المالكي لا يستبعد تكرار أحداث البصرة ويتعهد بتنفيذ «صولة فرسان» في مدن أخرى

اعتقال أحد زعماء الأحزاب في البصرة * السفير الأميركي في بغداد: خفض العنف في العراق «واجب أخلاقي» علينا

جندي عراقي يحاول منع امراة من عبور الشارع الذي تجتازه دبابة اميركية في حي الشعلة شمال بغداد أمس (رويترز)
TT

تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس، بتنفيذ عمليات عسكرية اخرى ضد «الخارجين عن القانون»، مؤكدا انه لا يستبعد وقوع «أحداث اخرى» بعد المعارك التي جرت في البصرة بين القوات العراقية وميليشيا جيش المهدي. ودعا التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر والذي يشكل «جيش المهدي» ذراعه العسكرية، الى مظاهرة «مليونية» مناهضة للاحتلال في التاسع من أبريل (نيسان)، في الذكرى الخامسة لسقوط بغداد.

وقال المالكي في مؤتمر صحافي هو الأول الذي يعقده بعد عودته من البصرة، حيث اشرف شخصيا على العمليات العسكرية ضد انصار مقتدى الصدر، «ليس هناك مفاوضات ومذكرات تفاهم مع الخارجين عن القانون». واضاف «لذلك لا استبعد وقوع احداث اخرى.. لكن نرحب بهذه الاحداث، مثلما اعطتنا احداث البصرة نتائج، ستعطينا الاحداث الاخرى نتائج».

وقال المالكي «هناك مدن اخرى يجب ان تكون فيها ـ صولة للفرسان ـ وفي بغداد ايضا». وتابع «لا بد من تحرير اهالي مدن الشعلة ومدينة الصدر والعامرية من العصابات». وتعتبر مدينة الصدر وحي الشعلة من معاقل جيش المهدي. واكد ان «الايام المقبلة ستشهد صولات اخرى على مناطق لا يزال اهلها اسرى في يد هذه العصابات». ودعا المالكي التيار الصدري الى «ان يطهر صفوفه من الخارجين عن القانون». واضاف ان «قيادة عمليات البصرة بدأت عملية «صولة الفرسان» وهدفها الاساسي هو تنظيف الموانئ من الخارجين عن القانون». وقال «ذهبنا بأهداف محددة تتعلق بالموانئ التي تحولت الى موارد لتزويد العصابات والميليشيات الاموال من خلال التلاعب والتهريب ومن خلال بعض العصابات التي تشكلت لهذا الغرض»، مؤكدا «تورط بعض الشخصيات من بعض الاحزاب في ذلك» من دون ان يسميها. واكد المالكي ان «قوات الأمن اعتقلت عددا من مسؤولي الاحزاب».

وعن موقف القادة الاكراد من المعارك الأخيرة، قال «لقد اتصل بي الأخ رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني واخبرني انه على استعداد للقدوم الى البصرة بنفسه، ولإرسال قوات للمشاركة في القتال». واضاف «كذلك، كان موقف الرئيس جلال طالباني في بيان اصدره.. معبرا ومؤكدا ان العراق من شماله الى جنوبه واحد».

واعلن مصدر في الشرطة امس، اعتقال احد زعماء الاحزاب في البصرة. وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «قوة للجيش العراقي اعتقلت يوسف الموسوي الأمين العام لمنظمة ثأر الله، عندما دهمت منزله في دور نواب الضباط (شمال المدينة)». واضاف ان «العملية اسفرت عن اعتقال ستة آخرين من افراد تنظيمه، بعد تبادل اطلاق النار بين القوة الداهمة وحراسه».

وتزامن المؤتمر الصحافي للمالكي مع توزيع بيان في النجف، صادر عن مكتب الصدر يدعو الى مظاهرة «مليونية» مناهضة للاحتلال في التاسع من ابريل. وطالب البيان العراقيين بإعلان رفضهم للاحتلال من خلال مشاركتهم في المظاهرة.

من جهته قال صادق الركابي مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ان وزارة الدفاع ما زالت تقوم بعملياتها في البصرة وقد تم تحرير ميناءين هناك من ايدي ما سماهم الخارجين عن القانون، وقال لـ«الشرق الاوسط»: انه «من المفترض ان تنهي وزارة الدفاع من تحرير الميناء الثالث قريباً»، واوضح الركابي «ان العمليات التي جرت في البصرة لم تستهدف التيار الصدري فقط، وانما جميع الخارجين عن القانون، فضلاً عن العصابات الموجودة هناك»، وشدد «كان جزء من الخطة هي تحرير الموانئ وتخليصها من الفساد الذي كان يستشري بجميع مرافقها». مشيراً الى وجود وفد من وكلاء وزارات الحكومة في البصرة لتقييم الاضرار والمباشرة في اعادة اعمارة المدينة». وحول الانباء التي ترددت بطلب الحكومة من جيش المهدي تسليم 50 آلية عسكرية قد تم الاستيلاء عليها من قبل الأخير، نفى الركابي «ان تكون الحكومة قد طالبت التيار الصدري او جيش المهدي باسترداد مدرعات وآليات عسكرية روج ان التيار الصدري استولى عليها، وتطالب الحكومة الان باسترجاعها».

الى ذلك قال صلاح العبيدي المتحدث الرسمي باسم التيار الصدري، ان التيار لا يدري حتى الآن اسباب شن عملية صولة الفرسان. وقال العبيدي لـ«الشرق الأوسط»: ان «التيار الصدري يريد الحل السلمي، اذا كانت النية جدية بإعادة المياه الى مجاريها». واشار الى ان «التيار الصدري تقدم بخطوة، وكان قاسياً مع جيش المهدي، ومع الذين يحاولون الانفلات من جيش المهدي، وفي المقابل يجب على الحكومة ان تكون شديدة مع الجهات المسيئة داخل الاجهزة الامنية».

من جهته اعلن السفير الأميركي في العراق راين كروكر في مقابلة مع صحيفة «يو.اس.ايه. توداي» ان مواصلة العمل على خفض العنف في العراق هو «واجب اخلاقي» على الولايات المتحدة، لافتا الى ان تحسن الوضع الامني ساهم في انهاض الوضع الاقتصادي في بغداد. وسيقدم كروكر وقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس تقريرا حول الحرب في العراق امام الكونغرس الاسبوع المقبل. لكن السفير الاميركي اقر بأن المحاولات الاخيرة التي قامت بها القوات الحكومية العراقية لنزع سلاح ميليشيا جيش المهدي، «واجهت عددا من المشاكل».

وقال ان بلاده لم تتبلغ بالعملية الا قبل 48 ساعة من موعدها، لافتا الى انها تسببت في تجدد العنف في العاصمة العراقية وجنوب البلاد. من جهة اخرى، اوضح كروكر انه منذ تقديم التقرير الاخير الى الكونغرس في سبتمبر (أيلول) الفائت، تم تحقيق تحسن ملحوظ على صعيد الوضع الامني في العراق، واضاف «اعتقد انه يمكن توقع استمرار هذا التحسن السياسي والاقتصادي».