القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم: العلاقات مع السودان لم تتحسن

نجل الميرغني يعود إلى الخرطوم لترتيب عودة والده من المنفى

TT

قال القائم بالاعمال الاميركي في السودان البرتو فرنانديز إن بلاده على استعداد لدراسة اية مبادرة سودانية لتطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، قبل ان يصف العلاقات بينهما الان بانها لم تصل مرحلة التحسن. ونفى الدبلوماسي الاميركي علمه بوجود «خريطة طريق» لتحسن العلاقات بين البلدين. وقال في لقاء مع عدد محدود من الصحافيين في الخرطوم «لا علم لي بوجود خريطة طريق كهذه واذا كانت هناك خريطة فانا ليست لدي نسخة»، وقال: «اعتقد ان الادارة الاميركية على استعداد لدراسة اية مبادرة سودانية لدفع العلاقات بين الطرفين»، وحسب الدبلوماسي الاميركي فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان، الشريك الثاني في حكومة الوحدة الوطنية في السودان، يمكن ان تلعب دورا لتحسين العلاقات بين السودان والولايات المتحدة.

وحول تحقيق السلام في دارفور، قال فرنانديز انه من الضروري اندماج كل القوى الحيوية في دارفور في العملية السياسية بالاقليم من اجل الوصول الى السلام الحقيقي، واضاف: «اننا بحاجة الى حوار حقيقي يضم كل القوى الحية والاحزاب والنازحين والقبائل العربية والمجتمع المدني في الاقليم».

وفي دارفور، التي وصلها امس، دعا ماكسيم برينيه وزير خارجية كندا الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والحكومة السودانية للعمل معا من اجل خلق الأجواء المناسبة التي تمكن النازحين من العودة إلى قراهم وقال برينيه «إننا نؤمن بأن من حق النازحين أن يعيشوا في معسكراتهم ويعودوا إلى قراهم الأصلية كرماء وأعزاء». وقال ان مباحثاته مع المسؤولين بالحكومة السودانية تركزت حول ضرورة تنفيذ اتفاقية السلام الشاملة وتحسين الأوضاع الإنسانية بدارفور وتسريع الجهود من اجل الوصول إلى الحل السياسي، وقال: «أنا هنا من اجل أن أؤكد لكم استمرار بلادي في دعم الوضع الانساني ودعم البعثة المشتركة (يوناميد) من اجل السلام في دارفور».

من جهة ثانية يصل مدير المركز العام للحزب الاتحادي الديمقراطي بالخارج ميرغني مساعد، الى الخرطوم ضمن وفد المقدمة الذي يرأسه جعفر الميرغني نجل محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب. ويضم الوفد كذلك من قيادات الحزب الخارجية التوم محمد التوم وزير الاعلام الاسبق. وهي المرة الاولى التي يزوران فيها السودان منذ خروجهما عام 1992 بعد اطلاق سراحهما من المعتقلات السياسية. وظل المسؤولان من الكوادر المعاونة للميرغني في عمل المعارضة السودانية بالمنفى حيث كان يقيم التوم محمد التوم في بريطانيا ويقيم مساعد في المانيا. وتأتي عودتهما في اطار الترتيبات والاستعدادات المبذولة لعودة زعيم الحزب والتجمع الى الوطن.

الى ذلك بدأت الخرطوم أمس تحضيراتها لمؤتمر المانحين الذي سيعقد في باريس في الفترة من نهاية ابريل (نيسان) وبداية مايو (ايار) المقبل لدعم السلام في السودان، وناقشت لجنة فنية لمؤتمر مائدة مستديرة سيعقد بالخرطوم في السابع من ابريل المقبل بين الحكومة والامم المتحدة لمناقشة البنود والموضوعات المتعلقة بقضايا السلام توطئة لإدراجها في مؤتمر باريس بغرض ادماج نحو 180 ألف مقاتل من قدامي المحاربين. وقال الدكتور سلاف الدين صالح رئيس مفوضية شمال السودان لنزع السلاح في تصريحات إنه تم خلال الاجتماع استعراض البنود التي سيتم طرحها على مؤتمر المانحين. من جهة ثانية دعا مسجل عام التنظيمات السياسية في السودان الدكتور محمد احمد سالم الى تحول الحركات المسلحة المشتركة في الحكم الى منظمات سياسية مدنية لضمان نزاهة وديمقراطية الانتخابات المقبلة، منوها الى اهمية الفراغ من قانون الانتخابات والاسراع في تكوين المفوضية القومية للانتخابات، في وقت توقع نائب رئيس الحركة الشعبية رئيس المجلس التشريعي لجنوب السودان جيمس ايغا ان تكتسح حركته الانتخابات المقبلة وان يفوز رئيسها النائب الاول للرئيس السوداني سلفا كير ميارديت برئاسة السودان في الانتخابات التي سيتم اجراؤها العام المقبل.

وحذر سالم في محاضرة من ان اكبر مهدد يواجه الانتخابات المقبلة هو عدم تحول الحركات المسلحة التي شاركت في الحكومة بواسطة اتفاقيات السلام، ودعا الى ضرورة اندماج هذه الحركات في الحياة السياسية، وقال «هناك تحديات الرشوة الفردية التي يصعب منعها بجانب التزوير والتلاعب بالصناديق».