المبعوث الأميركي إلى منظمة المؤتمر الإسلامي: أضع خبرتي في خدمة الحوار مع الدول الإسلامية

قال أنه لا يتوقع أن تكون مهمته سهلة

صدى قمبر المبعوث الأميركي الجديد لمنظمة المؤتمر الإسلامي
TT

رحبت منظمة المؤتمر الإسلامي بتعيين الرئيس بوش مبعوثا خاصا له لديها. وقال رئيس وزراء ماليزيا عبد الله احمد بدوي الذي يرأس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إن هذا القرار «يوضح اعتراف واشنطن بضرورة الحوار مع المنظمة». وكانت الولايات المتحدة قد اقبلت للمرة الاولى على خطوة تعيين مبعوث خاص بها الى منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة عضوا. وجرى في احتفال خاص بالبيت الابيض تعيين المواطن الاميركي المسلم صدى قمبر لكي يتولى مسؤولية التواصل مع المسلمين في جميع انحاء العالم. وكان قمبر قد هاجر من بلده الاصلي باكستان الى الولايات المتحدة عام 1978، وعمل خلال العقود الثلاثة الماضية في مجالات الاعمال والادارة.

ولا يتوقع قمبر ان تكون مهمته سهلة ولكنه يأمل ان تساعده خلفيته متعددة الثقافات على أداء مهمته الجديدة، والتحدث إلى الأمة الإسلامية عن الحرية التي يتمتع بها المسلمون الأميركيون في ممارسة حياتهم وشعائر دينهم. وقال في حوار مع «الشرق الاوسط» إن مهمته هي «إطلاع المسلمين على الاحترام العميق الذي تكنه اميركا للإسلام، والتزامها الراسخ بالحرية الدينية». واضاف أن الولايات المتحدة «تأمل العمل على نحو أوثق مع الدول الإسلامية في مجال خلق فهم وتفاهم جديدين»، مؤكدا ان الرئيس بوش ووزيرة الخارجية رايس أبلغاه أنهما يعتبران تعيينه «فرصة لنقل علاقاتنا مع العالم الإسلامي إلى مستوى أعلى». وسوف يستعين قمبر في مهمته الجديدة بخبرته الواسعة في القطاع الخاص، فهو مؤسس 11 شركة تكنولوجيا وعضو في مجالس إدارة عدة منظمات تنموية اقتصادية. ويعتقد أن باستطاعة الولايات المتحدة تقديم الكثير لجهود التنمية الاقتصادية في الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي.

واشار قمبر الى أن المهمة التي كُلف بها هي التحدث إلى المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وإطلاعها على الاحترام العميق الذي تكنه الولايات المتحدة للإسلام، وبالتزامه الراسخ بالحرية الدينية، وبتصميم الرئيس الاميركي على العمل مع الزعماء المسلمين في سبيل دفع عجلة السلام والرخاء لجميع الشعوب. وهو يرى ان الرئيس بوش يود تطوير علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي، مذكرا بأن الرئيس الاسبق دوايت آيزنهاور وضع حجر الأساس للمركز الإسلامي في واشنطن قبل 50 عاماً. وكانت اول خطوة قام بها قمبر في مهمته الجديدة هي السفر إلى مقر منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة بالمملكة العربية السعودية، والاجتماع مع أمين عام المنظمة وغيره من كبار المسؤولين فيها. ولمح الى ان أهداف برنامج منظمة المؤتمر الإسلامي تجسِّد قيم الأمة الإسلامية، وهي أهداف منسجمة تماماً مع القيم الاميركية. وسوف تستمر مهمة قمبر لمدة عام واحد.

وفيما يتعلق بالمرحلة الحالية في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي، التي تعرف احيانا باسم «مرحلة ما بعد 11 سبتمبر (أيلول)» يقول قمبر إنه لا يرى تلك الفترة الصعبة التي يلمح إليها البعض. ويضيف «علينا نحن كأميركيين مسلمين، عندما يكون هناك سوء فهم أو تفاهم، أن نتواصل مع الأمة الإسلامية ونحدثها عن الحياة هنا في أميركا. فقد تمتعت أنا، كمسلم أميركي، وعائلتي بكل الفرص التي توفرها أميركا لمواطنيها». وهو يعتقد أن هذا الوضع ينطبق أيضاً على خمسة إلى سبعة ملايين مسلم يعيشون في أميركا اليوم. وهو يود إيصال هذه الحقيقة إلى العالم الإسلامي: حقيقة الحرية في التعبير وحرية ممارسة الشعائر الدينية في الولايات المتحدة.

واشار الى ما دار بينه وبين أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي من حديث حيث قال قمبر «إن التحدي داخل الأمة الإسلامية هو أن لدينا 1.5 مليار نسمة، ومع ذلك، فإن الناتج القومي الإجمالي لجميع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، لا يمثل سوى 5 في المائة من الناتج القومي الإجمالي في العالم. «فالتحدي الأكبر هو كيف ننمي الاقتصاد الاسلامي ونقوم برعاية المسنين وتغطية تكاليف التعليم وكيف يمكن ان تساهم الولايات المتحدة في هذه الجهود»، وهو يطالب بتطوير النشاط القائم حاليا في العلاقة بين الطرفين في مجالات تبادل الطلبة والتنمية الاقتصادية وتطوير التعليم.

