في الذكرى الـ 32 ليوم الأرض.. فلسطينيو 48 يحذرون من نكبة ترحيل أخرى تبدأ بيافا

TT

حذرت قيادات المواطنين العرب في اسرائيل (فلسطينيو 48)، من تكرار نكبة الشعب الفلسطيني وترحيل عشرات وربما ألوف الفلسطينيين من وطنهم، بسبب سياسة حكومات اسرائيل، الرامية لنهب الأرض العربية وتهويدها.

وجاء هذا التحذير في سلسلة مظاهرات ومسيرات ومهرجانات جرت في المدن والبلدات العربية في سائر أنحاء اسرائيل، أمس وأول من أمس، بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين ليوم الأرض الذي يصادف اليوم.

ويوم الارض هو يوم 30 مارس (اذار) 1976 الذي انتفض فيه فلسطينيو 1948 ضد مصادرة اراضيهم من قبل الحكم العسكري الاسرائيلي الذي كان مفروضا عليهم. وقتل في هذا اليوم ستة متظاهرين فلسطينيين وجرح عشرات آخرين وذلك خلال مواجهات عنيفة مع رجال الشرطة والجنود الاسرائيليين في عدد من المدن والبلدات العربية.

وكان أحد أبرز نشاطات ذكرى يوم الارض، في مدينة يافا الفلسطينية العريقة، التي تحولت منذ بداية الخمسينات من القرن الماضي الى حي مهمل من أحياء تل أبيب. وتم اختيار يافا، حضنا لنشاطات يوم الأرض، لأول مرة منذ 32 عاما، بسبب المخطط الذي بدأت الحكومة الاسرائيلية بواسطة شركاتها ومؤسساتها البلدية في تنفيذه ويرمي الى ترحيل دفعة أخرى من السكان العرب واستبدالهم بسكان يهود.

وحسب اللجنة الشعبية لشؤون يافا، فإن اسرائيل أبادت عشرات الأحياء في المدينة بشكل منهجي منذ احتلالها عام 1948 ورحلت الغالبية العظمى من اهلها. ولم يبق في المدينة اليوم سوى 16700 نسمة، يواجهون خطة لهدم 497 بيتا من بيوت حي العجمي في المدينة، واخضاعها لمشروع بناء مساكن فخمة لرجال الأعمال اليهود. ويعني هذا المخطط اخلاء هذا الحي من العرب (يشكلون اليوم 80% من سكانه)، وترحيل وتشريد 3000 نسمة من فلسطينيي يافا (ما يعادل 18% من السكان). ويرى القادة في هذا المخطط اشارة لمخططات ترحيل اخرى تبيتها الحكومة ضد العرب، في اطار مشاريع التهويد، الرامية لتقليص عددهم وزيادة عدد اليهود في اسرائيل. لذلك تجندت جميع الأحزاب الوطنية في مظاهرة شقت شوارع يافا، وكانت نقطة الانطلاق لنشاطات احياء ذكرى يوم الأرض.

وطافت المظاهرة عددا من شوارع المدينة، ورفعت فيها شعارات تؤكد حق العرب بالبقاء والتطور في يافا، وانتهت بمهرجان خطابي، تولت عرافته، شمس كلبوني، عضو اللجنة الشعبية للدفاع عن الحق بالمأوى في يافا.

وكانت الكلمة الأولى لرئيس لجنة المتابعة، المهندس شوقي خطيب، الذي تحدث أولا باللغة العربية إلى سكان المدينة مشددا على ضرورة أن يتمسكوا بحقهم بالبقاء في وطنهم، ثم انتقل للتحدث بالعبرية إلى وسائل الإعلام ومتخذي القرارات محذرا من أن تل أبيب لن تحظى بالاستقرار والرفاهية إلا بضمان الاستقرار والرفاهية ليافا وأبنائها.

أما النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فأصدر بيانا قال فيه إن «حياة المواطنين العرب في يافا في مئات المنازل المهددة بالهدم لا يعني إلا أن هنالك مخططا خطرا لتنفيذ ترانسفير بحقهم». وأضاف «يافا ليست عقارات ولا هي احتياط رومانسي لأغنياء تل أبيب، إنما هي وطن لأهلها فيها ماض وحاضر ولا بد أن يكون هنالك مستقبل أيضا». وشارك في المظاهرة عشرات اليهود المناصرين للتعايش المشترك بين الشعبين، وتكلم باسمهم النائب اليهودي عن الجبهة الديمقراطية دوف حنين، الذي أكد شرعية النضال دفاعا عن يافا وطابعها، مشيرا إلى ما يتعرض له أبناء المدينة العرب من تضييق قومي ومدني واقتصادي ومشددا على أن القوى التقدمية اليهودية مطالبة بأخذ دورها معركة التصدي لمحاولات العنصرية والرأسمالية، طمس الطابع الحضاري والثقافي ليافا وتعهد «باسم هذه القوى بالا نسمح للسلطات بالاستفراد بالمواطنين العرب».

وقال النائب جمال زحالقة، عن التجمع الوطني، ان قضية العرب في يافا قضية وجود وهوية وليس مجرد بيوت وأملاك ولن نسمح بتكرار النكبة ضدهم مرة أخرى.

واعلن الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلامية، ان يافا ليست وحدها في المعركة، ولا في الخطر. ومثلما الأقصى مهدد فإن كل الوجود الفلسطيني مهدد وعلينا أن نأخذ أمورنا بأيدينا للدفاع عن هذا الوجود عن رمزه المقدس، الأقصى. وكانت الحركة الاسلامية والتجمع الوطني والجبهة الديمقراطية قد نظمت نشاطات خاصة بكل منها في ذكرى يوم الأرض. فالحركة الاسلامية رممت 11 مدرسة و11 مسجدا واستصلحت 7 دونمات أرض وغرست ألف شجرة زيتون في منطقة النقب. ونظمت الجبهة والتجمع  مسيرات وندوات واحتفالات بالمناسبة. وأصدرت المؤسسة العربية لحقوق الانسان بيانا أشارت فيه الى وجود ربع مليون نسمة في اسرائيل يعتبرون حاضرين غائبين، لأنهم لاجئون في وطنهم ولا يسمح لهم بالسكن ولا حتى بالوصول الى قراهم المهدمة.