مناطق التماس في غزة عرضة لعمليات مداهمة إسرائيلية

اشتباك بين «سرايا القدس» وقوة إسرائيلية

TT

قبل أن يخيم الليلُ على المنطقة يندفع خالد، 31 عاماً، مشياً على الأقدام نحو الغرب صوب مدينة دير البلح وسط القطاع للمبيت عند أحد اقاربه. فهذا الشاب المتزوج وله خمسة أولاد لم يعد قادراً على تحمل ما يتعرض له الناس في مناطق التماس التي تقع بالقرب من الخط الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة من عمليات اعتداء منهجية يقوم بها عناصر الوحدات الخاصة الإسرائيلية. ويقول خالد الذي لا ينتمي لأي تنظيم سياسي فلسطيني لـ«الشرق الاوسط» إن عناصر الوحدات الخاصة يتسللون الى المنطقة مع منتصف الليل حيث يقومون بجمع الرجال وتحديداً الشباب واقتيادهم الى مراكز تحقيق تقع في الشرق من الخط الفاصل، حيث يتعرضون هناك لعمليات تحقيق صعبة. ويضيف خالد أن محققي جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية (الشاباك) يحققون مع كل الناس الذين يتم القاء القبض عليهم حول تحركات الناشطين في المنطقة وممارسة الضغط عليهم من أجل تقديم معلومات عنهم. ولأن معظم عمليات إطلاق القذائف الصاروخية على المستوطنات اليهودية تتم من مناطق التماس، فإن القوات الاسرائيلية تبدي اهتماماً كبيراً بمحاولة جمع معلومات عن تحركات المسلحين الفلسطينيين بغية إحباط عملياتهم. سليم، 25 عاماً، يقطن في التخوم الشرقية لمدينة دير البلح بالقرب من الخط الفاصل مع إسرائيل. ويقول إن عناصر الوحدات الخاصة ينهالون بالضرب على كل من يتم القاء القبض عليه طوال الطريق الى مركز التوقيف. مصادر أمنية فلسطينية ذكرت لـ«الشرق الاوسط» أن الوحدات الخاصة كثفت عمليات المداهمة في الآونة الأخيرة على مناطق التماس واحتجزت الآلاف من الفلسطينيين لفترات قصيرة بغية الحصول على معلومات استخبارية لمساعدة الجيش الإسرائيلي في إحباط عمليات المسلحين وتوظيفها أيضاً في أي عملية اجتياح واسعة لقطاع غزة. وأشارت المصادر الى أن عناصر الوحدات الخاصة يقومون بنصب كمائن مسلحة لعناصر المقاومة الذين يتمركزون في المنطقة أو يحاولون زرع عبوات ناسفة بالقرب من الشوارع التي تسلكها دوريات الجيش الاسرائيلي الراجلة والمتحركة. على صعيد آخر، أعلنت «سرايا القدس» ـ الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ان مقاتليها تصدوا لقوةٍ إسرائيلية خاصة توغلت في محيط معبر كوسوفيم إلى الشمال الشرقي لمحافظة خان يونس. وقالت السرايا في بيان لها «إن اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتليها في محيط كوسوفيم مع قوة صهيونية خاصة». وأوضحت السرايا أنها استهدفت القوة الخاصة بالسلاح المتوسط وإطلاق ثلاث قذائف هاون باتجاهها؛ مشيرةً إلى أن القوة انسحبت من المنطقة «بعد أن حقق فيها مجاهدوها إصاباتٍ مباشرة، استدعت تدخل طائرات أباتشي التي فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة بشكلٍ عشوائي في المنطقة».

من ناحية ثانية، ذكرت دائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير الفلسطينية أن القوات الاسرائيلية قتلت خلال الشهر الجاري 121 مواطنا فلسطينياً بينهم 15 طفلاً و6 نساء.