مدينة يحتلها الإسبان ويطالب المغرب باسترجاعها.

وكان بيان للقوات المسلحة المغربية أشار الى أن الأمر يتعلق بأول ميناء بحري على الضفة المتوسطية، وسيشكل قاعدة لرسو السفن التابعة للبحرية المغربية التي تتولى حماية الساحل الشمالي للمغرب.

وأضاف البيان أن العمل في هذا المشروع سيمتد على مدى ثلاث سنوات وسيكلف 127 مليون يورو. وبدا البيان المغربي خاليا من «العبارات العسكرية» في محاولة، على ما يبدو، لإزالة أي قلق محتمل يمكن أن تشعر به إسبانيا إزاء هذا المشروع.

وفي مختلف وسائل الإعلام الإسبانية، أرفق خبر تدشين العاهل المغربي للقاعدة البحرية، بإشارة حول قربها من مدينة سبتة وجزيرة ليلى، وهو ما يعني وجود قلق خفي من أن تكون تلك القاعدة إشارة موجهة للإسبان من أن المغرب لن ينسى قضية السيادة على أراضيه. وجاء الاهتمام الإعلامي الإسباني بخبر تدشين القاعدة البحرية، بضعة أيام على اهتمامها الملحوظ بخبر مفاوضات مغربية ـ فرنسية من أجل شراء الرباط فرقاطة عسكرية فرنسية بمبلغ 500 مليون يورو.