البصراويون يعانون نقصا حادا في الطعام والماء والدواء

طالبات السكن الجامعي يستغثن

TT

شكت عوائل في البصرة من نقص حاد في الطعام والماء والأدوية نتيجة الاقتتال الدائر في المدينة. وقالت عوائل اتصلت بها «الشرق الاوسط» هاتفيا من لندن، ان ما تبقى في المنازل من طعام وماء بدأ ينفد من غير ان يجدوا بارقة امل بعودة الحياة الطبيعية قريبا.

وقالت موظفة في دائرة كهرباء البصرة «لقد حدثت المواجهات من غير سابق انذار ولم نتهيأ لكي نتسوق ونخزن بعض المواد الغذائية والماء وان ما كان مخزونا في البيت بدأ ينفد ولا نعرف ما هو الحل». وأكد موظف في شركة نفط الجنوب ان اخر ما تبقى في بيته «هو بضع حبات من البطاطس التي تقشفنا في طبخها كي تكفي جميع افراد العائلة البالغ عددهم خمسة، بينما نفتقر الى الخبز بعد ان اغلقت جميع المخابز والأفران منذ اول من امس بسبب المواجهات». وقال استاذ في جامعة البصرة «انا الآن أفكر بالطالبات والطلاب الذين يسكنون في الاقسام الداخلية (السكن الجامعي) حيث استغاث قسم منهم هاتفيا بنا لإيصال بعض الطعام اليهم لكننا لا نعرف كيف نصل الى محلات سكنهم بسبب الرمي العشوائي وسيطرة المسلحين على الشوارع»، مشيرا الى ان «مبنى الجامعة والأقسام الداخلية تقع ضمن نطاق سيطرة ميليشيا جيش النهدي». وأضاف الاستاذ الجامعي قائلا «لا نرى هناك أي سيارة تتحرك في الشارع سوى سيارات الاسعاف التي تنقل الجرحى الذين ازدحمت بهم المستشفيات بينما هناك عدد من الجثث التي ما زالت مرمية في الشوارع، ولا يستطيع أي شخص الخروج من البيت ما لم يكن اما من قوات الجيش والشرطة او من افراد جيش المهدي».

وأكدت صيدلانية تعمل في المستشفى التعليمي بأنها لم تستطع الوصول الى المستشفى بسبب القتال، وقالت «من المؤكد ان صيدليات المستشفيات تعاني الان من نقص حاد في الادوية بسبب اغلاق مستودعات الادوية، كما ان المواطنين غير قادرين على مراجعة المستشفيات حتى في الحالات الطارئة ولا نعرف الى متى سوف تستمر هذه الحالة».

وأوضح موظف في محافظة البصرة ان «الميليشيات المسلحة قامت متعمدة بإحراق بعض المخازن التي فتحت ابوابها اول من امس وبعض المخابز مما ادى الى خشية الآخرين وبالتالي فان جميع المخابز والأسواق اغلقت أبوابها نهائيا».

وشكا صحافي «من عدم تمكنهم من معرفة الحقيقة وما يدور حولهم ذلك ان الحكومة لم توفر الحماية للصحافيين بينما وفرت هذه الحماية لبعض القنوات التلفزيونية الشيعية التابعة للمجلس الاسلامي الاعلى وحزب الدعوة». وأضاف «لقد تم قصف ثلاثة بيوت حول بيتنا والرصاص يسمع في كل مكان ولا نعرف الى اين تجري الامور».