أولمرت يرفض وساطة كارتر و«مجلس الشيوخ» العالمي للتهدئة مع «حماس»

بعد أن أكدت وزارة الخارجية وأجهزة المخابرات أن مبادرة كهذه لن تخدم مصالح إسرائيل

TT

رفضت اسرائيل مبادرة «مجلس الشيوخ» العالمي للتدخل من أجل التوصل الى تهدئة طويلة الأمد بينها وبين حركة «حماس». وعللت ذلك بأن مثل هذا التدخل قد يعرقل جهودا أخرى جارية في هذا الشأن ولا يوجد ضمان لأن يحقق شيئا ايجابيا.

وقالت مصادر اسرائيلية ان رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، تردد كثيرا قبل أن يتخذ القرار، اذ ان «مجلس الشيوخ» العالمي يعتبر هيئة بالغة الاحترام في العالم وتضم في صفوفها نخبة من الزعماء السياسيين الكبار في العالم. وكانت تنوي ارسال أربعة منهم الى اسرائيل وقطاع غزة للتوسط، وهم: الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، والأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، والقائد جنوب الأفريقي الحائز جائزة نوبل للسلام، المطران دزموند توتو، ورئيسة ايرلندا السابقة، ماري روبنسون.

ورفضت اسرائيل هذا العرض بعد أن أعطت وزارة الخارجية وأجهزة المخابرات تقويما أظهر ان مبادرة كهذه لن تخدم مصالح اسرائيل. وجاء في تقريرين منفصلين لهما ان توتو وروبنسون معروفان بمواقف سلبية من السياسة الاسرائيلية. وان كارتر ينتقد هذه السياسة باستمرار. وان الثلاثة «قد يقعون في حبائل حماس، عندما تبدأ في شرح آثار سياسة الحصار الاسرائيلية، فيصبح هذا الأمر هو القضية الأساس وتضيع قضية وقف النار». وفي حين حاولت وزارة الخارجية إعطاء رد دبلوماسي بالقول «لا حاجة الى لاعبين جدد في المسيرة السياسية»، هاجم المندوب الاسرائيلي الدائم في الأمم المتحدة، داني غيلرمان، هذه المبادرة، وقال ان مثل هذه المبادارت يجب أن تتم بواسطة أناس موضوعيين أمثال توني بلير، مبعوث الرباعية الدولية، وليس متحيزين أمثال السادة المقترحين.

وتكلمت وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، عن هذا الموضوع بشكل غير مباشر أمس، خلال مشاركتها في مؤتمر دولي يقام في القدس بمناسبة مرور 60 عاما على قيام اسرائيل، بعنوان «حقوق دولة اسرائيل والقانون الدولي». فقالت ان «حماس» ليست شريكة بأي شيء سلمي، لأنها تنظيم ارهاب أصولي متطرف. وعلى العالم ان يتمسك بموقفه المبدئي منها وينبذها حتى يتحقق أحد أمرين، فإما أن تتغير وتقبل بالانخراط في السياسة الدولية الشرعية فتوافق على القرارات الدولية وتعترف باسرائيل وتقبل الاتفاقات الموقعة بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية وإما أن تحارَب بكل قوة ويمنع تناميها.

ودافعت لفني عن الاعتداءات الاسرائيلية ضد قطاع غزة، فادعت بأنها تساعد عملية السلام. وقالت: «هناك من يهاجمنا على هذه العمليات لدوافع لاسامية، فيعتبروننا غير ديمقراطيين وغير انسانيين. والحقيقة اننا الأكثر تمسكا في الشرق الأوسط بالقيم التي يؤمن بها العالم الحر. لكننا نواجه حرب ارهاب رهيبة وعلينا ان ندافع عن أنفسنا. وفي هذا ندافع أيضا عن الشعب الفلسطيني الذي يطمح لاقامة دولته، وتلك التنظيمات الارهابية تعرقل جهوده. وندافع أيضا عن قيم العالم الحر».

ودعت لفني ما سمته بالعالم الحر الى ان «يدرك ان حماس مثل حركات أصولية عديدة في العالم تحاول الوصول الى الحكم بالوسائل الديمقراطية، لكنها منذ بداية حكمها تكشف عن وجهها الحقيقي وتمارس الدكتاتورية والارهاب ضد شعبها وضد أعدائها. ولا يجوز للعالم الحر ان يتعاطى معها بوجل وخوف ومسايرة، كما يفعل البعض اليوم.

يذكر ان «مجلس الشيوخ العالمي» هو اطار رمزي أقيم في الأمم المتحدة قبل سنة بمبادرة من الملياردير البريطاني، رتشارد برانسون والموسيقار العالمي بيتر جبرئيل. وهو يضم مجموعة من القادة السياسيين السابقين في العالم، الذين يقومون بمبادرات وساطة لتسوية نزاعات اقليمية وغيرها في العالم.