ثلاثة شروط فرنسية لإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان

باريس تستضيف مؤتمرا دوليا حول أفغانستان في 12 يونيو

TT

فيما أظهر استطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه أمس صحيفة «ليبراسيون» اليسارية، أن غالبية الفرنسيين تعارض إرسال قوات فرنسية إضافية الى افغانستان بنسبة كبيرة، اعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون انه يتوقع ان ترسل فرنسا «بضع مئات من الجنود الاضافيين» الى افغانستان في الجمعية العامة امس، بعد الاعلان الاسبوع الماضي عن تعزيز القوة الفرنسية المنتشرة اصلا في هذا البلد.

وأبرزت حدة المناقشات التي جرت بعد ظهر أمس في الجميعة العامة انقساما واضحا بين اليمين من جهة، الذي يؤيد عزم الرئيس ساركوزي زيادة عديد القوات الفرنسية العاملة في افغانستان منذ ستة أعوام والمعارضة الإشتراكية واليسارية، التي تحذر من الانزلاق في الرمال الأفغانية.

واستبق رئيس الحكومة فرنسوا فيون الجلسة البرلمانية بأن ربط إرسال مزيد من القوات الفرنسية بثلاثة شروط شرحها أمس في تصريحات صحافية. وتشترط باريس بداية زيادة المساعدات المالية العامة المخصصة للحكومة الأفغانية، وثانيا تسريع نقل المسؤوليات الأمنية الى القوات الأفغانية، وأخيرا أن تلتزم كل الأطراف الفاعلة في أفغانستان، في وقت واحد، بزيادة حضورها العسكري.

وينتظر أن يقر مجلس الوزراء الفرنسي، في جلسته اليوم حجم الزيادة، وذلك قبل بدء أعمال القمة الأطلسية في بوخارست، التي يشارك فيها الرئيس نيكولا ساركوزي في اليوم عينه.

وتساهم فرنسا حاليا بـ1500 جندي (من أصل ستين ألفا موجودين في أفغانستان) وهي تأتي في المرتبة الرابعة بعد بلدان صغيرة نسبيا، مثل هولندا. ولا تشكل القوات الفرنسية المنتشرة في محيط العاصمة كابل سوى خمس القوات البريطانية ونصف القوات الكندية، فيما تساهم الولايات المتحدة الأميركية بـ19 ألف جندي.

وأمس صدرت صحيفة «ليبراسيون» وعلى صفحتها الأولى العنوان التالي: «الحرب الفرنسية في أفغانستان» مع علامة استفهام. ولم يتردد بعض المعلقين بتشبيهها بالحرب الفيتنامية بالنسبة لأميركا. وفي أي حال، من المنتظر أن يعلن الرئيس الفرنسي اليوم أو غدا في بوخارست عن خطوات إضافية نحو العودة الكاملة الى القيادة العسكرية الموحدة للحلف، التي تركتها فرنسا قبل ثلاثين عاما، زمن رئاسة الجنرال ديغول.

ولم تعرف بعد المناطق التي ستنتشر فيها القوات الفرنسية الجديدة، وثمة جدل إذ يرغب الفرنسيون في مرابطتها شرق البلاد، بينما يطالب الكنديون والأميركيون بنشرها في الجنوب، حيث تجري اقوى المعارك مع طالبان. وينتظر أن ترسل باريس 800 جندي من المشاة و200 رجل من القوات الخاصة. وسبق لحكومة دومينيك دو فيلبان وللرئيس السابق جاك شيراك أن سحبا القوات الخاصة بداية العام الماضي. وكشف وزير الخارجية برنار كوشنير أمس أن ساركوزي كتب الى رؤساء الدول التي لديها قوات في أفغانستان لحثها على «تحديد رؤية استراتيجية للوضع الأفغاني. وأفاد كوشنير بأن ساركوزي قال ما معناه إن الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا المنوال، وإن ثمة حاجة لرؤية استراتيجية ورؤية سياسية.

وبحسب الوزير الفرنسي، فإن الغرض ليس زيادة القوات، بل نقل المسؤوليات للقوات الأفغانية. كذلك، اعلن كوشنير ان المؤتمر الدولي حول افغانستان سيعقد في باريس في الثاني عشر من يونيو (حزيران) المقبل.

وقال كوشنير ان هذا المؤتمر «طالب به بالحاح» الرئيس الافغاني حامد كرزاي اثناء زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى كابل في 22 ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

واضاف الوزير ان هذا اللقاء الدولي سيسبقه «مؤتمر لمنظمات غير حكومية ومنظمات مدنية في افغانستان ليطرح علينا ما هي الخطوات التي يبقى علينا القيام بها».