الخارجية الإيرانية لـ «الشرق الأوسط»: لا بد من تهدئة فورية في العراق لتفويت الفرصة على واشنطن

طهران تريد من الصدر تخفيف ظهوره في البصرة وبغداد وليس نزع سلاحه.. وضبط الأمن لتسريع خروج الأميركيين

TT

بعد إعلان إيران استياءها من قيام القوات الاميركية في العراق بأخذ بصمات الإيرانيين الذين يتوجهون الى كربلاء والنجف ومدن عراقية أخرى، دعت طهران أمس قوات جيش المهدي والقوات العراقية الى انهاء النزاع بينهما. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن إيران تعتبر الاشتباكات الأخيرة في العراق لا تجدي نفعا للشعب العراقي، وتطالب بإنهائها على وجه السرعة، وببذل كل الجهود لالتزام لغة الحوار، ومواصلة المحادثات. وأوضح حسيني أن حل مشكلات العراق أمر ممكن فقط في ظل أجواء حسن النوايا والتعامل الودي. ودعا الى التهدئة وضبط النفس، متابعا: ينبغي للشعب العراقي اجتناب الصراعات، والسعي الى إقرار الأمن في هذا البلد، وذلك بهدف تفويت اية فرصة يمكن ان يتذرع بها المحتلون لإدامة وجودهم اللامشروع في العراق. وأوضح المسؤول الإيراني ان استمرار الاشتباكات هو مطلب يحتاجه المحتلون، معربا عن أمله في أن تتمكن الحكومة العراقية من التغلب على المشاكل القائمة بالمشاركة مع الحركات العراقية الأخرى على أرضية من التعاون والتنسيق من أجل إعادة الأمن والاستقرار في العراق. من ناحيته، قال صادق زيبلاقلام المحلل السياسي والاكاديمي الإيراني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من لندن، إن طهران تريد ألا يصعد جيش المهدي مواجهاته ضد قوات الأمن العراقية، موضحا في الوقت ذاته ان طهران لن تدعم نزع سلاح جيش المهدي بالكامل. وتابع زيبلاقلام «إيران قلقة جدا من الوضع الحالي. السلطات الإيرانية ستحاول ان تفعل كل ما بوسعها من أجل وقف اطلاق النار بين الطرفين. فالحرب بين جيش المهدي من ناحية وقوات الحكومة العراقية بقيادة المالكي من ناحية اخرى ليست مجرد اقتتال داخلي في العراق، بل هو قتال داخل الأسره الواحدة وبين شقيقين، او هكذا ترى إيران الاقتتال. طهران لديها علاقات قوية جدا مع حكومة المالكي، وفي نفس الوقت كان لإيران علاقات وثيقة جدا مع مقتدى الصدر وعائلته تعود لعقود، وبالتالي طهران لا تري التطور الحالي بشكل إيجابي، وتحاول ان تقيم الوضع بين الاطراف المختلفة». وحول ما إذا كان الإيرانيون قد بدأوا يغيرون توجهاتهم من دعم الصدر الى دعم التيارات الشيعية الأكثر اعتدالا والحكومة العراقية، قال زيبلاقلام «اعتقد ان هذا قد يكون الوضع، خصوصا اذا رفض مقتدي الصدر ان يسير بحسب الرؤية الإيرانية، لكنني لا أعتقد أننا وصلنا الى هذه النقطة بعد». أعتقد ان الصدر وقيادات جيش المهدي ما زالوا يستمعون الى طهران. إيران، على الاقل في هذه المرحلة، لا ترى جيش المهدي خارجا على القانون او متشددا يجب القضاء عليه. لكن المتغير الذي حدث هو ان العلاقات بين الحكومة العراقية وطهران توثقت كثيرا، وباتت أكثر دفئا». وحول مطالب الحكومة الإيرانية من مقتدي الصدر خلال هذه الأزمة وما إذا كان من ضمن الطلبات ان يقوم الصدر بنزع سلاح جيشه، قال زيبلاقلام «بالتأكيد الإيرانيون يريدون من مقتدى الصدر ألا يهاجم قوات الحكومة العراقية، وأن يلتزم الهدوء بقدر الامكان، وان لا يتحدى حكومة نوري المالكي، وان يخفف من ظهوره في البصرة وبغداد. لكن لا أعتقد ان إيران ستمضي الى نهاية الطريق وتطلب من جيش المهدي نزع سلاحه تماما. فكما نعرف مقتدى الصدر وجيشه يعارضون اميركا، ومن هذه الزاوية لا أعتقد ان طهران سترغب في ان ترى نزع سلاح كاملا لجيش المهدي، لكن في الوقت نفسه إيران لا تريد ان ترى قوات الصدر تحارب حكومة نوري المالكي». وأوضح زيبلاقلام أن الموقف الإيراني يأتي في إطار استعداد إيران لمرحلة ما بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق، مشيرا الى ان طهران ستدعم الحكومة العراقية على أساس أنها ستكون الجهة الشرعية الوحيدة للتعامل بعد خروج الاميركيين.