المعلم: لبنان ضيّع فرصة ذهبية والتمثيل السعودي شأن سيادي

نفى أن تكون القمة تحت وصاية إيران وقال إن الدعوة لم توجه إليها وحدها

وليد المعلم خلال مؤتمره الصحافي امس (أ.ف.ب)
TT

اعتبرت سورية قرار الحكومة اللبنانية، عدم المشاركة في اجتماعات القمة العربية، تضييعا لفرصة ذهبية، لأن القمة كانت ستناقش موضوع لبنان في اجتماع مغلق بكل صراحة ووضوح، كما كانت هناك نية لمناقشة العلاقات السورية ـ اللبنانية مع الرئيس السوري بشار الأسد. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي عقده في فندق ايبلا الشام يوم أمس: «إن القرار اللبناني قد ضيع فرصة ذهبية لمناقشة هذين الموضوعين في الإطار الصحيح، وهو القمة العربية»، منبها الى أن من يعتقد أن القرار اللبناني بالمشاركة أو عدم المشاركة، موجود في مجلس الوزراء اللبناني، فهو لا يقرأ جيداً الساحة اللبنانية». وأعرب المعلم عن أسفه لـ«غياب ممثل عن لبنان في هذه القمة، لأن النية كانت متجهة لكي يناقش القادة في اجتماعهم المغلق، حول طاولة مستديرة الأزمة السياسية في لبنان بكل صراحة ووضوح، وأن يناقشوا أيضا مع الرئيس بشار الأسد موضوع العلاقات السورية اللبنانية». كما تحدث المعلم عن المبادرة العربية بخصوص حل الأزمة في لبنان، وقال إنها «ملك العرب جميعاً، وليس ملك أحد»، وقد حظيت «هذه المبادرة بمباركة دولية عدا الولايات المتحدة، كما حظيت بمباركة من الأطراف اللبنانية جميعاً، لذلك هي ليست ملك لأحد»، وأضاف متابعا «أن حل الأزمة اللبنانية المسؤولية الأولى فيه، تقع على اللبنانيين وأن الحل يجب أن يكون لبنانيا ومن خلال الحوار، والدول العربية يجب أن تشجع على هذا الحوار على قاعدة لا غالب ولا مغلوب»، مشيرا إلى أن «من بين الدول العربية من له علاقات خاصة مع لبنان من بينها السعودية وسورية وربما مصر»، ويجب أن تبذل هذه جهدا أكثر من غيرها لحل الأزمة في لبنان.

وعن التمثيل السعودي في القمة، قال هذا قرارهم وهو قرار سيادي، وحول عملية السلام قال هذا «أحد البنود المهمة التي سوف يناقشها القادة في إطار مناقشتهم لاستراتيجية السلام العربي».

وقال المعلم، إن أمر تسلم القمة محسوم، الرئيس عندما سيصل إلى قاعة الاجتماع «سيترأس فورا أعمال القمة».

كما نفى الوزير السوري أن يكون لغياب بعض القادة العرب أي تأثير على قرارات القمة. وحول تشكيل لجنة عربية لتحسين العلاقات العربية ـ العربية، قال هذا الموضوع متروك للقادة لكي يقرروه. ولدى سؤاله عن القادة الذين سيحضرون أجاب «يوم السبت ستعرفون». وعن التوقعات بحدوث تصعيد عربي ـ عربي بعد القمة قال المعلم: «هذا يعني أن من يتوقع ذلك يخطط له»، وأن بلاده تدعم لملمة الصف العربي، وتعزيز التضامن العربي وأحد «المواضيع الأولى المدرجة على اجتماع القادة سيكون العلاقات العربية ـ العربية». مؤكدا «لكل بلد عربي مصلحة حقيقية في استمرارية هذه القمة»، وتساءل المعلم «لماذا لا تكون قمة دمشق نقطة تحول في العمل العربي المشترك وتعزيزه».