ويأمل قمبر ان يبذل جهده خلال فترة مهمته التي تمتد الى عام واحد لكي يقدم بعض الانجازات. وطلب قمبر من زعماء منظمة المؤتمر الإسلامي التعاون معه، وتحديد الاولويات التي يمكن بدء العمل بها. واضاف «أبلغتهم أنني أؤمن بالإنجاز وبوضع برامج زمنية»، وهو يأمل ان يعود إلى أوستن بولاية تكساس بإنجازات تشمل وضع بعض البرامج وإقامة بعض العلاقات الدائمة. ومن ضمن الاهداف التي وضعها لنفسه خلال فترة مهمته:

* أن يقوم بزيارة مدينة جدة حيث مقر منظمة المؤتمر الاسلامي شهرياً لتعزيز حضوره في المنظمة.

* ان يضع بعض الخطط التي يمكن التعاونُ على تنفيذها خلال الفترة المقبلة.

* ان يعمل بسرعة على تحديد الاولويات وبداية تنفيذها في اسرع وقت ممكن.

ومن اهم الرسائل التي يريد قمبر ايصالها الى العالم الاسلامي خلال فترة مهمته هي إن الولايات المتحدة بلد يصون القيم الإسلامية، ويشجع على احترام التقاليد الإسلامية، ويأمل في العمل بشكل أوثق مع البلدان الإسلامية في مجال إيجاد فهم وتفهم وتفاهم جديد وعلاقات جديدة. كما يريد قمبر أن ينظر العالم الإسلامي إلى أميركا لكي يشاهد القيم التي تمثلها، ولكي يحقق توافق بين تلك القيم والقيم الإسلامية، وهو يعتقد ان هناك الكثير من التوافق بين قيم الطرفين. ويعترف قمبر بوجود هوة في التفاهم بين الطرفين وسجل من الاتهامات المتبادلة. ويوضح «أننا نستطيع إما الانخراط في السجالات اللفظية دون التقدم إلى المستوى التالي، وإما فتح قنوات جديدة للحوار ولتفاعل والفهم والتفهم والتفاهم». واضاف ان على الجميع الانخراط في الفرص لا في الحوار فقط، وهو يرى دورا مهما للمسلمين الاميركيين في هذا الحوار ويعتقد أنه يمكن للمسلمين الأميركيين تقديم نموذج عظيم يُحتذى لجاليات المسلمين والجاليات الدينية الأخرى حول العالم، وهو يود نقل تجربة الحوار الاميركي الدائر بين الجاليات، وبين الأديان الى نطاق دولي بحيث تتحدث الشعوب مع بعضها وتتعلم ان تكون أكثر تقارباً لا أكثر تباعداً. ويحاول المسلمون الاميركيون إقامة صلات جديدة مع مجتمعاتهم المحلية داخل الولايات المتحدة وشرح عقيدتهم، ومشاركة الأميركيين الآخرين في مجالات التعبير الديني اليومية. ولا يمانع قمبر في اطلاق مبادرات جديدة خلال العام الجاري اذا اتيحت له الفرصة، وهو يحكم على الانجاز بالاعمال وليس بالتصريحات. كما يأمل ان يستخدم خبرته كرجل اعمال اسس 11 شركة ناجحة في مجال تعزيز نهضة اقتصادات الدول الاسلامية عن طريق تقديم افكار وفرص جديدة. وهو يأمل في زيارة العديد من الدول الاسلامية في الاشهر المقبلة.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية رايس ان تعيين قمبر يعبر عن «الاحترام العميق الذي يكنه الرئيس، وأكنه أنا شخصياً والحكومة الأميركية، والشعب الأميركي، لقيم ومثل الإسلام العليا»، مشيرة إلى أنه يشكل جزءاً واحداً «من جهد أكبر بكثير تبذله» الحكومة الأميركية لزيادة تعاطيها مع المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم. وأردفت «وسوف يمكننا مبعوثنا الخاص الجديد إلى منظمة المؤتمر الإسلامي من زيادة تفاهمنا وتفهمنا لمجموعة الدول الإسلامية من خلال تبادل إيجابي متسم بالاحترام المتبادل. كما يشكل هذا التعيين فرصة للولايات المتحدة كي نوسع تعاوننا مع المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم وكي ندافع عن الحقوق والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والفرص المتساوية والحرية وسيادة القانون. وهذه ليست قيما أميركية أو قيما غربية. إنها قيم عالمية، قيم تعيشها وتمارسها أغلبية المسلمين في العالم».

وكان الرئيس بوش قد قال لدى إعلانه تعيين قمبر في منصبه الجديد: «إن مبعوثنا الجديد قمبر يضطلع بمهمة بالغة الأهمية، إذ أن هناك الكثير من الأفكار الخاطئة عن أميركا، وقمبر سوف يكون جزءاً من المجهود الذي نبذله لتوضيح الحقيقة. وحين يسمع أبناء الشعوب الحقيقة عن أميركا، وحين يعلمون أننا بلد حافل بالعطاء والرحمة، وأننا نقدر آراء أبناء الشعوب الأخرى، حينها سيبدأون ببطء ولكن بثبات بتقديرنا على نحو أفضل».