الجزائر: مفتش جمارك ساعد إرهابيين

في تهريب سيارة استعملت في عملية انتحارية

TT

أصدرت محكمة جنايات بومرداس شرق العاصمة الجزائرية، أحكاما غيابية بالاعدام ضد 15 عضوا بالجماعات المسلحة، فيما كشفت تحريات مصالح الأمن حول تفجير انتحاري دمر مبنى للشرطة مطلع العام الجاري، عن تواطؤ مفتش بالجمارك في تهريب سيارة استعملت في التفجير.

ذكر مصدر قضائي أن محكمة بومرداس عالجت أول من أمس، ثلاثة ملفات ثقيلة تتعلق بالارهاب حيث أدانت 15 شخصا متورطا فيها، بتهمة «إنشاء جماعة إرهابية» و«الاختطاف بغرض طلب فدية» و«القتل العمدي». وأوضح المصدر أن «قادة إرهابيين» يوجدون ضمن المدانين بالاعدام، والذين يوجدون حاليا في صفوف تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب».

وجرت أطوار المحاكمة دون محامين، حيث رفضت نقابة المحامين «مبدئيا» تكليف أي عضو منها للدفاع عن المتهمين، بدعوى أن أفعالهم «ألحقت أضرارا بالشعب الجزائري». وضمت القضية الأولى تسعة مسلحين، أبرزهم عبيدي عبدي المعروف بـ«حمزة» الذي ذكرت مصادر غير رسمية أن مصالح الأمن قتلته في كمين الشهر الماضي. وينسب لـ«حمزة» التفجير المزدوج الذي دمَر مقرين أمنيين شرق العاصمة نهاية 2006، خلف أربعة قتلى والعديد من الجرحى وخسائر مادية كبيرة. ويرد في نفس الملف، إسم إرهابي بارز يجري البحث عنه منذ سنوات طويلة. ويتعلق الأمر بـ«يحي أبو الختمة» واسمه الحقيقي عمر بن تيطرواي، الذي تشير إليه تحريات مصالح الأمن على أنه أحد مقربي القائد العام لتنظيم القاعدة عبد المالك دروكدال، الشهير بـ«أبي مصعب عبد الودود». وقال نفس المصدر أن الملف الثاني يتناول نشاط مجموعة مسلحة، يقودها شخص يسمى عبد الرحمن بوزقزة (28 سنة). وتتناول أوراق الملف أيضا شابين نجيا من كمين لمصالح الأمن قبل شهرين، هما الوناس حمزاوي ورياض طوطاوي. وفي الملف الثالث، يوجد إسمان بارزان في العمل الارهابي، يجري البحث عنهما منذ التحاقهما بمعاقل «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» سابقا، عام 1999 أحدهما اشتهر باسم «القعقاع» يبلغ 48 سنة. وارتبطت أسماء الأشخاص المدانين بالارهاب، بغالبية أعمال التفجير واختطاف الاثرياء، ونصب الكمائن لرجال الأمن بغرض اغتيالهم بـ«المنطقة الثانية» في هيكل القاعدة التي تضم ثلاث ولايات تقع كلها شرق العاصمة، هي بومرداس وتيزي وزو والبويرة.

وفي سياق متصل، أفاد مصدر أمني أن تحريات أجرتها مصالح الأمن حول عملية تفجيرية نفذتها القاعدة في يناير (كانون الثاني) الماضي، كشفت تواطؤ مفتش من جمارك ميناء الجزائر العاصمة مع إرهابيين. حيث ساعدهم في تزوير وثائق سيارة تم استيرادها من بريطانيا، واشتراها إرهابيون وعبأوها بالمتفجرات لتدمير مبنى الشرطة في مدينة الثنية (50 كلم شرق العاصمة). وقد خلفت العملية ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى وتحطيم منازل سكان المدينة. وذكر المصدر أن قاضي التحقيق وجه تهمة الارهاب لـ25 شخصا، يوجد من بينهم زعيم القاعدة «أبو مصعب عبد الودود» الذي يشير إليه التحقيق بأنه مدبر التفجير الانتحاري.