الظواهري: بن لادن في صحة جيدة.. وصواريخ حماس تقتل الأطفال

نفى أن يكون «ظاهرة صوتية» ضمن إجابته عن 94 سؤالا وصلته من صحافيين وإعلاميين

TT

في اول مؤتمر صحافي له على الانترنت رد أيمن الظواهري الرجل الثاني في «القاعدة» على 94 سؤالا ارسلت اليه عبر البريد الالكتروني معظمها انتقادية لفكر «القاعدة». واكد ردا على احد الاسئلة ان اسامة بن لادن، زعيم التنظيم، بخير. ووصف تقارير تتحدث عن أنه مريض بأنها كاذبة. واضاف الظواهري في اجابات عن اسئلة وضعت في موقع اسلامي على الانترنت وكذلك شركة «انتلسنتر» الاميركية (المتخصصة في مراقبة المواقع الاسلامية الالكترونية): «اسامة بن لادن في صحة وعافية بفضل الله والمغرضون يحاولون دائما اشاعة انباء كاذبة عن مرضه». وأدان الظواهري.. الذي يعتقد انه مختبئ مثل بن لادن في افغانستان او باكستان، الامم المتحدة وتوعد بمهاجمة اليهود داخل اسرائيل وخارجها».

واعتبر: «الامم المتحدة عدوة للاسلام والمسلمين». وقال «فهي التي قننت وشرعت قيام دولة اسرائيل واستيلاءها على أراضي المسلمين، وهي التي قننت الوجود الصليبي في أفغانستان عبر مؤتمر بون، وقننت الوجود الصليبي في العراق عبر قراراتها المختلفة». وجاءت اجوبة الظواهري في تسجيل صوتي، وهو الثالث منذ بداية العام على الانترنت، وبلغت مدته ساعة ونصف. وقامت مؤسسة «سحاب»، الذراع الاعلامي لـ«القاعدة»، بتفريغ الاسئلة والاجوبة عنها. ووَعَدَ الظواهري في التسجيل الذي عرضته مواقع درجت على بث البيانات الخاصة بالتنظيمات الاصولية، باستكمال الإجابات في تسجيلات مقبلة. وتركزت مجموعة الأسئلة الأولى التي وجهت للظواهري على علاقة التنظيم بإيران وموقفه من قتل الأبرياء والأوضاع على الساحة الفلسطينية، ونشاط «القاعدة» في بعض الدول العربية. وكانت مواقع إلكترونية قد نشرت أواخر العام الماضي رسالة من الذراع الإعلامية لتنظيم «القاعدة» إلى الصحافيين الراغبين في توجيه أي سؤال إلى الظواهري إلكترونياً، في خطوة هي الأولى من هذا المستوى منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وقال الظواهري إنه كان قد عزم منذ البدء على تجنب نوعين من الأسئلة؛ الأول يتعلق بما قال إنها «مهاترات وخلافات شخصية»، والثاني يتعلق بـ«الناحية الأمنية». ورفض ان يجيب عن سؤال يتعلق بوجود سيف العدل المسؤول العسكري للتنظيم في ايران. ودافع الظواهري عن هجمات شنت على مكاتب للأمم المتحدة، في اشارة فيما يبدو الى تفجيرين متزامنين استهدفا مباني الامم المتحدة في العاصمة الجزائرية وأسفرا عن مقتل 41 شخصا في ديسمبر (كانون الاول) الماضي وتفجير مبنى الامم المتحدة في بغداد عام 2003 والذي أودى بحياة 22 شخصا.

ونفى الظواهري أن تكون «القاعدة» تستهدف الأبرياء، ردا على جزائري سأل حول سبب تفجير مقر الأمم المتحدة بالجزائر. وزعم الظواهري أن من قتلوا في الجزائر ليسوا أبرياء وإنما «هم في عداد الصليبيين»، وإذا كان هناك مَنْ سقط من الأبرياء فقد سقطوا إما خطأ أو للضرورة بسبب تموقع «العدو» بين المدنيين وتحويلهم إلى دروع بشرية.

