الحص: لبنان على شفير الانهيار والتحول إلى بلد من دون دولة

قال في كتاب للقمة إن الإنقاذ يكمن في تبني المبادرة العربية

TT

وجه الرئيس الاسبق للحكومة اللبنانية سليم الحص، بصفته أميناً عاماً لـ«منبر الوحدة الوطنية - القوى الثالثة»، كتاباً مفتوحاً الى القمة العربية المقررة في دمشق يومي 29 و30 مارس (آذار) الحالي، اشار فيه الى ان «مصير امة العرب يبدو اليوم على المحك اكثر من اي وقت مضى». وحذر من انه اذا انفجر الوضع في لبنان فلن يسلم أي قطر عربي، مشيرا الى ان الازمة اللبنانية «مرشحة للانتقال بالعدوى الى الجوار». ولفت الى ان لبنان «يقف على شفير الانهيار ويحتاج الى قرار عربي موحد ينشله من أزمته وإلا سيغدو مكشوفاً على أسوأ الاحتمالات». ورأى ان مؤتمر القمة «لا يبشر بامكان التصدي للوضع الخطير للأمة في ظل الخلافات المستحكمة بين بعض الحكام العرب... وسيكون لبنان امام احتمال ذوبان سائر المؤسسات الدستورية فيه ليغدو بلداً من دون دولة».

واذ اعتبر الحص، في كتابه، ان «انقاذ لبنان يكون بتبني المبادرة العربية وبقرار عربي جامع على أعلى المستويات» قال: «ان القمة هي الرابط بين ما هو قطري وما هو قومي. فهي المنبر الاوحد المتاح للتعبير عن موقف الأمة، اي موقف الشعوب العربية مجتمعة، من قضايا المصير القومي. ومصير أمة العرب يبدو اليوم على المحك اكثر مما كان في اي وقت مضى، في ظل واقع خطير يتجلى في تزامن الازمات المتفجرة في شتى اصقاع الوطن العربي: في فلسطين، في لبنان، في العراق، في السودان، في الصومال. كما يتجلى في تأزم العلاقات الفئوية والمذهبية والطائفية والاثنية في معظم المجتمعات العربية. وهي ظاهرة تهدد وحدة هذه المجتمعات وبالتالي تماسك الدولة في غير قطر عربي. وفوق كل ذلك اشتداد حال الشرذمة التي تتحكم بالعلاقات بين الدول العربية، وذلك على وجه بات يشوه صورة الأمة ويعطل قدراتها في مواجهة مصائر شعوبها».

ورأى «ان المنطقة العربية تتعرض لمؤامرة اميركية ـ اسرائيلية عنوانها الشرق الاوسط الجديد ... وهو مشروع يرمي الى تفتيت المنطقة كيانات فئوية متصارعة». وتوجه الى المشاركين في القمة قائلا: «بلدي لبنان في حاجة الى قرار عربي موحد ينتشله من أتون ازمته المستعصية. وان لم يحظ بهذا القرار فإن الوضع فيه يغدو مكشوفا على أسوأ الاحتمالات. فلن تكون في الأفق محطة تالية يتطلع اليها اللبنانيون لإنقاذ مصيرهم. أما أسوأ الاحتمالات فسيكون تآكل الاستقرار وتعريض الوطن الصغير الى أخطر ألوان التدهور على شتى الصعد الاقتصادية والاجتماعية والامنية. وسيكون البلد أمام احتمال ذوبان سائر المؤسسات الدستورية فيغدو لبنان بلدا من دون دولة باستمرار شغور سدة رئاسة الجمهورية، ثم حلول استحقاق الانتخابات النيابية في عام 2009 من دون التمكن من اجرائها فلا يعود ثمة سلطة اشتراعية، والحكومة البتراء في حال من الشلل المدمر، بعد انسحاب فريق وازن منها فلم تقبل الاستقالات ولم يعين بدائل للمستقيلين، وذلك في مكابرة لم يسبق لها نظير في تاريخ لبنان».

وختم الحص كتابه بالتحذير من ان «لبنان يقف على شفير الانهيار ما لم يسارع اشقاؤه العرب الى انقاذه. واذا انفجر الوضع في لبنان، لا سمح الله، فلن يسلم من مغبته قطر من الاقطار العربية». ودعا القمة الى «احتضان حوار ينظم بين المتنازعين توصلا الى صيغة عملية فاعلة لتطبيق المبادرة العربية بعناصرها الثلاثة معا: اي انتخاب رئيس للجمهورية وفي الوقت عينه اعلان التوافق على صيغة الحكومة الاولى في العهد الرئاسي العتيد، والتوافق على مضمون قانون جديد للانتخابات النيابية بفتح انتخابات مبكرة تجدد الحياة السياسية».