وحول أسباب عدم دعوة رؤساء وقادة غير عرب، أوضح الوزير المعلم، أن الرئيس الأسد أراد «أن تكون قمة دمشق مميزة، الحديث فيها يكون للقادة العرب». وردا على ما يقال بأن القمة العربية في دمشق، تعقد تحت وصاية إيرانية، بسبب دعوة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لحضور القمة أجاب المعلم: «وزير الخارجية الإيراني كان في قمة الرياض، والتقيت معه هناك، أيضا الرئيس الإيراني أحمدي نجاد كان حاضرا في قمة دول مجلس التعاون الخليجي»، مضيفاً أن «الدعوة لم توجه لإيران وحدها، وإنما إلى عدد من وزراء خارجية الدول التي ترتبط بعلاقات طيبة مع الدول العربية»، مؤكداً «أن هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً»، وختم الإجابة بالتأكيد على أن «هذه القمة قمة عربية، ونحن ندرك أهمية العلاقات العربية الإيرانية». وعلى صعيد المواضيع التي ستناقش في القمة قال المعلم: هناك مشاريع أقرها المندوبون الدائمون رفعت إلى الوزراء، والوزراء سيناقشون مشاريع هذه القرارات التي سيقومون بنقلها إلى القمة.

وعن احتمالات تعديل المبادرة العربية للسلام، تمنى المعلم على الصحافيين التمييز بين «المبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت عام 2002 والتي تشكل الأساس الذي استند إلى قرارات مجلس الأمن للتوصل إلى حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي»، وبين «استراتيجية السلام العربية، التي لن تعدل ولن تغير في المبادرة، لكنها سترى هل تفعل المبادرة أو تتركها جانباً، وتنتهج خطوات أخرى حتى تنصاع إسرائيل، وتستجيب لإرادة السلام هذا هو ما ستسعى إليه القمة». وردا على سؤال آخر يتعلق بانقسام العرب حول قمة دمشق، قال الوزير السوري «نرجو ألا نحمل قمة دمشق هذا الوضع الذي سعت إليه الولايات المتحدة منذ سنوات»، وهو تقسيم العالم العربي بين «معتدل وغير معتدل»، فقمة دمشق لا تفرق في العالم العربي، كل القادة أهلا وسهلا بهم، وكل القادة لهم الحق في أن يساهموا في إنجاح القمة لأن «نجاح القمة هو نجاح جماعي»، واتهم المعلم الولايات المتحدة بأنها «تسعى وسعت إلى نسف التضامن العربي، لأنها تريد قطف الدول العربية حبة.. حبة»، ولكن «نحن نسعى إلى تعزيز القواسم المشتركة القائمة بين الدول العربية وتصليبها لمواجهة المشاكل التي تواجه الأمة».

ووضح المعلم أن المبادرة اليمنية للمصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، ستكون أحد المواضيع التي ستناقشها القمة، وسوف تستمع إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، باعتبار أن هناك مبادرة يمنية وقع عليها الطرفان فتح وحماس، وسترى القمة ماذا يمكن للدول العربية من «دعم للجهد اليمني لإنجاح هذه المبادرة».

ووضع المعلم الحديث ما يقال عن تأثير الخلافات العربية ـ العربية على القمة ضمن الضغوط الأميركية على القمة، وقال «إن الولايات المتحدة احتارت كيف تريد الضغط على هذه القمة، جاء بوش وبعد قليل جاء نائبه تشيني والآن رايس، وكل هذا وما يشاع ويقال عن تهريب أسلحة عبر الحدود إلى لبنان في مجلس الأمن وإلى آخره، كلها محاولات للضغط على القمة، لأن هذه القمة من بين القمم التي لا دخل للولايات المتحدة لا في جدول أعمالها، ولا فيما سيصدر عنها».

ورأى الوزير السوري أن ما يميز القمة العربية العشرين «أنها تعقد في دمشق عاصمة العروبة، وعاصمة الممانعة العربية». وانها «قمة التضامن والعمل العربي المشترك»، هذا هو هدف القمة، وهذا ما نسعى إليه، وأن «هذا الظرف العصيب التي تمر به الأمة العربية، يحتاج ليس فقط إلى قمة في دمشق، بل إلى قمم عربية»، معربا عن أمل سورية في أن «يتمكن القادة الحاضرون من الاجتماع واللقاء والحوار بكل شفافية وصراحة، من أجل معالجة هذه القضية».