انخراط كامل في المحور السوري ـ الإيراني.. وطموح هدام لا يرى إلا كرسي الرئاسة

قراءة نواب الأكثرية لتصريحات عون «الموالية» لدمشق

TT

استغرب نواب من الاكثرية البرلمانية اللبنانية «استغراب» رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «الموقف السعودي الذي حمّل المعارضة مسؤولية عدم تنفيذ المبادرة العربية». كما وجدوا في مواقفه التي أعلنها اول من أمس، سواء لجهة اعتباره قمة دمشق «ناجحة» او لجهة اعتباره قرار الحكومة عدم المشاركة في القمة «تنفيذاً لما يطلب اليها من الخارج»، «انخراطا كاملا في المحور السوري ـ الايراني وليس فقط تقاطع مصالح مع هذا المحور سعيا الى كرسي الرئاسة». ويقول النائب مصباح الاحدب: «ميشال عون لا يقرر اذا كان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة شرعيا ام لا. الدستور يقرر. واذا اعتبر عون ان هناك حماية عسكرية تسمح له حاليا بتجاوز الدستور، نذكره بأن لا لزوم لخبير دستوري ليعرف ان الدستور يتجاوز الفراغ، وبالتالي ينص على ان السلطة الوحيدة الشرعية التي يجب ان يتم التعامل معها هي الحكومة اللبنانية التي يرأسها فؤاد السنيورة، وليس حكومة السنيورة كما يطيب له ان يردد. كما نذكّره بان رئيس مجلس النواب نبيه بري طلب من رئيس هذه الحكومة الذهاب الى دمشق والمشاركة في القمة التي دعي اليها من قبل السلطة في سورية بصفته رئيساً شرعياً لحكومة شرعية. من هنا عون لا يقرر في هذا المجال».

ويضيف: «ليت سورية وايران اللتين يعتز عون بتحالفه معهما تتصرفان مع لبنان كما تفعل السعودية من خلال تعاملها مع الدولة الشرعية، وليس مع حكومة السنيورة بشخصه. السعودية اعادت اعمار نصف جنوب لبنان ان لم يكن أكثر عبر المصرف المركزي. ليت ايران تضع هباتها في المصرف المركزي لتتعاون مع لبنان وتدعمه بشفافية وعبر القنوات الرسمية». ويؤكد الاحدب أن «لا عقدة لدى قوى 14 آذار في التعامل مع إيران الدولة الشيعية. لكن العقدة هي في التعامل مع دولة تشكل خطا متطرفا يتعاون مع التطرف السني ويريد تغيير الوضع سواء في لبنان او العراق او فلسطين او اينما استطاع». ويضيف: «نربأ بالجنرال عون، الذي يقول انه قدم تضحيات في الماضي، من التحول الى أداة للجهة التي تمارس تقنية التخريب لإمرار مشاريعها».

أما النائب عزام دندشي فقال: «يوما بعد يوم يثبت العماد ميشال عون انه منخرط بشكل كامل في المحور السوري ـ الايراني الذي يؤمن مصالحه عبره». وأضاف: «كنا نتوقع سابقا ان تقتصر سياسة عون المعارضة على تقاطع المصالح. لكن يبدو انه لم يعد غريبا ان يرفع نصب له في ساحة الامويين او في إحدى ساحات طهران، فهو يؤمن مصالح هذين الطرفين».

ورد «تصريحات عون المتطرفة الى طموح هدام لا يرى امامه الا كرسي الرئاسة على حساب مصالح لبنان واستقلاله وسيادته».

اما النائب الياس عطا الله فيقول: «يذهل اي مواطن لبناني من مواقف عون التي تعكس هذا الشعور بالارتياح لما لحق بلبنان من تطاول وأذى وتغييب للمرة الاولى عن مؤتمر قمة منذ تأسيس القمة. ولا يحسب ان ذلك يولد شعورا بالغصة. ففي حين ترهن السعودية ومصر والاردن حضورها ليس على الخلافات العربية وانما على حضور الرئيس المسيحي اللبناني لأنه يمنح المشهد العربي تنوعا وتعددية مقابل ما يشكله البعض من انغلاق وصوت واحد مستنسخ، نجد في لبنان من تتملكه مشاعر الغبطة وروح الشماتة لغياب بلاده». ويضيف: «مع ذلك نجد اصواتا داخلية، والاغرب انها مارونية، تهلل لنجاح عدوانية سورية ومنع وصول رئيس (ماروني) يستطيع ان يمثل بلاده في القمة العربية وفي لحظة هي الاخطر عربيا ولبنانيا. وفي حين لا يحتاج النظام السوري الى كثير من المتبرعين والمحامين والالسن لتبرير فعلته، نكتشف ان العماد عون لا يرى في كل فشل يصيب لبنان الا نجاحا لمشروعه الخاص. الفشل الاقتصادي وفشل المؤسسات الدستورية يرى فيها انتصارات. كل ما يؤذي لبنان يشكل نجاحا له».

لكن عطا الله يعتقد بان «عون ليس صانع هذه السياسة التي ينتهجها، وانما هو مردد لمقولاتها وواجهة لها».