جنبلاط: القمة العربية كانت باهتة وافتقدت الرؤية السياسية والكلام الصادر عن وليد المعلم لا يصرف في أي مكان

حمل على النظام السوري وأشاد بالمملكة العربية السعودية

TT

اعتبر رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي «ان أقل ما يقال في قمة دمشق أنها قمة باهتة افتقدت، إلى جانب التمثيل الرفيع للدول العربية الرئيسية، الرؤية السياسية التي يفترض أن ترسمه القمم العربية لتقدمها إلى الشعوب العربية بما يتلاءم مع طموحاتها وتطلعاتها السياسية. فهذه القمة الباهتة، كما مضيفيها، لم تحقق أي تقدم يذكر في أي من الملفات الاشكالية الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية والعراق ولبنان، وللنظام السوري في كل من هذه الملفات صولات وجولات من التخريب والتعطيل وتعميق الانقسام والتشرذم».

وقال: «على رغم كل الجهود التي بذلها النظام السوري، سواء من خلال التهديد بالندم لكل الدول المتغيبة الذي كان أطلقه منذ أسابيع (نائب الرئيس السوري) فاروق الشرع، مرورا بالاتهامات الرخيصة التي أطلقت بحق بعض القوى بعمالتها للأميركيين، وصولا إلى اللجوء إلى الفتاوى الدينية لتأمين الحضور الأوسع، وما إلى ذلك من الأساليب الملتوية التي لطالما امتهنها النظام السوري طوال عقود من الزمن، رغم من كل ذلك لم تكن القمة كما أرادها البعض لتبييض صفحة نظامه وإعادة تعويمه تمهيدا لفك عزلة قاسية فرضها على نفسه من خلال سياساته السلبية على مختلف المستويات ». وأضاف: «غريب أمر النظام السوري، أليس هو من أعلن بعد انتهاء القمة أن كل الذين شاركوا في أعمالها، مهما اختلفت مستويات تمثيلهم ساهموا في نجاحها»؟ فكيف توجه اتهامات بأن بعض الدول العربية عميلة للأميركيين وأنها كانت تسعى من خلال خفض تمثيلها الى افشال القمة خدمة للمشروع الأميركي؟ وتابع: «لقد تحدث (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم عن الأزمة اللبنانية قائلا إن الحل هو لبناني ـ لبناني، فهل يظن أن أحدا لا يزال يصدق هذا الكلام المنمق في الشكل والفارغ في المضمون؟ وهل يظن أن الاستخفاف بالعقول هو الطريقة الأنجع نحو تحقيق الأهداف؟ ألا يعلم القاصي والداني أن النظام السوري هو الذي يعرقل حل الأزمة السياسية في لبنان؟ ألم يجهض النظام السوري وبعض الأطراف اللبنانية الداخلية المتحالفة معه كل المبادرات السياسية؟ ألم يقفلوا المؤسسات ويعلقوا العمل بالدستور؟ ألم يتنصلوا من مقررات الحوار وعلى رأسها المحكمة الدولية لإنقاذ هذا النظام المتورط؟ ألم يفشلوا معالجة السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات والتبادل الدبلوماسي وترسيم الحدود وكل الأمور الأخرى؟ ألم يستبح النظام السوري الحدود من خلال تهريب السلاح، ومن خلال تصدير «فتح الاسلام» إلى لبنان ومن خلال التعدي على شبكات الهاتف الخليوي اللبنانية؟» وسأل جنبلاط: «ماذا عن فلسطين؟ ألم يسع النظام السوري الى تعميق الانقسام الفلسطيني ويجهض اتفاق مكة وربما إعلان صنعاء اخيراً؟ ألم يشجع الأطراف الفلسطينيين على الاقتتال الداخلي ليمسك بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل لتبقى له ورقة تفاوض يعزز بها وجوده وصفقاته المنتظرة؟ ألم يسبق لهذا النظام أن نكل بقيادات وطنية فلسطينية وتعرض لها بأساليب مختلفة؟ أليس تصدير الارهاب إلى العراق يصب في الخانة نفسها، وهو ما يدركه تماما العراقيون دون أي التباس يذكر؟».

ورأى «إن هذا الكلام الفارغ الصادر عن وليد المعلم لا يصرف في أي مكان. بل إنه بات معلوما على المستوى العربي ككل أن هذا النظام لا عمل له سوى التخريب المنظم والممنهج لساحات الجوار. وإذا كانت القمة قد تحدثت عن ضرورة التصدي للإرهاب فحري بها البدء بمواجهة إرهاب النظام السوري فهذا النظام هو العنوان الأول للارهاب ولا بد من محاربته وإسقاطه». وفي المقابل، قال جنبلاط: «أما بالنسبة الى الموقف السعودي المشرف الذي لطالما وقف إلى جانب لبنان واللبنانيين جميعا دون تفرقة أو تمييز بين أحزاب أو مذاهب أو تيارات، والذي لطالما قدم الدعم السياسي والاقتصادي والاجتماعي الى لبنان في أحلك الظروف تعزيزا لصمود الشعب اللبناني، فهو موقف ليس بجديد. فلخادم الحرمين الشريفين وقفات مشرفة مع اللبنانيين منذ أمد طويل، وللمملكة دورها الرئيسي في اتفاق الطائف الذي أكد نهائية لبنان وعروبته وثبت صيغة المشاركة السياسية فيه على أساس المناصفة. وأتى كل ذلك بعد حرب طويلة أيضا واكب كل محطاتها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذي لطالما كان حاضرا لبذل الجهود الممكنة لحل الأزمة اللبنانية».

وأضاف: «وحتى خلال حرب تموز (يوليو) 2006، لم تقصر المملكة العربية السعودية في دعم لبنان لإعادة النهوض من خسائر الحرب المدمرة. كما أنها لطالما دعمت العملة الوطنية اللبنانية ومنعت انهيارها. لقد أكدت المملكة من خلال قيادتها وعبر سفيرها في بيروت (د. عبد العزيز خوجة) أنها على مسافة واحدة من اللبنانيين وأن لا مصلحة مباشرة لها في لبنان أو أنها تريد تحويله إلى ساحة نفوذ كما يسعى البعض الآخر. لقد استقبلت المملكة واحتضنت جميع الأطراف اللبنانيين انطلاقا من سياستها المتوازنة التي تؤكد فيها أنها تريد الخير والاستقرار للبنان. لقد صمد اللبنانيون طويلا بفعل إرادتهم الصلبة وإصرارهم على حب الحياة وثقافة الانفتاح، ولقد دعمتهم في ذلك دول الاعتدال العربي التي تريد مساعدة لبنان على ممارسة حقه في السيادة والحرية والاستقلال. وهو المسار الذي سنسير عليه مهما بلغت الصعاب..