نائبة رئيس البرلمان الأوروبي تتهم بلير بعدم الوضوح .. وحماس تدعوه لاتخاذ قرار شجاع برفع الحصار

TT

اتهمت نائبة رئيس البرلمان الاوروبي، لويزا مورغانتيني، توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية، خلال جلسة مشتركة مع مجموعة العمل البرلمانية الاوروبية في بروكسل بعدم الوضوح. وقالت لـ«الشرق الاوسط» ان «بلير لم يكن واضحا بشكل كاف في اجاباته على اسئلة المشاركين في الاجتماع ولكن بشكل عام كان اللقاء جيدا لاننا تبادلنا الآراء والافكار حول الامكانات المتاحة لتحقيق الهدف المنشود وهو السلام في المنطقة».

ومن جانبها دعت حماس بلير الى اتخاذ قرارات «أكثر شجاعة وحسماً» من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة.

وتحدث بلير في الاجتماع المشترك عن ضرورة العمل «من أجل دعم المعتدلين» من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني و«إضعاف المتطرفين» وذلك لجعل هدف إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بجانب إسرائيل بسلام أمراً ممكنا. وأكد بلير ان الوضع صعب للغاية في منطقة الشرق الاوسط ولا بد من تغيير الاوضاع الحالية حتى يتحقق الهدف المنشود.

وشدد بلير على الحقائق المؤسفة التي تعترض طريق حل الصراع، وقال «إن السلطة الفلسطينية غير قادرة على ضبط الأمن على أراضيها وهي حقيقة مؤسفة، وكذلك وجود الاحتلال الإسرائيلي كواقع يومي يعيق قيام دولة مستقلة»، واقترح بلير سلسلة إجراءات لتخفيف عبء الاحتلال وضمان أمن إسرائيل، مؤكداً أن للاتحاد الأوروبي دوراً مهماً في مرافقة الطرفين لتحقيق كل هذا. ودعا بلير ايضا الى تبني إستراتيجية مغايرة للتعامل مع الوضع في غزة، موضحاً أن تجربة الشهور الأخيرة أثبتت عدم نجاعة الإستراتيجية الحالية. وطالب بتحديد الوسائل اللازمة لصياغة إستراتيجية «أفضل وأكثر عدلاً، تسحب السم الذي تم دسه وتتيح للسكان إيجاد بعض الأمل، إستراتيجية تسمح بوصول البضائع والخدمات إلى غزة وبإعادة فتح بعض المعابر، وإلا فلن يحصل أي تغيير ميداني»، على حد تعبيره. واضاف بلير «يتوجب على الجانبين أن يحاولا تحسين الأوضاع المعيشية في الضفة الغربية وغزة من خلال إنشاء مناطق صناعية وتنفيذ مشاريع للبنى التحتية وتخفيف القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين»، محذرا من أن تؤدي الاستراتيجية الحالية الى نتائج عكسية تؤدي الى «تشجيع المتطرفين بدلاً من عزلهم» كما قال. واشترط بلير التعامل مع حماس باعترافها بإسرائيل وتخليها عن «العنف»، مشدداً على أنه لا يمكن السماح لحماس بالمشاركة في المفاوضات.

ودعت حماس بلير الى اتخاذ قرارات «أكثر شجاعة وحسماً» من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة. وقال فوزي برهوم الناطق الرسمي باسم الحركة إن دعوة بلير لاعتماد استراتيجية جديدة في التعامل مع غزة تدلل بشكل واضح على فشل استراتيجية الحصار الحالي التي يعتبر بلير أحد المسؤولين عنها. وحث برهوم في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» بلير على التخلي عن الغموض عندما يتحدث عن الإستراتيجية الجديدة التي يرى أنها يجب ان تطبق في التعامل مع غزة، مشدداً على أن أي استراتيجية لا تتضمن رفع الحصار كليا لن يكتب لها النجاح. واعتبر برهوم بلير «عدواً للديمقراطية» لأنه «يصر على تجاهل الشرعيات الفلسطينية، وخصوصا مقاطعته لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة اسماعيل هنية (المقالة)». وامتدح الأصوات الأوروبية المطالبة برفع الحصار، مستدركاً أنه يتوجب أن تترجم هذه الأصوات في مواقف عملية تتمثل بوقف معاقبة الشعب الفلسطيني جماعياً على اصراره على خياره الديمقراطي.