أولمرت وبيرتس يخططان لانقسام في حزب باراك

يتهم بتحويل «العمل» إلى حزب يميني ويتصرف بدكتاتورية

TT

كشفت مصادر سياسية في اسرائيل ان رئيس الوزراء ايهود أولمرت، ووزير الدفاع السابق، عمير بيرتس، يخططان لإحداث انقسام في حزب العمل بقيادة وزير الدفاع الحالي، ايهود باراك، واقامة تحالف بينهما ومن ينشق من العمل.

وقالت هذه المصادر، ان الدوافع لهذا الانقسام هي شخصية بالأساس، حيث ان بيرتس لا يجد له مكانا في حزب واحد مع باراك. ولكن هناك أيضا دوافع حزبية وسياسية. ويقول المقربون من بيرتس ان باراك يجعل من «العمل» حزبا يمينيا أكثر من حزب «كديما»، الذي تشكل بتحالف بين عناصر من الليكود والعمل، ويدير سياسة تعرقل مفاوضات السلام. ويتصرف في قيادة الحزب بأسلوب عسكري دكتاتوري ويعزل كل من يعارضه. ويضيفون انه لذلك فلا يمكن أن يستمر العمل تحت قيادته، خصوصا ان استطلاعات الرأي تشير الى تقلص شعبيته.

وكشف مراقبون ان بيرتس ينسق خطواته مع أولمرت منذ عدة شهور، بعد صدور تقرير «لجنة فينوغراد» النهائي، الذي خفف من تهمة بيرتس بالمسؤولية عن اخفاقات الحرب وبرأه تماما من المسؤولية عن ورطة الجيش في الأيام الثلاثة الأخيرة من الحرب، حينما أمر الجيش باستمرار الحرب رغم الاتفاق على وقف اطلاق النار في مجلس الأمن الدولي، وخسر في معارك تلك الأيام الثلاثة 33 جنديا.

يذكر ان باراك يخطط لإحداث انقسام في «كديما». وكان قد بدأ اتصالات مع عدد من نواب الحزب ليسقطوا أولمرت ولينضموا في ما بعد للعمل، كأفراد أو كمجموعة واحدة، فيتحول هذا الحزب وحلفاؤه الجدد الى أكبر حزب في اسرائيل. ولم يخف باراك نياته هذه، بل عمل بشكل متواصل على الاستخفاف بأولمرت وتمهيد الأجواء للانقلاب عليه في أقرب فرصة ممكنة. لكن يبدو ان أولمرت، الذي عمل بهدوء ومن دون ضجيج من وراء ظهر باراك، بات أقرب للنجاح في صد مخطط باراك وقلبه رأسا على عقب.

وحاول رجال باراك في الأيام الأخيرة تأليب أنصار بيرتس، بالادعاء انه توجه الى رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، طالبا التعاون في الانتخابات البلدية المقبلة، المفروض ان تجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقالوا ان النائب مرتسيانو، المقرب من بيرتس، اجتمع مع نتنياهو في مطعم الكنيست، قبل أسبوعين لهذا الغرض. وأن نتنياهو أعطى موافقة مبدئية للتعاون. لكن مرتسيانو نفى قطعيا هذا الخبر وقال ان بيرتس ينشط فقط في اطار العمل في الانتخابات البلدية ويحاول انقاذ هذا الحزب من الفشل المحتوم الذي يقود اليه باراك بسياسته العشوائية.

ويعتبر حزب «كديما» حاليا أكبر الأحزاب الاسرائيلية في الكنيست، حيث يمثله 29 نائبا. ويعتبر العمل الحزب الثاني بـ 19 نائبا. لكن استطلاعات الرأي تتنبأ بانهيار «كديما» وفقدانه نصف قوته. وأفضل الاستطلاعات أعطته 15 نائبا، في حال اجراء الانتخابات اليوم. أما حزب العمل فتعطيه الاستطلاعات نفس قوته الحالية. وما يحمي هذين الحزبين حاليا هو رفض الغالبية الساحقة من الأحزاب الاسرائيلية اجراء انتخابات مبكرة، وعمليا لا يوجد سوى الليكود يطالب باجرائها، حيث ان استطلاعات الرأي تعطيه 30 نائبا في حال اجراء الانتخابات اليوم (ممثل اليوم فقط بـ 12 مقعدا).

ويسعى الليكود لادارة حملة ضغوط على حزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس» لينسحب من الائتلاف الحكومي، ويؤدي بذلك الى سقوط الحكومة وتبكير موعد الانتخابات. وكان قادة «شاس» قرروا الانسحاب من الحكومة في حال البدء بالمفاوضات مع السلطة الفلسطينية حول مستقبل القدس. وفي حملة الضغط التي يمارسها الليكود، يقول ان اسرائيل تفاوض الفلسطينيين على كل شيء بما في ذلك القدس، ويطالب «شاس» بالانسحاب من الحكومة من أجل انقاذ القدس. وفي يوم أمس بدأ ناشطو الليكود في اغراق الجدران بالشعارات التي تقول: «القدس مقابل الذهب»، ويقصدون بذلك ان «شاس» تفرط بالقدس وتبقى في الحكومة بسبب الميزانيات التي تحصل عليها لمدارسها ومؤسساتها الأخرى.