كابل: مقتل ثمانية مدنيين وجرح 17 في انفجار سيارة ملغومة

«الناتو» سيعلن خلال قمته المقبلة تعزيزات إلى أفغانستان

TT

ذكرت الشرطة أن سيارة ملغومة انفجرت في سوق مزدحم بجنوب أفغانستان امس ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة 17 آخرين. وقال قائد شرطة إقليم هلمند محمد حسين أنديوال، إن الهجوم وقع في منطقة جيرشك بالإقليم الواقع في جنوب أفغانستان بعد ظهر امس . وأضاف أن «ثمانية مدنيين أبرياء قتلوا وأصيب 17 آخرون» في الانفجار الذي وقع في سوق أسبوعي حيث يحتشد المزارعون لبيع منتجاتهم. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إن أحد مقاتليها قام بالعملية حيث فجر السيارة عن طريق جهاز للتحكم عن بعد. وقال المتحدث باسم طالبان قاري محمد يوسف أحمدي لوكالة الانباء الالمانية عبر الهاتف من مكان غير معلوم: «الهجوم كان يستهدف قوات عسكرية».

لكن حسين انديوال قائد شرطة الاقليم صرح بأن السوق المستهدفة في جيريشك لم يكن بها اي قوات امن وقت وقوع الانفجار. وقال المتفجرات كانت داخل سيارة متوقفة في سوق تقام اسبوعيا حيث يقوم عدد كبير من الناس ببيع وشراء السلع. وأضاف: «الهدف كان المدنيين. ولا توجد في المنطقة قوات أجنبية او افغانية». وزرع مقاتلو طالبان مئات من القنابل في الطرق وشنوا أكثر من 140 هجوما انتحاريا عام 2007 وهو عام شهد اعمال عنف قياسية أودت بأرواح نحو 6000 شخص، ثلثهم مدنيون.

من ناحية أخرى قال أنديوال إن شرطيا لقي حتفه في انفجار مركبة كان يستقلها بسبب قنبلة على جانب الطريق في منطقة جيرشك أيضا صباح امس .

وقتل أكثر من 8000 شخص أغلبهم من المسلحين في معارك العام الماضي الذي كان الاكثر دموية منذ الاطاحة بنظام حكم طالبان في أفغانستان أواخر عام 2001 .

من جهة اخرى اعلن ممثل حلف شمال الاطلسي في كابل امس انه سيتم خلال قمة الحلف المقبلة في بوخارست مطلع ابريل (نيسان)، اعلان تعزيزات لقواته في افغانستان، دون مزيد من التفاصيل. وكان كبار الضباط المكلفين القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) للحلف الاطلسي اعلنوا انهم في حاجة الى ما بين ستة الى عشرة الاف جندي اضافي لمكافحة تمرد حركة طالبان. وصرح موريتز يوشمس ممثل الاطلسي في كابل للصحافيين «بعد بوخارست سيكون جنود ايساف اكثر عددا من اليوم». واضاف دون تحديد عددهم «هل سيكون لنا ما يكفي او اكثر من القوات في الجنوب؟ الاجابة هي نعم». وكانت بولندا اعلنت نهاية 2007 انها سترسل 400 جندي اضافي في حين يتوقع ان ترسل فرنسا نحو الف رجل اضافي، حسب معلومات افادت بها الصحف لكن لم تؤكد رسميا.

ودعت كندا الى ارسال ما لا يقل عن الف جندي اضافي الى قوات الحلف الاطلسي في ولاية قندهار التي تعتبر معقلا للتمرد.

واصبحت قوة ايساف التي كان عدد جنودها ستة الاف خلال انشائها عام 2003 في ديسمبر (كانون الاول)، تعد اليوم اكثر من 47 الف جندي من 39 بلدا.

وتشن طالبان منذ ان اطاح نظامها تحالف عسكري بقيادة اميركية في نهاية 2001، تمردا في افغانستان خاصة في جنوب وشرق البلاد ما اسفر عن سقوط ثمانية الاف قتيل على الاقل خلال 2007 حسب الأمم المتحدة. وكان تقرير نشر اول من امس كشف أن عدم وفاء الدول المانحة بالتزاماتها تجاه إعادة بناء أفغانستان يقوّض فرص السلام في الدولة التي تشهد تصاعد نفوذ مد التشدد المسلح. وجاء في تقرير «هيئة وكالة التنسيق لإغاثة أفغانستان»، وهو تحالف يضم 94 وكالة إغاثة دولية، إن الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها بتقديم مساعدات تصل إلى خمسة مليارات دولار تجاه إعمار أفغانستان، وأن إخفاق دول الغرب في الوفاء بوعودها يهدد البلاد. ومنذ العام 2001، تعهدت الأسرة الدولية تقديم مساعدات تصل إلى 25 مليار دولار، لم تتلق منها أفغانستان سوى 15 مليار دولار، وفق التقرير.

وتذمرت المنظمات الاغاثية في تقريرها من كيفية إدارة المشاريع الإنمائية هناك، مضيفة: «الكثير من مساعدات الدول الغنية يتم تبديدها، وأن 40 في المائة من تلك الأموال المقدمة تعود مجدداً إلى المانحين عبر الرواتب العالية التي يتقاضاها العمال الأجانب، والتي ترفع من التكلفة الإجمالية للمشاريع». وقال معد التقرير، مات والدمان، المستشار السياسي لأفغانستان في منظمة «أوكسفام»: «إعادة إعمار أفغانستان يتطلب التزامات جوهرية وثابتة، إلا أن المانحين يفشلون في الوفاء بتعهداتهم».