المعلم: الأسد في خطابه مد يده للعرب وغير العرب للمساهمة في حل الأزمة اللبنانية

قال إن قمة دمشق هي الأفضل من حيث التمثيل

TT

الهدوء الذي اتسم به خطاب الرئيس السوري بشار الأسد في افتتاح القمة بدمشق، كان مؤشرا على أن السوريين توخوا مرور الجلسات بسلاسة. وخلاف ما قيل عن تحفظات عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي ورئيس وفد بلاده للقمة، على ما ورد في خطاب الزعيم الليبي معمر القذافي، فإنه لم يحدث شيء يذكر على الأقل في الجلسة العلنية. وقال وزير الخارجية وليد المعلم في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: إن هذه القمة هي الأفضل تمثيلا من سابقاتها من القمم العربية، حيث شارك 11 رئيس دولة، بالإضافة إلى دولتين عادة تشاركان بممثلين عن قادتها (سلطنة عمان والمغرب)، وإذا أخذ في الاعتبار الظرف الاستثنائي في العراق والصومال، فيمكن اعتبار أنهما مشاركان، وبالإضافة إلى سورية يكون لدينا 15 دولة، وهذه أفضل مشاركة حققتها القمة. فهناك قمم كانت تعقد بمشاركة 12 ـ 13 دولة. كما تحدث المعلم عن خطاب الرئيس الأسد، وقال إنه «أظهر دور سورية ورسم البوصلة لتحرك الدبلوماسية السورية في مرحلة رئاسة القمة». وفيما اعتبر متابعون في مكان الحدث هدوء خطاب الأسد، بعد تصعيد تصريحات الوزير المعلم، وبعض المسؤولين السوريين قبل يومين بمثابة «تغيير في السياسة السورية»، قال يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس الأسد تحدث كرئيس للقمة وليس كرئيس لسورية، ولم يتغير شيء في سياستنا، وما قاله الرئيس يعكس ديناميكية السياسة السورية»، مضيفا «إننا مرتاحون مرتاحون جدا جدا».

وكان الملف اللبناني، الشغل الشاغل للصحافيين الذين لاحقوا المسؤولين السوريين للحصول على رد فعلهم على ما قاله رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة، بخصوص الطلب بمفاوضات مع سورية من خلال الأوروبيين. ونفى المعلم أن يكون قد سمع بما طلبه الرئيس السنيورة وقال: «لو كان جادا في طلبه لحضر هذه القمة، وطرح هذه المطالب على القمة». واعتبر المعلم أن الأسد في خطابه «مد يده لمن يريد من العرب وغير العرب، من أجل المساهمة في ايجاد حل للأزمة اللبنانية». وعندما سئل عن محاولات عزل سورية التي سبقت القمة تساءل المعلم «هل لمستم في هذه القمة من كان معزولا فيها؟»، مضيفا «كان عليكم ملاحظة من كان معزولا». من جهته رأى فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري في زيارة كوندوليزا رايس إلى المنطقة بالتزامن مع انعقاد القمة مؤشرا على «حصول انهيار في سياسات الولايات المتحدة في المنطقة». وتابع «يبدو أنها اتت لكي تؤكد لحلفاء أميركا في المنطقة، أن لديهم طرفا يمكن الاستناد إليه». وقال عن الوضع في لبنان إن «الأزمة لا يمكن حلها إلا من خلال اللبنانيين وبين اللبنانيين، وفي إطار المبادرة العربية ووفق صيغة لا غالب ولا مغلوب وفي إطار التوافق». وعبر مقداد عن أمله في أن «لا يسعى أحد إلى افشال القمة لأنه إفشال للجميع، والقمة تسير باتجاه النجاح»، مشيرا إلى أن هناك مزيدا من الجلسات في هذه القمة «ودمشق تلعب دورا إيجابيا وبناء في النقاشات القادمة، وفي كل ما يقود الى وحدة العرب، ودعم مواجهتهم للتحديات القادمة»، على حد تعبيره.