الصين غاضبة من إرسال معدات عسكرية أميركية إلى تايوان

البنتاغون يقلل من أهمية الحادث ويقول إن المعدات أرسلت عن طريق الخطأ

TT

عبرت الصين عن غضبها من إرسال وزارة الدفاع الاميركية اجزاءَ من صواريخ باليستية عابرة للقارات الى تايوان، وطالبت بإجراء تحقيق شامل حول هذا «الخطأ الفادح». وكانت وزارة الدفاع الاميركية قد أقرت بإرسال اجزاء تستخدم في تركيب هذه الصواريخ. وقالت إنها استعادت الرؤوس الكهربائية للصواريخ والتي لا تحمل مكونات نووية. وأوضحت الوزارة أن تلك المعدات شحنت عن طريق الخطأ الى تايوان عام 2006. وقال مسؤول عسكري في البنتاغون إن وزير الدفاع روبرت غيتس أخطر بالحادث في 21 مارس (آذار) الحالي حيث دعا الى استعادة التحكم في الامور. واشار المسؤول الى ان الرئيس جورج بوش اخطر كذلك بالواقعة. وكان يُفترض ان ترسل في الأصل بطاريات لطائرات مروحية بناءً على طلب من حكومة تايوان لكن اجزاء الصواريخ ارسلت بدلاً من البطاريات الى تايوان، حيث قامت السلطات هناك بتخزينها وإخطار البنتاغون بالخطأ الذي وقع.

وقال كريستوفر ريان هنري، نائب وكيل وزارة الدفاع الاميركية للسياسة الدفاعية، إن غيتس طلب من الادميرال كيكرلاند دونالد مدير إدارة البحرية النووية، فتح تحقيق شامل لمعرفة اسباب ارتكاب هذا الخطأ وتحديد المسؤول عنه طبقاً لترتيب المسؤولية العسكرية. وقالت مصادر البنتاغون إن الادميرال كيكرلاند شرع في العمل مع عدة مسؤولين في البنتاغون وأجهزة مخابراتية لمعرفة ملابسات الموضوع وتقديم تقرير لوزير الدفاع حوله، مشيراً الى ان غيتس عبر عن استياء بالغ لحدوث هذا الخطأ. وقال هنري «في مؤسسة ضخمة مثل البنتاغون تحدث أخطاء لكن هذه الاخطاء لا يمكن التساهل معها طبقاً للانظمة الدفاعية والاستراتيجية سواء تعلق الامر باسلحة نووية او مجرد اسلحة عادية». وأوضح أن البنتاغون أخطر لجان الكونغرس بالحادث كما احاط الصين علماً بالخطأ الذي وقع.

وفي غضون ذلك، طالبت وزارة الخارجية الصينية «ازالة الآثار السلبية والعواقب الوخيمة» لهذا الحادث. وتعارض بكين أيَّ مبيعات للاسلحة الى تايوان التي تعتبرها جزءاً من الاراضي الصينية. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية كين غانغ «نعبر عن قلقنا العميق واستيائنا الكبير». واضاف «ندعو الولايات المتحدة الى الكف عن بيع العتاد العسكري لتايوان وإنهاء العلاقات العسكرية معها لتفادي المساس بالاستقرار في المضيق و(لضمان) التطور السليم للعلاقات الصينية ـ الاميركية» بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي إطار التقليل من اهمية الخطأ، قال مصدر في البنتاغون إنها ليست المرة الاولى التي يحدث فيها مثل هذا الخطأ، مشيراً الى انه الخطأ الثاني، اذ سجل خطأ اكثر خطورة خلال السنة الماضية وداخل الولايات المتحدة. وأوضح المصدر انه خلال الصيف الماضي قامت طائرة تابعة لسلاح الجو الاميركي بالتحليق فوق عدة ولايات اميركية تحمل اسلحة نووية ولم يكن طاقم الطائرة يعرف انه يحمل هذا النوع من الاسلحة الى ان حطت الطائرة في احدى القواعد الجوية التابعة لسلاح الطيران.

وقالت وزارة الدفاع إن سياسة واشنطن في مجال مبيعات الاسلحة لتايوان لم تتغير. وقال متحدث باسم الوزارة «هذا الحادث نجم عن خطأ في عملية التصدير وليس جزءاً من سياسة تهدف الى نقل معدات عسكرية الى تايوان».

ويربط بين واشنطن وتايوان «القانون حول العلاقات مع تايوان« المصادق عليه العام 1979 والذي ينص على ان «تتصدى الولايات المتحدة لاي استخدام للقوة من شأنه ان يشكل خطرا على امن تايوان«.