واشنطن تريد منح باكستان ملايين الدولارات لمكافحة الإرهاب

رئيس الوزراء الجديد قال لبوش إنه يفضل «مقاربة شاملة» للإرهاب

TT

رغم التخوف من اتجاهات الحكومة الباكستانية الجديدة والتي اعلن رئيسها بوضوح، انه عازم على تعديل السياسة المتبعة في مكافحة الارهاب باتجاه مقاربة شاملة، تستعد واشنطن لمنح باكستان حليفتها الرئيسية في المنطقة مساعدات بمئات الملايين من الدولارات خلال العام الجاري، من اجل مكافحة الارهاب، بعدما مهد للامر الرئيس الاميركي جورج بوش.

ففي مذكرة وجهها الى وزيرة الخارجية وتحمل تاريخ الاثنين، قرر بوش اعفاء باكستان من القيود التي يفرضها القانون الاميركي لمنح مساعدات الى اي بلد يتم اسقاط رئيس حكومته المنتخب بشكل قانوني، في انقلاب عسكري او بمرسوم وهو ما ينطبق على باكستان.

وقال متحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو ان الحكومة الاميركية ما زالت قلقة من المساس بالحريات في باكستان «لكن باكستان حليف اساسي في الحرب على الارهاب» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واضاف ان الرئيس الاميركي «رأى ان الاعفاء من القيود المفروضة مهم لتصدي الاميركيين لأعمال الارهاب الدولي وجهود ردع مثل هذه الاعمال ومكافحتها»، موضحا ان بوش اعتبر ايضا ان «ذلك سيسهل الانتقال الى حكومة ديمقراطية في باكستان».

وتهدف المساعدة الاميركية الى مكافحة الارهاب وتسهيل احلال الديمقراطية.

وقال البيت الابيض ان الادارة الاميركية طلبت من الكونغرس عام 2008 ميزانية تبلغ نحو 300 مليون دولار للمساعدة على ارساء الامن في باكستان. واضاف ان بوش مارس الصلاحيات التي تسمح له برفع القيود عن مساعدة كهذه، كما فعل كل سنة منذ 2003.

وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف قد وصل الى السلطة في انقلاب عسكري في 1999.

غير ان بوش اعلن قراره هذا العام في اليوم ذاته الذي ادى فيه يوسف جيلاني رئيس الوزراء الجديد منافس مشرف، اليمين الدستورية بينما تسود شكوك في استمرار التعاون بين البلدين.

واعرب زعيما الحزبين الفائزين في الانتخابات الباكستانية عن الرغبة في اعادة النظر في استراتيجية مكافحة الارهاب وبدء حوار مع المقاتلين الاسلاميين الامر الذي قد يثير قلق الحكومة الاميركية.

والتقى احدهما رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي اطاحه مشرف في 1999 مساعدي وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي الرجل الثاني في الخارجية وريتشارد باوتشر المكلف شؤون جنوب آسيا. وفي اسلام اباد، قالت مصادر رسمية امس ان رئيس الوزراء الباكستاني الجديد يوسف رضا جيلاني، اكد للرئيس الاميركي انه من الضروري تبني مقاربة شاملة في مكافحة الارهاب تمر ايضا باعتماد حلول سياسية.

وقال جيلاني للرئيس الاميركي الذي اتصل به مهنئا على انتخابه ان «باكستان ستستمر في مكافحة الارهاب بكافة اشكاله، لأن ذلك يخدم المصلحة الوطنية».

لكنه اضاف ان «اعتماد مقاربة شاملة امر ضروري في هذا الصدد خصوصا من خلال الحلول السياسية والبرامج التنموية»، مشيرا الى ان باكستان «مصممة على الحفاظ على علاقات متينة مع الولايات المتحدة على الأمد البعيد». ويفترض ان يلتقي جيلاني ايضا، كلا من جون نيغروبونتي وريتشارد باوتشر.

وكان نواز شريف اعلن للدبلوماسيين الاميركيين ان الحكومة الجديدة ستيعد النظر في سياسة مشرف في مجال مكافحة الارهاب بما يخدم مصلحة باكستان.