مصر تخفض تمثيلها في قمة دمشق وتوفد وزير الدولة للشؤون القانونية

سولانا لن يحضر * وزراء الخارجية يبحثون إعلان دمشق * زيباري: سنطلب وجودا عربيا

TT

بينما بدأ وزراء الخارجية العرب في الوصول الى دمشق امس للمشاركة في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية العشرين، التي ستعقد السبت في دمشق، كلَّفت مصر وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، الدكتور مفيد شهاب، برئاسة وفدها إلى القمة العربية المقرر أن تبدأ فعالياتها في العاصمة السورية دمشق يوم السبت المقبل، بينما قال مصدر دبلوماسي مصري ان مندوب مصر الدائم في الجامعة العربية حازم خيرت سيترأس الوفد المصري في اجتماعات وزراء الخارجية العرب، التي ستبدأ الخميس في دمشق للاعداد للقمة. وجاء خفض مستوى التمثيل المصري في القمة بعد اعلان السعودية مشاركتها في القمة بمندوبها لدى الجامعة العربية أحمد قطان وقرار لبنان بمقاطعة الاجتماعات. وبدا اختيار شهاب رئيساً لوفد مصر، مفاجئاً للمشاركين في الاجتماعات التحضيرية الجارية حالياً بدمشق، بالنظر إلى الوساطة الليبية لدى مصر التي استهدفت رفع مستوى تمثيل القاهرة في القمة.

وعلق دبلوماسي عربي يشارك في تلك الاجتماعات قائلاً: «إن استجابة مصر لوساطة العقيد الليبي معمر القذافي، جاءت أقل من المستوى المتوقع»، ولفت إلى أن ليبيا كانت تأمل في أن يقود الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء المصري، وفد بلاده الى القمة.

وفي دمشق قال الناطق الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي، المشارك في اجتماعات دمشق، إن مستوى تمثيل مصر برئاسة الدكتور مفيد شهاب هو قرار سيادي وأن المتابع للمواقف السياسية التي صدرت عن القيادة المصرية خلال الفترة الماضية يتوقع أن يكون التمثيل بالمستوى الذي خرج عليه.

وأكد زكي أن هذا التمثيل لا يعني توترا في العلاقات المصرية السورية وإنما هناك رغبة مصرية في تسوية الأزمات التي تضغط على نجاح القمة، مشيرا الى أن الدكتور مفيد شهاب مخول ومفوض ولديه كافة الصلاحيات لإتخاذ القرارات في القمة.

ونفى زكي أن يكون تدني مستوى التمثيل المصري يرجع الى الخضوع للضغوط الأميركية ومساندا للموقف السعودي، وقال: إن القرار السيادي المصري لا يخضع لأية ضغوط وأن مصر تحدد مستوى التمثيل وفقا لرؤيتها، وقد استجابت للمشاركة في القمة «بالشكل الذي تراه».

وأضاف زكي أنني اعتقد أن المتابع الدقيق للمواقف المصرية يمكن أن يتفهم الموقف المصري بالمشاركة بهذا التمثيل في قمة دمشق وهو موضوع مرتبط بأمور كثيرة ليس من بينها توجيه الدعوة لأطرف غير عربية للمشاركة في القمة.

وقال زكي إن موقف مصر من المبادرة العربية الخاصة بلبنان هو الدعم والتأييد لها والتأكيد على ضرورة تفعيلها وأن يؤخذ بها لأنها المخرج المثالي والوحيد للأزمة.وفي ما يتعلق بالمبادرة السلام العربية، أشار زكي الى أن سحب هذه المبادرة أو تجميدها غير مطروح، ولكن المسألة ستقتصر على مراجعة الموقف العربي والتدبر في مصير المبادرة، وهل هناك بدائل مطروحة، لافتا الى أنه تم تكليف لجنة المبادرة الوزارية ببحث هذا الموضوع.

القمة تراجع استراتيجية عملية السلام وتؤكد على التضامن العربي وتتبنى لجنة لتحسين العلاقات العربية ـ العربية. من جهة اخرى اشارت مصادر الى وجود ارتباك في جدول اعمال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي طلب رسميا القاء كلمة في الجلسة الافتتاحية، اذ انه سيلتقي مع وزيرة الخارجية الأميركية يوم افتتاح القمة، ورجحت ان يصل الرئيس عباس الى دمشق لالقاء كلمته ثم يعود الى رام حتى يتمكن من لقاء رايس. وافادت المصادر ان القادة المؤكد مشاركتهم فى القمة العربية حتى الان هم – الكويت – اليمن – السودان – فلسطين – ليبيا – قطر – الامارات – الجزائر – الصومال- وجزر القمر- وجيبوتى – وموريتانيا، ويتردد مشاركة تونس اضافة الى سورية ليصل بذلك عدد القادة المشاركين الى 14 زعيما عربىا ويبدأ وصول القادة العرب غدا وبعد غد وقد اغلق مطار دمشق الدولى لحين الانتهاء من اعمال القمة العربية. وفي بروكسل اعلن مكتب خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي انه لن يحضر القمة. وقالت مصادر اوروبية ان الاتجاه هو حضور المبعوث الاوروبي الخاص لعملية السلام مارك اوتي. وكان سولانا قد حضر قمة الرياض العام الماضي، بينما شاركت بينيتا فيريرو المفوضة الاوروبية للشؤون الخارجية في قمة الخرطوم التي سبقتها.

