إسرائيل أزالت حاجزا عسكريا واحدا وتراجعت عن إزالة آخر

الفلسطينيون لا يثقون بالإجراءات الإسرائيلية لإزالة حواجز عسكرية

حاجز حوارة العسكري جنوب مدينة نابلس امس (إ ب أ)
TT

لا يأخذ الفلسطينيون اعلان اسرائيل عزمها ازالة نحو 50 حاجزا في الضفة الغربية، على محمل الجد. ولم ير اولئك الذين يسافرون يوميا من مدينة الى مدينة ان شيئا ما قد تغير على الارض، بل يتندرون في احيان كثيرة بقولهم ان كل هذا النشاط السياسي افضى الى ازالة اكوام من التراب، اذ ان اسرائيل ازالت عمليا حاجزا واحدا، بينما تتحدث عن حواجز ترابية على مداخل القرى من اصل اكثر من 500 حاجز، يضطر الفلسطينيون معها للانتظار ربما لساعات ويخضعون للتفتيش المذل احيانا.

ويصف مسؤولون فلسطينيون هذه الخطوة بانها «غير جدية». فقال سلام فياض رئيس حكومة تصريف الاعمال في رام الله، الذي يحاور وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك من اجل تسهيل حياة الفلسطينيين، ان ما اعلنت اسرائيل نيتها ازالته لا يتعدى 10% من الحواجز التي تقيمها. نافيا ان تكون الخطوة، جاءت باتفاق مع الحكومة الفلسطينية. وقال «هو مقترح منهم ونحن نعتبره غير كاف وليس من الممكن ان نعتبره بداية او نهاية الطريق». وكان صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، قد قال لـ«الشرق الاوسط»، ان السلطة ستنتظر اياما لترى جدية الاسرائيليين على الارض. مؤكدا «نحن غير مطمئنين».

وقالت اسرائيل امس، إنها ستستخدم وسائل مختلفة لحماية المستوطنين بدلا من الحواجز التي ستزيلها في الضفة الغربية، عملا بالقرار الذي اعلنته وزارة الدفاع بعد لقاء ثلاثي فلسطيني ـ اسرائيلي مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. ونقل صوت اسرائيل، عن مصدر أمني اسرائيلي، «ان الجيش سيستخدم وسائل مختلفة لحماية المستوطنين بدلا من الحاجز الذي ازيل في منطقة مستوطنة ريمونيم، اضافة للسواتر الترابية التي ازيلت أيضا». وأزالت اسرائيل يوم الاثنين الماضي حاجزا واحدا خارج ريمونيم شمال شرق مدينة رام الله. ورجح المصدر الأمني أن تزال حواجز أخرى بعد تقييم الموقف. وتراجعت اسرائيل عن إزالة حاجز اخر، على طريق يربط اريحا بالبحر الميت. وابلغت السلطة الفلسطينية اول من امس، بانها تراجعت عن ازالة الحاجز، الذي يمنع الفلسطينيين من الوصول للبحر، منذ اقامته في عام 2000 مع بداية الانتفاضة.

وتواجه الحكومة الاسرائيلية معارضة، لخطوتها، من قبل مستوطني الضفة الغربية. وحذر رئيس مجلس المستوطنات داني ديان من ان ازالة الحاجز قرب ريمونيم ستشجع المقاومين الفلسطينيين على تنفيذ عمليات في المكان مثل ما حدث في الماضي. واعتبر حسين الشيخ رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية في مؤتمر صحافي في رام الله، ان الخطوة الاسرائيلية «غير كافية اطلاقا وغير مجدية ولا تشمل الحواجز العسكرية الرئيسية الحيوية، التي قسمت الاراضي الفلسطينية الى كانتونات وتعيق الحركة بشكل كبير».

واكد الشيخ ان الحواجز التي شملتها القائمة الاسرائيلية، هي حواجز ترابية تقع على مداخل القرى، وكانت اسرائيل قد اقامتها مع بدء الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وقال فلسطينيون يتنقلون عبر حواجز رئيسة في الضفة الغربية لـ«الشرق الاوسط»، ان اي تسهيلات لم تطرأ. لكن اخرين يعيشون في القرى ينظرون الى الاعلان الاسرائيلي بشيء من الامل.