مسلحو «جيش المهدي» ينتشرون في بغداد.. والجيش يؤكد: الموقف تحت السيطرة

الأجهزة الأمنية تقطع الطرق الخارجية المؤدية من الجنوب الى العاصمة

طفل اصيب خلال المواجهات المسلحة في مدينة الصدر ببغداد أمس (ا ف ب)
TT

قتل عشرون شخصا على الاقل واصيب 115 اخرون بجروح، بينهم نساء واطفال، خلال الاشتباكات التي وقعت بين القوات العراقية تساندها القوات الاميركية، ومسلحي «جيش المهدي» في مدينة الصدر، شرق بغداد، اول من أمس الثلاثاء، حسبما اعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية.

وشهدت مدينة الصدر قتالا عنيفا بين مسلحي «جيش المهدي» والقوات العراقية، واندلعت المعارك بعد أن طالب المسلحون قوات الجيش والشرطة بمغادرة المدينة، حيث حلقت طائرات الهليكوبتر في سماء المناطق الشرقية بشكل مكثف، وشاركت بالعمليات العسكرية من خلال قصفها لمواقع المسلحين في مدينة الصدر وبعض المنازل بعد معارك متقطعة بدأت منذ منتصف ليل الثلاثاء بين عناصر جيش المهدي والقوات الاميركية.

كما أفاد شهود عيان بأن عددا من عناصر ميليشيا جيش المهدي أحرقوا أمس أحد مكاتب منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم جنوب بغداد. وأبلغ الشهود وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن «العشرات من عناصر جيش المهدي انتشروا في شوارع منطقة جسر ديالى جنوب بغداد وقام بعضهم بإطلاق أعيرة نارية في الهواء، فيما هاجم آخرون مكتب منظمة بدر وقاموا بإحراقه بالكامل، وهرع المواطنون إلى منازلهم، فيما أغلقت جميع المحال والأبنية الحكومية أبوابها».

ومن جانب آخر، اندلعت اشتباكات مسلحة أمس في منطقتي الحرية والكاظمية شمال بغداد، وأغلقت الشرطة العراقية جميع الطرق المؤدية إلى هاتين المنطقتين، فيما سمعت أصوات إطلاق نار تنبعث منهما. وفي تلك الأثناء، أغلقت جميع المدارس والأبنية الحكومية أبوابها أمس بشكل كامل في حي العامرية، ذي الغالبية السنية غرب بغداد، وقامت قوات عراقية وأميركية وعناصر مجالس الصحوة المناهضة لتنظيم «القاعدة» بإغلاقه بشكل كامل ومنع الدخول إليه.

من جهة اخرى، اكد مسؤول عسكري عراقي لـ«الشرق الاوسط»، ان الوضع العام «تحت السيطرة ولا توجد أي مخاوف من تدهور الوضع الامني، وان القوات الامنية مستعدة لأي طارئ قد يحصل في بغداد او أي مدينة اخرى».    وبحسب شهود عيان فان عناصر مسلحة تابعة لـ«جيش المهدي» بعضهم يحمل اسلحة خفيفة ومتوسطة مختلفة الانواع والمناشئ اخذوا ينتشرون داخل الاحياء والازقة في مناطق مدينة الصدر واحياء الشعب والقاهرة وأور والطالبية وجميلة والبنوك، وهي مناطق مترابطة الحدود في ما بينها، وكذلك في مناطق جنوب بغداد وشمالها كحي العامل والبياع والدورة (ابو دشير) والشعلة ومدينة الحرية والوشاش، طالبين من اصحاب المحلات اغلاق محلاتهم والعودة لمنازلهم تضامنا مع العصيان المدني الذي دعا اليه التيار الصدري الاثنين الماضي.

واكد هادي الفتلاوي، 35 عاما، وهو موظف حكومي ان المسلحين الذين يتنقلون بواسطة الدراجات النارية وبعض السيارات الصغيرة، تبادلوا اطلاق النار مع القوات الاميركية التي تتحصن في القواعد العسكرية التي اقامتها داخل الاحياء الشرقية (في حي اور والبنوك والشعب)، كما سمع دوي انفجارات قوية داخل تلك المعسكرات المشتركة بين القوات العراقية والأميركية مصدرها قذائف الهاون التي اطلقها المسلحون باتجاه تلك القواعد، وهو ما ردت عليه القوات الاميركية بالقصف واطلاق النار على مصادر تلك الهاونات واي وجود مسلح يشاهدونه.

واكد متحدث باسم الجيش الاميركي لـ«الشرق الاوسط» ان قوات بلاده قدمت الدعم والاسناد للقوات العراقية في المواجهات المسلحة التي وقعت الثلاثاء في مدينة الصدر لملاحقة من وصفتهم بـ«الخارجين عن القانون» ، مشيرا الى ان القوات الاميركية على استعداد تام للقضاء على جيوب المسلحين.

من جهة اخرى، قطع الجيش العراقي الطرق الخارجية الواصلة بين بغداد والمحافظات الجنوبية ومحافظات الفرات الأوسط. وشهدت «الشرق الاوسط» التي توجد عند المداخل الجنوبية لبغداد حالة قصوى من التشدد الامني، ومنع افراد الجيش المواطنين والمركبات من دخول العاصمة او الخروج منها.