المعارضة تراهن على الوضع الاقتصادي لإطاحة موغابي ومحللون يستبعدون تنحيه

الناخبون في زيمبابوي يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس وأعضاء البرلمان

TT

اقترع الناخبون في زيمبابوي أمس، لانتخاب رئيس جديد للبلاد، آملين انهاء عهد الرئيس روبرت موغابي، الذي يحكم منذ 28 عاما وأوصل البلاد الى انهيار اقتصادي كارثي، أدى الى بطالة أكثر من 80 في المائة من الشعب. واصطف الناخبون الذين يدلون بأصواتهم لاختيار برلمان جديد أيضا، منذ الصباح الباكر أمام مراكز الاقتراع. وبعد وقت قليل من فتح الصناديق، وقع تفجير في منزل مرشح من الحزب الحاكم، في اول حادث عنف يترافق مع الانتخابات. وقال المتحدث باسم الشرطة وايني بفودزيينا لوكالة رويترز، ان قنبلة انفجرت في منزل يخص مرشح حزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي «الجبهة الوطنية» الحاكم، في مدينة بولاوايو ثاني اكبر مدن البلاد. وأضاف ان الشرطة انتشلت عبوات ناسفة من منزل المرشح ولم تجر أي عمليات اعتقال حتى الآن، مشيرا الى ان الانفجار لم يؤد الى اي اصابات. وأعلنت الإذاعة الحكومية في وقت لاحق ان المنزل الذي تم استهدافه، هو منزل جوديث مكواندا وهي مرشحة برلمانية تنتمي لحزب زانو الحاكم، الذي يتزعمه الرئيس موغابي. ورفض موغابي البالغ من العمر 84 عاما وبطل استقلال المستعمرة البريطانية السابقة روديسيا، اتهامات المعارضة بحصول تزوير في الانتخابات. وقال بعد ادلائه بصوته في هراري: «ليس من عادتنا تزوير الانتخابات.. ضميري لن يرتاح لو مارست اي غش». وردا على سؤال حول فرص الفوز في الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية، والتي تشمل ايضا اعضاء مجلس الشيوخ، قال موغابي «سننتصر وسنفوز». ويواجه موغابي زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي رئيس حركة التغيير الديمقراطي، اضافة الى وزير المالية السابق المنشق عن حزب الرئيس سيمبا ماكوني، وكلاهما يراهنان على الوضع الاقتصادي الكارثي للبلاد لاطاحة حكم موغابي.

والرهان الاساسي في هذه الانتخابات هو اعادة بناء الاقتصاد المنهار، اذ بلغت نسبة التضخم مستويات خيالية بارتفاعها اكثر من مائة الف بالمائة، بينما زادت نسبة البطالة عن ثمانين في المائة وفقدت المواد الاساسية من المتاجر. ويقول كل من تسفانجياري، وهو نقابي سابق يشكل منذ فترة طويلة أكبر تهديد لموغابي، وماكوني وهو وزير مالية سابق، ان الكارثة الاقتصادية لن تنتهي الا اذا تم تغيير موغابي. وقال ماتياس شيموتسي الذي وصل قبل ساعات من فتح مكتب للاقتراع في احد ضواحي هراري لوكالة الصحافة الفرنسية: «انا هنا لأني جائع». وقال انه سيصوت لمصلحة «الرجل ذي الوجنتين المكتنزتين» تسفانجيراي. الا ان آخرين فضلوا اعطاء فرصة جديدة لموغابي لاصلاح الوضع، وقالت ادنا مانياما، وهي ام تعاني من البطالة انها ستمنح «الرئيس (موغابي) فرصة اخرى».

ويقول منتقدو النظام ان التدهور الاقتصادي الكبير الذي تشهده زيمبابوي، يعود الى الاصلاح الزراعي التي تم اعتماده بشكل متسرع في عام 2000 حيث تم توزيع الاراضي على مقربين من النظام ومزارعين صغار يفتقرون للخبرة والتجهيزات.

اما موغابي فيقول ان السبب يعود الى العقوبات التي فرضها الغرب على بلاده منذ انتخابات عام 2002 التي اعتبرت مزورة. وقد ركز حملته على رفض بريطانيا القوة الاستعمارية السابقة وحلفائها الذين يتهمهم بالرغبة في تحديد مستقبل البلاد. وقال في آخر تجمع انتخابي له أول أمس، إن «هذا هو تصويت ضد البريطانيين»، متهما المعارضة بأنها «مجرد دمية ناطقة بلسان البريطانيين».

وعدا عن التفجير الذي وقع صباحا، فقد اتسم اليوم الانتخابي أمس بالهدوء على الرغم من تنديد تسفانجيراي بوجود «مليون صوت مزور في مقاطعات اوزومبا ومارامبا وبفونغوي و33 مكتبا انتخابيا وهميا في مقاطعة ماشونالاد».

ومع ذلك عبر زعيم المعارضة تسفانجيراي عن ثقته بالفوز في الاقتراع. وقال لصحافيين بعد ادلائه بصوته في مدرسة ابتدائية في هراري ترافقه زوجته ان «النصر مضمون، رغم محاولات النظام زعزعة ارادة الشعب». واعتبر ماكوني أيضا انه يملك «فرصا جيدة جدا» للفوز.

وقد ألقت القوات الأمنية بثقلها وراء موغابي أمس، مؤججة اتهامات المعارضة بأنه سيستغل سلطته كرئيس للبلاد من اجل تزوير الانتخابات. ورفض النظام حضور مراقبين اوروبيين واميركيين، ودعا مجموعة التنمية في افريقيا الجنوبية والاتحاد الافريقي والدول الصديقة.

وتعاني زيمبابوي حاليا من أسوأ معدل تضخم في العالم، ويبلغ 100 الف في المائة، ومن تفشى فيروس «اتش.اي.في» المسبب لمرض الايدز، ومن عملة عديمة القيمة بشكل فعلي ونقص مزمن في الطعام والوقود. ولكن على الرغم من ذلك، فإن قلة من المحللين يتوقعون ان يتم استبعاد موغابي بعد الانتخابات. ويقولون انه يمسك بزمام السلطة بشكل صارم من خلال مزيج من الحملات الأمنية الصارمة وترويع منافسي الحزب الحاكم ونظام محكم للمحاباة. ويقولون ان انقسام المعارضة قد يجعل فرص موغابي في الفوز افضل أيضا. وإذا لم يفز أي مرشح بأكثر من 51 في المائة من الاصوات اليوم فستجرى جولة اعادة حيث سيتحد حزبا المعارضة على الارجح. ويقول المحللون ان موغابي سيبذل قصارى جهده لمنع حدوث ذلك، بما في ذلك تزوير الانتخابات.