وتبدأ اليوم في دمشق الاجتماعات التحضيرية للقمة على مستوى وزراء الخارجية العرب، في غياب وزراء خارجية السعودية ومصر ولبنان، لبحث جدول اعمال القمة ومشاريع القرارات واعلان دمشق، الذي سيعرض على القادة والرؤساء العرب لاقرارها بعد غد السبت. وكان اول الواصلين وزير الخارجية الجزائري مراد مدليسي، الذي شدد على ضرورة ان تكون قمة دمشق نقطة انطلاق لتحقيق التضامن العربي وايجاد حلول للمشاكل التي تواجه العرب. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، بعد وصوله ان العراق لديه مجموعة من القضايا سيطرحها في الاجتماع الوزاري والقمة، وانه سيطالب بان يتواصل العرب معه وان يكون هناك حضور عربي في العراق. كما حضر وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد بن عبد الله آل محمود. وقال مصدر دبلوماسى عربى مسؤول فى دمشق إنه سيصدر عن القمة العربية الى جانب القرارات، «اعلان دمشق»، متضمنا مختلف القضايا العربية المطروحة على الساحة حاليا، وفي مقدمتها ما يتعلق بالتطورات على الساحة الفلسطينية والعراق والسودان، بالاضافة الى بعض الفقرات الخاصة بالعمل الاقتصادي والاجتماعي والتنموي العربي. وتفيد المصادر ان اعلان دمشق سوف يؤكد على اهمية التضامن العربي والعمل العربي المشترك ووحدة القرار العربي، كما يتحدث عن اهمية تنفيذ قرارات القمم العربية السابقة والحالية. وفيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية، أكد مشروع القرار في هذا الشأن على الالتزام العربي بالسلام الشامل والعادل كخيار استراتيجي، وأن عملية السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها. ويعبر عن رفضه لجميع المحاولات الرامية إلى تفتيت وحدة الأراضي الفلسطينية، وضرورة احترام الشرعية الوطنية الفلسطينية تحت قيادة الرئيس محمود عباس، والمطالبة بعودة الوضع في قطاع غزة إلى ما كان عليه قبل منتصف يونيو 2007 وعودة المؤسسات الشرعية لممارسة مهامها. وحول الجولان العربي السوري المحتل، أكد مشروع القرار على دعم الدول العربية ومساندتها الحازمة لمطلب سورية العادل وحقها في استعادة كامل الجولان العربي السوري المحتل حتى طول خط الرابع من يونيو 1967 .

ويدعو المشروع الى الاستجابة الفورية لمطلب العراق في إعادة فتح البعثات الدبلوماسية العربية في العراق والإشادة بمبادرة بعض الدول العربية بإرسال وفود دبلوماسية وفنية لهذا الغرض وتشجيع القيام بمبادرات عربية وسياسية وشعبية كالزيارات وتبادل الوفود لتعزيز التواصل العربي مع العراق حكومة وشعبا.

وحول احتلال إيران للجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الإمارات، أكد مشروع القرار على سيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، وتأييد كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة، واستنكار استمرار الحكومة الإيرانية في تكريس احتلالها للجزر الثلاث وانتهاك سيادة دولة الإمارات بما يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة ويؤدي الى تهديد الأمن والسلم الدوليين.

وبشأن رفض العقوبات الأميركية أحادية الجانب المفروضة على سورية أكد المشروع رفضه ما يسمى بقانون «محاسبة سورية». وعبر عن تقديره لموقف سورية الداعي إلى تغليب لغة الحوار الدبلوماسية كأسلوب للتفاهم بين الدول وحل الخلافات في ما بينها ودعوة الإدارة الاميركية الى الدخول بحسن نية في حوار بناء مع سورية لإيجاد أنجع السبل لتسوية المسائل التي تعيق تحسين العلاقات بين البلدين. وأكد مشروع القرار على العلاقات الأخوية التاريخية بين لبنان وسورية، القائمة على قاعدة الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال وبما يخدم مصالح البلدين.

من جهة ثانية اعلن عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية تخصيص مليوني دولار لاعمال القمة الاقتصادية العربية التي ستعقد في الكويت مطلع العام المقبل.