موغابي يعترف بخسارته.. ومسؤول حكومي يؤكد أن الرئيس سيفوز في النهاية

تخوفات من تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية بعد توقعات بإجراء دورة ثانية

TT

اعترف رئيس زيمبابوي روبرت موغابي أمس بخسارته للانتخابات التي جرت، السبت الماضي، ونقلت صحيفة «بيزنيس داي» التي تصدر في جنوب أفريقيا عن مصدر لم تكشف عنه، قوله ان «موغابي اعترف بالهزيمة لعائلته وأقرب مستشاريه وقادة الجيش والشرطة والمخابرات». وجاء اعتراف موغابي بالخسارة في وقت توقع فيه نائب وزير الاعلام في حكومته اجراء دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية، مبديا ثقته بأن موغابي سيفوز فيها هذه المرة، ومؤكدا بأن الرئيس «سيقاتل حتى النهاية». ونشرت الصحيفة أمس ان موغابي اعترف لأسرته ومستشاريه بأنه خسر أهم انتخابات في حكمه الذي امتد 28 عاماً. وتابعت الصحيفة ان موغابي اعترف في تصريحات غير رسمية بالهزيمة، وانه يقرر ما اذا كانت هناك حاجة الى اجراء انتخابات إعادة، لأن مورغان تسفانجيراي، زعيم حركة التغيير الديمقراطي، فشل في الحصول على أغلبية واضحة. وقالت الصحيفة ان المتشددين في حكومة موغابي يريدون منه ان يستمر في السباق حتى نهايته لكن مستشاريه وافراد عائلته يريدون منه ان يتنحى.

وخسر موغابي الاكثرية في البرلمان بعد صدور النتائج الرسمية أول من أمس، الا ان اللجنة الانتخابية لم تنشر بعد نتائج الانتخابات الرئاسية. واستبقت المعارضة النتائج وأعلنت فوز مرشحها تسفانجيراي فيها وحصوله على 50.3 في المائة من الاصوات، مما يعني فوزه في المرحلة الاولى. الا انه توقع أمس أن تدعو الحكومة لإجراء دورة ثانية وتأكيدها على فوزه فيها، مما يرفع من توقعات حصول تزوير في الانتخابات وقلبها لصالح موغابي الذي يبدو مصراً على البقاء في السلطة بأي طريقة.

وقال نائب وزير الاعلام برايت ماتونجا لهيئة الاذاعة البريطانية أمس إن «موغابي سيقاتل حتى النهاية.. وإذا لم يكن هناك فائز واضح ينص القانون على إجراء جولة إعادة». وأضاف «نحن مستعدون لدورة ثانية، وجاهزون للنصر... فعلى الصعيد الاستراتيجي لم نبذل إلا 25 في المائة من طاقتنا في هذه الحملة. سوف نطلق العنان لـ75 في المائة الباقية».

وللمرة الاولى منذ انتخابات السبت، ظهر موغابي امس الى العلن خلال لقاء جمعه بمراقبي الاتحاد الافريقي، بحسب مشاهد بثها التلفزيون الرسمي. ولم يدل موغابي باي تصريح في هذه المشاهد التي ظهر فيها والى جانبه نظيره السيراليوني السابق احمد تيجان كباح الذي ترأس بعثة مراقبي الاتحاد الافريقي للانتخابات العامة في زيمبابوي. وقالت مصادر في حزب الاتحاد الوطني الافريقي الحاكم ان موغابي سيرأس اجتماعا للمكتب السياسي لحزبه اليوم.

ونشرت صحيفة «ذي هيرالد» الرسمية أنه «يصعب تصور حصول اي من المرشحين على 50 في المائة من الاصوات زائدا واحدا، وهي العتبة الضرورية لتجنب إجراء دورة انتخابية ثانية». واستندت الصحيفة الناطقة باسم النظام الحاكم في تحليلها على وجود انشقاق في صفوف الحركة من اجل التغيير الديمقراطي يقوده اآرثر موتامبارا الذي دعم سيمبا ماكوني في الانتخابات الرئاسية. ويتخوف الوزير السابق ادغار تيكيري الذي انشق عن موغابي واصبح من اشد معارضيه ان يعمد الاخير الى تزوير الانتخابات. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية ان الحزب الحاكم «خسر السلطة، وموغابي كذلك، ما لم يحاول اللجوء الى الخدع المعهودة لسرقة الانتخابات».

وهناك تخوف أيضا من ان يكون العامل الحاسم هو تصرف القوى الامنية. ويبدو ان موغابي لم يعد باستطاعته الاعتماد على الجيش والشرطة اللذين يعانيان من انقسامات، متأثرين مثل كل السكان بالأزمة الاقتصادية التي دفعت البلاد الى الاعتماد على المساعدات الغذائية بعد ان كانت مخزن الحبوب للمنطقة. وفي حين تنفي الحكومة كما المعارضة اجراء مفاوضات، اكدتها مصادر عدة، ان زيمبابوي تشهد حركة دبلوماسية نشطة برعاية افريقية خوفا من ان تترافق الدورة الثانية من الانتخابات مع اعمال عنف. وبحسب مصادر متطابقة تسعى مجموعة التنمية لافريقيا الجنوبية الى اقناع موغابي، بطل النضال ضد نظام ايان سميث العنصري، بالانسحاب بكرامة.

وقال دبلوماسي من المجموعة مقره في زامبيا ان المنطقة «يجب ان ترص الصفوف لتجنب سيناريو شبيه بما حصل في كينيا»، حيث ادت اعمال العنف الى مقتل 1500 شخص بعيد انتخابات ديسمبر(كانون الاول) الماضي، والتي طعنت في صحتها المعارضة. وعمدت الشرطة الخميس الى اقامة حواجز تفتيش روتينية على طرقات هراري التي لا تزال هادئة حتى الآن.