زيمبابوي: تأهب أمني وإعلان جزئي لنتائج الانتخابات

المعارضة أعلنت فوزها واتهمت السلطة بتأخير النتائج لـ«تزويرها» لمصلحة موغابي

مواطنان في العاصمة هراري يتابعان نتائج الانتخابات عبر الراديو (أ.ب)
TT

أعلنت السلطات الزيمبابوية صباح امس اولى نتائج الانتخابات العامة التي جرت السبت بعد اتهامها بالمماطلة لتزويرها لصالح الرئيس المنتهية ولايته روبرت موغابي. وانتشرت قوات مكافحة الشغب في هراري قبل ان تعلن النتائج الجزئية مفيدة عن فوز كل من حركة التغيير الديمقراطي (المعارضة) والاتحاد الوطني الافريقي ـ زيمبابوي الجبهة القومية (الحاكم) بثلاثة مقاعد، اي الستة المعلنة، من اصل 210. واعلن المتحدث باسم اللجنة الانتخابية اوتويل سيلايغوانا للصحافيين ان الحزب المعارض فاز بأول مقعد يمنح في دائرة شيغوتو وست الجديدة التي تبعد نحو مائة كلم غرب هراري. ويأمل زعيم حركة التغيير الديمقراطي مورغن تسفانجيراي الذي تعرض للضرب بأيدي الشرطة خلال السنوات الماضية وأخلي سبيله اثر محاكمته بتهمة الخيانة، في الفوز على موغابي في اول انتخابات رئاسية تجري للمرة الاولى بالتزامن مع التشريعية والنيابية (مجلس الشيوخ) والبلدية.

واتهمت حركة التغيير الديمقراطي اول من امس اللجنة الانتخابية بتعمد تأخير اعلان النتائج لتزويرها لصالح موغابي (84 سنة) الذي يتطلع الى ولاية سادسة في روديسيا البريطانية سابقا التي يحكمها منذ الاستقلال سنة 1980.

واعلنت المعارضة الاحد فوزها في الانتخابات العامة واتهمت السلطة بتأخير النتائج الرسمية لـ«تزويرها» لمصلحة الرئيس روبرت موغابي.

واعلن امين عام الحركة تنداي بيتي لوكالة الصحافة الفرنسية ان «موغابي خسر هذه الانتخابات وانهم يراجعون النتائج من الصفر لتزويرها لصالحه».

ورغم تحذيرات الحكومة التي ترى في اي مطالبة قبل اعلان النتائج محاولة انقلاب، اعلنت حركة التغيير الديمقراطي فوزها في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في اكبر مدينتين في البلاد وهي هراري وبولاوايو (غرب).

ووضعت قوات الامن في حالة استنفار قصوى في كافة انحاء البلاد خشية اندلاع موجة من اعمال العنف على غرار التي وقعت في كينيا في ديسمبر (كانون الاول) اثر انتخابات مطعون في نزاهتها.

وانتشرت قوات شرطة مكافحة الشغب بهراواتها ودروعها الاثنين في هراري حيث يسود الهدوء بينما يتوجه السكان الى اعمالهم. واعتبرت مجموعة تنمية افريقيا الجنوبية التي تضم 14 بلدا من المنطقة تلك الانتخابات «سلمية وذات مصداقية» لكنها انتقدت تهديد قوات الامن التي اعلنت انها ستحول دون تغيير النظام. وندد تسفانجيراي اول من امس بادراج اسماء الاف الناخبين الوهميين على اللوائح الانتخابية في حين اعرب عدد من الجمعيات المحلية عن خشيته من تزوير الاقتراع. ولم تحد دول الجوار عن موقف معتدل ازاء الرئيس موغابي رغم ركود اقتصادي ادى الى تضخم يتجاوز اكثر من الف في المائة بالسنة. ويحمل بطل الكفاح من اجل الاستقلال واكبر القادة الافارقة سنا، العقوبات التي يفرضها الغرب منذ اعادة انتخابه عام 2002، مسؤولية الوضع الاقتصادي وركز حملته على رفض بريطانيا وحلفائها. ورفضت هراري التي ابدت شحا في منح اعتمادات للصحافة الاجنبية، انتشار مراقبين اوروبيين او اميركيين في حين دعت مراقبين من مجوعة تنمية افريقيا الجنوبية والاتحاد الافريقي ودول صديقة مثل الصين او فنزويلا. واعتبرت الانتخابات التى كانت سلمية لحد كبير بوصفها تصويت أساسا على الفوضى الاقتصادية التى أوجدتها سياسات موجابي الشعبية التي أدت لمعدل تضخم من ستة أرقام وحالات نقص حادة في الغذاء والوقود والدواء. وقال فريق مراقبين من منظمة تنمية الجنوب الأفريقي التي تضم 14 دولة أن الانتخابات كانت سلمية وذات مصداقية رغم عدد من الملاحظات.وقد تعهد موغابي الذي أعلن ثقته في الفوز بفترة رئاسة جديدة مدتها خمس سنوات باحترام رغبات الناخبين في زيمبابوي ولكنه أيضا أعلن مؤخرا أن حزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطي لن تتولى الحكم مطلقا. وفي برلين أعربت ألمانيا عن الارتياح امس من الطبيعة السلمية للانتخابات التي جرت في زيمبابوي اول من أمس ولكنها أعربت في الوقت ذاته عن القلق حيال البطء في عملية فرز الأصوات. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن التأخير في فرز الأصوات يمكن أن يثير تساؤلات حول وقوع عمليات تلاعب. وناشدت ألمانيا أولئك المسؤولين في زيمبابوي على ضمان أن تختتم عملية الفرز بسرعة وشفافية على أن تجرى في أسلوب مناسب.