ودعا الظواهري ايضا الى شن هجمات على اليهود قائلا: «نعد اخواننا المسلمين بأننا سنسعى بأقصى ما نستطيع لان ننزل الضربات باليهود داخل اسرائيل وخارجها». وقال إنه يتوقع انتقال التأثير «الجهادي» إلى إسرائيل بعد خروج القوات الأميركية من العراق، مضيفا: «ان الولايات المتحدة بدأت في الانهيار». واجاب عن اسئلة عن امتناع التنظيم عن تنفيذ عمليات في إسرائيل قال: «ألم يبلغ السائل أن قاعدة الجهاد قد ضربت اليهود في جربا بتونس، وضربت السياح الإسرائيليين في مومباسا بكينيا في فندقهم، ثم أطلقت صاروخين على طائرة العال، التي تقل عدداً منهم؟ ونعد إخواننا المسلمين بأننا سنسعى بأقصى ما نستطيع لأن ننزل الضربات باليهود داخل إسرائيل وخارجها، بعون الله وتوفيقه».

واضاف «لا شك أن الانهيار الاميركي بدأ وانتهت أسطورة القطب الاوحد وقد كانت غزوتا نيويورك وواشنطن (هجمات 11 سبتمبر) علامتين فارقتين في هذا الانهيار ولكني أنبه أن انهيار الامبراطوريات لا يأتي في لحظة واحدة بل قد يستغرق عقودا وانهيار الاتحاد السوفياتي أقرب مثال على ذلك». ودافع عن هجمات شنتها «القاعدة» في العراق وشمال افريقيا قتل فيها مدنيون. وقال «اننا لا نقتل الابرياء، اننا نقاتل اولئك الذين يقتلون الابرياء، من الاميركيين واليهود والروس والفرنسيين وعملائهم». وتضمن كثير من الاسئلة التي جرى تجميعها منذ ديسمبر (كانون الاول) انتقادات حادة لـ«القاعدة» وممارساتها، في حين سعت اسئلة اخرى الى طلب النصيحة للانضمام الى «الجهاد». وفي اجابته عن سؤال عن السبب وراء انتقاده حركة حماس الاسلامية الفلسطينية، قال الظواهري ان السبب هو: «قتل من لا يجوز قتله من الأطفال»، في الهجمات بصواريخ «القسام» على البلدات الاسرائيلية. وقال ردا على سؤال إعلاميةٍ»: «ما مبرر حماس في قتل من لا يجوز قتله من الأطفال في المستعمرات الإسرائيلية بصواريخ القسام، التي لا تفرق بين طفلٍ وبالغٍ؟ بل وربما بين اليهود والعرب والمسلمين العاملين في تلك المستعمرات أو في شوارع وأسواق فلسطين المحتلة، مع أن الشريعة حرمت قتلهم. وكثيرا ما انتقد الظواهري زعماء حماس لتخليهم عن «التفجيرات الانتحارية» من اجل مكاسب سياسية بعد أن فازوا في الانتخابات البرلمانية العام الماضي. وقدم تعزية الى الامة في «حماس» بقيادتها السياسية، مطالباً في الوقت عينه بمواصلة دعم «مجاهديها». واستغل الظواهري سؤالا من اعلامية لتوجيه نقد حاد ومطول إلى الشيخ يوسف القرضاوي، بسبب مواقفه من العمليات الانتحارية والخسائر المدنية فوصفه بأنه «يصدّق أكابر المجرمين ويكذب المجاهدين». وذكر بأنه أشاد بالرئيس المصري حسني مبارك قبل 19 عاماً، رغم «اتفاقية السلام والتطبيع مع إسرائيل وحصار الفلسطينيين في غزة». ونفى الظواهري ردا على سؤال من شخص يدعى محمد سمير ان يكون قد كفر الشيخ عبد الله عزام، الزعيم الروحي لـ«الافغان العرب»، ولم يكن يصلي خلفه. وقال ان زوجته أم محمد (التي قتلت في هجوم على منزل للافغان العرب في قندهار نهاية عام 2001)، كانت تذهب الى دروس ولقاءات السيدة ام محمد زوجة عزام بموافقته. ونفى ان يكون انه «ظاهرة صوتية»، وقال للسائل: «دعْ عنك نيتي، التي لا يعلمها إلا الله، وانظر في كلامي، فإن وجدت فيه خيراً فاتبعْه، وإن وجدت فيه غير ذلك فبينه وانصحني». وفي اول رد فعل، اعتبر الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، أمس في بوخارست ان الاتهامات التي وجهها الظواهري للمنظمة الدولية «خاطئة تماماً وغير مقبولة». وافاد متحدث باسم بان كيمون يرافقه في بوخارست، أن الأمين العام بحث مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي دعم الامم المتحدة لمنظمة المؤتمر الاسلامي والعالم الاسلامي.

وقال إن «الامين العام اوضح انه يجب ان ينظر الى الامم المتحدة على انها صديقة للمسلمين، مبدياً قلقه الشديد من اتهامات القاعدة».