عباس لرايس: ثقة شعبنا بالسلام لن تتحقق إلا بـ4 خطوات

أبو ردينة لـ«الشرق الأوسط»: لقاء أبو مازن وأولمرت يسعى لتنحية العقبات

TT

قال نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئيس الفلسطيني، إن الرئيس محمود عباس، أبلغ وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس حرفياً خلال لقائه بها قبل يومين، أن الشعب الفلسطيني لن يثق بمسيرة السلام، إلا بـ4 خطوات، لخصها بـ«وقف الاستيطان بالكامل، وإزالة الحواجز، ورفع الحصار عن غزة، ومساعدة الفلسطينيين لتسلم المعابر، لتسهيل حياة المواطنين في القطاع المحاصر».

وأكد أبو ردينة لـ«الشرق الأوسط»، أن الرئاسة الفلسطينية، تصرّ على أن «توقف إسرائيل إجراءاتها الاستيطانية بشكل عام، وإجراءاتها في القدس العربية أيضاً، ووقف الحصار عن قطاع غزة»، بغية عكس جدية المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، و«كي لا تبدو وكأنها مضيعة للوقت» على حد قوله.

وجدد الناطق الرسمي باسم الرئيس الفلسطيني، التأكيد على قناعة الرئيس عباس، بضرورة الوصول إلى اتفاق بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين، قبل نهاية العام الجاري، وهو الهدف الذي حدده مؤتمر أنابوليس الذي عقد الخريف الماضي برعاية أميركية.

وعلى الرغم من أن أبو ردينة، وصف سير المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، بأنها تسير بشكل بطيء، لكنه أكد أنها مستمرة، مشددا على أهمية أن تكون هناك متابعة عربية وأميركية لسيرها.

وقال في هذا الإطار، أن الوزيرة رايس ستعود إلى المنطقة، الشهر المقبل، لمتابعة سير المفاوضات القائمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأبلغت الوزيرة الأميركية، المسؤولين الفلسطينيين، نهاية الشهر الماضي، أن نهاية المفاوضات قبل نهاية العام، أمرٌ واردٌ، بتأكيدها أن أمام الطرفين 9 أشهر أخرى، الأمر الذي دفع أبو ردينة للإعراب عن أمله في أن تحافظ الإدارة الأميركية على مصداقيتها بعد أنابوليس، الذي عده امتحاناً لرغبة إسرائيل في السلام. وذكرَ أن اللقاء المرتقب عقدهُ بين الرئيس عباس وايهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيعمل على تقييم سير تلك المفاوضات بين الجانبين، خصوصا أن «مفاوضي الجانبين بقيادة أحمد قريع من الجانب الفلسطيني، وتسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل، يعقدان اجتماعات شبه يومية. ولا بد من تقييم لتلك الاجتماعات». وأضاف «سيجلس الرئيسان عباس وأولمرت، ليقيِّمَا معاً سير اللقاءات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، لأن قريع وليفني يتقابلان بشكل شبه يومي، ولا بد للرئيسين ليقيما إلى أين وصلت المفاوضات؟ وما هي العقبات التي يجب إزالتها؟ وما هو المطلوب كي يتضح الموقف الفلسطيني؟».

ولفت أبو ردينة إلى الجهد المبذول لمتابعة سير المفاوضات، والمتمثل في الزيارات الأميركية المتواصلة، والزيارة التي يعتزم القيام بها الرئيس أبو مازن لواشنطن في 24 من الشهر الحالي، وتحضيرات مؤتمر موسكو للسلام، المزمع عقده منتصف هذا العام، والاتصالات الفلسطينية ـ العربية الخاصة بمتابعة كل التطورات التي تحدث فيما يخص المفاوضات ذاتها.

ووضع الرئيس عباس، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يوم أمس، في صورة اللقاءات الفلسطينية ـ الأميركية، التي جرت خلال اليومين الماضيين مع رايس، بحسب أبو ردينة، الذي ذكر أيضا أن أبو مازن أطلع العاهل السعودي على سير المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية.

وبعد السعودية، يصل الرئيس عباس اليوم إلى القاهرة، وبعدها إلى عمّان، في إطار جولة يرمي من خلالها إلى وضع قادة تلك الدول في سير المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.

وقال أبو ردينة عن زيارات عباس الحالية، «إنه لا بد أن يكون هناك موقف فلسطيني ـ عربي موحد تجاه كافة القضايا، لإطلاعهم (القادة العرب) أولا أين وصلت الأمور؟ وما هي العقبات؟ وما هي التحديات التي تواجهنا؟ وكالعادة نحن نلجأ إلى هذه الدول للمشورة والدعم على الساحة العربية والدولية لأن العقبات لا زالت كبيرة، خصوصا أن إسرائيل لا تزال تحاول التهرب من استحقاقات أنابوليس».

وأكد تمسك الرئيس عباس بالمبادرة العربية للسلام «حتى يفقد الأمل فيها»، وهو ما أبلغه للقادة العرب في قمة دمشق، بحسب الناطق الرسمي باسمه.

وفي جانب متصل بالمبادرة اليمنية، أكد أبو ردينة، التزام حركة فتح بقبول المبادرة من أولها لآخرها. وقال «ليس لدينا استعدادٌ للدخول في حوار حولها من أجل إضاعة الوقت. وإذا أراد الجميع مساعدة الشعب الفلسطيني ليحافظ على وحدته الوطنية، فعلى الجميع أن يضغط على حماس من أجل أن تقبل بتنفيذ المبادرة اليمنية من أولها لآخرها والتي وافقت عليها».