هيلاري ترفض الانسحاب من السباق

تلميحات بإمكانية ظهور مرشح ثالث غير أوباما وكلينتون

TT

رفضت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون دعوات الانسحاب من السباق لصالح منافسها باراك اوباما الذي يتقدم عليها بعدد المندوبين المنتخبين، وأصرت على استكمال السباق حتى النهاية، وذكرت أن زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون لم يحسم السباق إلا في شهر يونيو (حزيران) ولم يضمن الحصول على تسمية حزبه إلا في الولايات الاخيرة. وطلب مؤيدون لأوباما من كلينتون الانسحاب لان بقاءها في السباق يهدد الحزب بالانقسام، وقالوا ان السبيل الوحيد المتبقي لها للفوز بتسمية الحزب هو عبر اصوات المندوبين الكبار الذين سيحسمون اسم الفائز في مؤتمر الحزب الذي يعقد بين 25 و28 أغسطس (آب) المقبل في دنفر في ولاية كولورادو. وقال السناتور باتريك لاهي أمس الاول إن «على كلينتون ان تتجنب ما يمكن أن يتحول الى معركة دموية وعقيمة عبر انسحابها الان من السباق». وطالب مسؤولون آخرون في الحزب الديمقراطي بانهاء المعركة بأسرع وقت ممكن لان الحزب لا يمكن ان يتحمل ان يتلهى بالمعركة بينما الحزب الجمهوري اختار مرشحه، جون ماكين، وبدأ بخوض معركة الرئاسة. وحاول رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي هوارد دين تهدئة القلق المتزايد من انقسام الحزب، واقترح ان يكون يوم 1 يوليو المهلة الاخيرة قبل التوصل الى الاتفاق على اسم مرشح الحزب، تفاديا للوصول الى مؤتمر الحزب في أغسطس (تموز) من دون مرشح واضح. وقال: «لا نريد ان يتحول هذا الامر الى صراع كبير داخل مؤتمر الحزب. سيكون من الجيد لو نتفق على اسم المرشح بحلول الاول من يوليو، بعد شهر من انتهاء آخر انتخابات تمهيدية في 3 يونيو (حزيران)».

وأمام إصرار كلينتون على البقاء في السباق ورهانها على ولاية بنسلفانيا التي تجري الانتخابات التمهيدية فيها في 22 أبريل (نيسان)، وهي تعتبر من الجوائز الكبرى اذ تعطي 150 مندوبا، يبدو ان صبر اوباما قد بدأ بالنفاد. وعبر أمس عن نفاد صبره من عدم حسم السباق عندما شبه بين الجد والمزاح «الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي بالفيلم الجيد... مع ثلاثين دقيقة بالزائد». وترفض كلينتون الانسحاب لانها تراهن على الفوز بولاية بنسلفانيا، الا انه على الرغم من فوزها المحتمل في هذه الولاية فان حظوظها بالتقدم على اوباما ستبقى ضئيلة. وقد تضاءلت اكثر أمس مع اعلان السيناتور الديمقراطي الوحيد في الولاية دعمه لاوباما، فيما تحظى هي بدعم حاكم الولاية إد ريندل ورئيس بلدية بيتسبرغ لوك رافنسنتال. الا ان دعم السيناتور بوب كيسي لأوباما تحمل دلالات كبيرة قد تساعد على التخفيف من خسارته في هذه الولاية، كونه يتمتع بشعبية كبيرة لدى الطبقة الفقيرة والطبقة العاملة التي تميل عموما لكلينتون. ورجح البعض ان يظهر مرشح آخر غير اوباما وكلينتون في اللحظة الاخيرة ويعلن ترشحيه، في حال استمر الصراع بينهما حتى النهاية، وقد اقترح بعض البرلمانيين الديمقراطيين اسم المرشح السابق للرئاسة آل غور لهذا الدور، علما ان آل غور نفسه لم يستبعد خوضه التجربة مرة أخرى، فقد قال في ديسمبر (كانون الاول) الماضي: «لا استبعد العودة الى الحلبة السياسية في المستقبل. لا تتوقعوا ذلك لكن ان عدت فسيكون ذلك كمرشح الى الرئاسة». ويبدو أنه في الوقت الحاضر يستطلع آراء شخصيات نافذة في الحزب.

وكان البرلماني تيم ماهوني من ولاية فلوريدا هو اول من طرح علنا ان يتوج آل غور في نهاية المطاف خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي لخوض السباق الرئاسي. وقال لشبكة الصحف المحلية «سكريبس»: «اذا استمر السباق الى حين انعقاد المؤتمر، يجب الا نندهش برؤية شخص اخر غير اوباما او كلينتون على رأس اللائحة».

إلا ان محللين آخرين يعتبرون أن اختيار مرشح ثالث شبه مستحيل. فالانتقادات تصب اليوم على الحزب الديمقراطي بانه لن يكون ديمقراطيا اذا صوت مندوبوه الكبار لصالح مرشح آخر غير الذي اختاره الشعب، فكيف بالاحرى اذا اختار مرشحا ثالثا جربه الحزب فيما مضى وخسر معركة الرئاسة أمام منافسه الجمهوري؟