قيادي في ميليشيا «جيش المهدي» يروي يومياته في القتال بالبصرة

أفادلـالشرق الأوسط»: نتحرك وفق خطط عسكرية مدروسة ونوزع المؤن والعتاد على المقاتلين

مسلحون من ميليشيا جيش المهدي يرددون شعارات ضد الحكومة العراقية والقوات الاميركية في مدينة الصدر ببغداد امس (رويترز)
TT

كان احمد، ابو مرتضى، متفائلا بسقوط نظام صدام حسين في العام 2003 بعد ان سجن بتهمة انتمائه لحركة السيد محمد صادق الصدر في العام 1995 وتشريده وعائلته خارج العراق ثماني سنوات، لكنه بقي مشردا ايضا بين مكاتب التشغيل بحثا عن عمل لم يجده وقوت لم يجلبه لأطفاله الخمسة في البيت.

انتمى احمد لميليشيا «جيش المهدي» التابع للتيار الصدري بعد سقوط النظام، ويقول ابو مرتضى لـ«الشرق الاوسط» انه انتمى لـ«جيش المهدي» باعتباره جيشا عقائديا «ينادي بما نادى به السيد محمد صادق الصدر».

ويقاتل ابو مرتضى الان في صفوف «جيش المهدي» في محافظة البصرة، ويؤكد لـ«الشرق الاوسط» في مكالمة هاتفية ان النصر حليف هذا الجيش ضد القوات النظامية. وقال انه ومنذ سبعة ايام لم يلتق بأهله واطفاله الخمسة وقد نساهم تماما في خضم المعركة التي تدور رحاها في أزقة وأحياء المدينة الجنوبية، واضاف ان «مقاتلي جيش المهدي يحملون من العزم والقوة ما لا يحمله أي مقاتل آخر لانه مؤمن بما يقوم به وسيقاتل حتى النفس الاخير»، وأكد انه لشرف كبير له ان يموت في سوح القتال على ان يموت على فراشه بين اهله لأن العقائد التي تربى عليها منذ سنوات تؤهله لهذا النوع من الموت.

وحول العتاد والأرزاق التي توزع لمقاتلي «جيش المهدي» وهل ان هناك قيادات تحركه عسكريا، قال ابو مرتضى، وهو واحد من قيادات هذا الجيش «كلنا خدم في جيش الامام المهدي، وكما ان للقوات التي قدم بها المالكي لمحاربتنا اركانا وضباطا فلدينا اركان وضباط وتحركاتنا العسكرية دفاعا عن النفس تتم بخطط عسكرية مدروسة، وان لدينا من المؤن والعتاد ما يكفي للقتال والمطاولة فيه حتى تحقيق النصر، أي ان لدينا هرمية جيش كما لكل الجيوش النظامية ولدينا سرايا خاصة تقوم بتوزيع الطعام والعتاد». واشار ابو مرتضى الى ان العشائر المهمة في مدينة البصرة قد انتمى ابناؤها الى التيار الصدري و«جيش المهدي» وان اغلب الطعام الذي يوزع على المقاتلين يأتيهم من قبل الاهالي «لانهم يشعرون ان جيش المهدي هو من يحميهم من القتل والعصابات»، مؤكدا ان «العديد من ابناء الحرس الوطني سلموا انفسهم لمكتب الشهيد الصدر وبدأوا بمساندة جيش المهدي». وقال ابو مرتضى إن القتال الدائر الان في البصرة وحصل على اساسه التصعيد في بغداد وباقي محافظات الجنوب والوسط السبب الرئيس فيه هو حكومة المالكي «لانها صرحت انها جاءت لقتال العصابات الضالعة في التهريب والمخدرات بينما الواقع يقول انها جاءت لقتال التيار الصدري في المحافظة استعدادا للانتخابات القادمة». واكد ابو مرتضى ان اسماء سيعلن عنها «جيش المهدي» ستكشف اسماء المتورطين في تلك العصابات «التي لها احزاب وانتماءات حكومية»، وان بعض تلك العصابات قد تم تصويرها بالفيديو ايضا. واضاف ان «جيش المهدي هو المسيطر على الاوضاع في البصرة الان والمعارك تدور في كل مناطقها خصوصا في مناطق الحيانية والجمهورية والاصمعية والتنومة و5 ميل وابو الخصيب» مشيرا الى ان الطيران الاميركي هو من يساند القوات الحكومية، وقال «نريد من كل عراقي ان يعرف ان المحتل يقاتل الى جانب المالكي ضد التيار الصدري ولكنهم لا يعلمون ان عناصر جيش المهدي هم المنتصرون لانهم اصحاب عقيدة».

بقي ان نقول ان ابو مرتضى من مواليد 1960 ولديه سبعة اشقاء هم ايضا لم يجدوا عملا مناسبا لهم وتولدت لديهم قناعات بان الحكومة الحالية لا تختلف عن الحكومات السابقة «فجميعها لا تخدم الشعب»، واختتم قائلا إن هناك من يناديه للالتحاق بالقتال لذا عليه ان ينهي المكالمة.