بوخارست تستعد لقمة «الناتو» بـ30 ألف رجل أمن.. وتطويق «قصر البرلمان»

أفغانستان ومستقبل توسيع الحلف على رأس برنامج الأعمال

TT

ينتشر في العاصمة الرومانية اكثر من 30 الف عنصر أمني منذ صباح أمس استعداداً لأول قمة لحلف الشمال الاطلسي (ناتو) تعقد في بوخارست وتنطلق اليوم. وقد طوقت المدينة ومنِعَ سير السيارات في غالبية الطرق العامة والطرق المؤدية الى قصر المؤتمرات حيث يعقد قادة 26 دولة اجتماعات ابتداء من مساء اليوم وحتى صباح يوم الجمعة. وتعتبر هذه القمة من ابرز القمم في التاريخ المعاصر للحلف، فستكون قمة جوهرية لبحث العلاقات مع روسيا وتداعيات احتمال عرض انضمام اوكرانيا وجورجيا الى الحلف. وهناك قضية افغانستان التي من المتوقع ان تستحوذ على جانب مهم من نقاشات قادة الحلف مع الحاجة المستمرة لدعم قوات الحلف (ايساف) هناك. وقطعت الشوارع في بوخارست، وملئت برجال الأمن لاستقبال قادة الدول الأعضاء في الحلف، وربطت الاعلام الرومانية بأعلام «الناتو». ويجتمع القادة في «قصر البرلمان»، الذي بني بين عامي 1983 و1989 ويعتبر ثاني اكبر بناية حكومية في العالم بعد وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون). وغصت بالاعلاميين الذين يغطون الحدث والمقدر عددهم بـ6 آلاف. ويذكر ان هناك معارضة داخلية في رومانيا تجاه الناتو، إذ لوحظت في بعض مناطق العاصمة كتابات حديثة على الجدران ضد «ناتو»، الا انه لم يسمح لاي مظاهرات ضد القمة، خصوصاً مع جهود الحكومة الرومانية لتأكيد قدرتها على استضافة قمة على هذا المستوى. وألغيت العشرات من الرحلات في مطار بوخارست كي يسيطر رجال الشرطة على الوضع الامني. كما اغلق الطريق الرئيسي الى المطار حيث سمح فقط للسيارات المرخصة.

ووصل الرئيس الاميركي جورج بوش عصر امس الى بوخارست لحضور آخر قمة لـ«ناتو» قبل انتهاء ولايته الرئاسية. ومن المرتقب ان يعمل الرئيس الاميركي على اقناع الدول الاوروبية بارسال المزيد من القوات والمعدات الى افغانستان اثناء القمة من جهة، والعمل على تطوير علاقات الحلف مع روسيا، وخاصة ان القمة هذه السنة تستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومثل نظيره الاميركي، ستكون هذه القمة الاخيرة لبوتين رئيساً لروسيا. وتعتبر العلاقات مع روسيا مهمة في ما يخض توسيع الحلف لأن أعضاءه سيبتون في عرض الانضمام لدولتي اوكرانيا وجورجيا. وهذا ما تؤيده الولايات المتحدة لكنها تحتاج الى موافقة اجماع الدول الاعضاء لانضمام اعضاء جدد. كما ان دول اعضاء الحلف ستحاول تبديد مخاوف روسيا من نظام الدرع الصاروخي التي ما زالت الولايات المتحدة تريد نصبه في اوروبا الشرقية. ويذكر ان القمة ستدرس أيضا قرار انضمام مقدونيا وكرواتيا والبانيا الى الحلف، ضمن جهود ضم دول اوروبا الشرقية للحلف. وفي هذا الاطار ايضاً، من المتوقع بحث تداعيات استقلال كوسوفو على المنطقة والحلف بشكل خاص.

على صعيد اخر، من المتوقع ان تأخذ الاوضاع في افغانستان حيزاً كبيراً من النقاشات في القمة، خاصة مع اشتداد القتال هناك ومطالبة دول مثل كندا المزيد من الدعم من أعضاء آخرين في الحلف. وتعتبر مهمة الحلف في افغانستان دليلاً على امكانية الحلف للاستعداد لتحديات القرن الواحد والعشرين وتوسيع مهامه خارج اراضي الحلف. ويذكر ان المهمة في افغانستان هي الاولى للحلف خارج اراضيه. وشدد الرئيس الروماني تريان باسكون في بيان وزع على الصحافة أمس على ان القمة «ستعيد التأكيد على التزام الحلف الصلب بافغانستان واعادة دفع استراتيجيتنا للنصر معاً مع شركائنا». وبعد اعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في لندن، الاسبوع الماضي، استعداد بلاده لارسال المزيد من القوات لأفغانستان، والمتوقع ان تكون 1000 جندي، قد تقل حدة النزاع حول هذه المسألة، خاصة ان دولا مثل المانيا ما زالت متحفظة على ارسال المزيد من القوات أو الانتشار في جنوب البلاد المضطرب. وقضية افغانستان تأتي على رأس جدول اعمال «مؤتمر بوخارست»، وهو مؤتمر ينظمه معهد «تشاثام هاوس» البريطاني مع وزارة الخارجية الرومانية و«صندوق مارشال الالماني» على هامش القمة، والذي من المرتقب ان يحضره الرئيس الافغاني حميد كارزاي. وكان الرئيس الروماني قد استضاف مساء امس رؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة لمأدبة عشاء، بينما تنطلق أعمال القمة رسمياً غداً.